الصخور تهدد حياة اليمنيين
يحذر مختصون من عدم إجراء معالجات عاجلة لمناطق الانهيارات الصخرية الآهلة بالسكان في اليمن في ظل وجود إمكانية حدوث كوارث طبيعية في عدد من المناطق الجبلية، مما يعرض حياة الناس للخطر.
وقد أسفرت حوادث الانهيارات الصخرية باليمن خلال الأربع سنوات الماضية -بحسب إحصائيات رسمية- عن مقتل أكثر من 70 شخصا معظمهم في صنعاء وحضرموت، كما دمر أكثر من 50 منزلا.
وتعد الانزلاقات الصخرية من الظواهر الطبيعية التي تتعرض لها مناطق عدة باليمن بشكل دوري، والتي تحدث في المنحدرات الصخرية والترابية نتيجة اختلال الاتزان بشكل مفاجئ يؤدي إلى تساقط الصخور.
خارطة مخاطر
وكانت الحكومة اليمنية وجهت مؤخراً بإنشاء مشروع لإنتاج خارطة مخاطر للغطاء الصخري في اليمن تحت إدارة هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية بوزارة النفط و المعادن، لغرض دراسة المناطق المشابهة وتقييم استقرارها.
وقال عدنان بارحيم أستاذ الجيولوجيا الهندسية بجامعة صنعاء ونائب مدير مشروع إنتاج خارطة مخاطر الغطاء الصخري، إن الدراسات التي شملت أكثر من 400 موقع صخري باليمن كشفت أن عدد الوفيات من البشر بسبب الانهيارات الصخرية في اليمن تتراوح بين 2 إلى 60 نسمة سنوياً.
وأشار -في حديث للجزيرة نت- إلى أن الانهيارات المسجلة كانت بهيئة انزلاقات مستوية ودورانية وانقلابات وسقوط صخري، وإن الخسائر المادية من منازل وطرقات ومدرجات زراعية وتمديدات مياه وكهرباء تفوق مليار ريال سنويا.
ولفت إلى أن الحكومة اليمنية وجهت الأسبوع الماضي بإنشاء صندوق مالي للحد من خطورة وأضرار الانهيارات الصخرية في المناطق الآهلة بالسكان وتنفيذ المعالجات المقترحة بناء على تقارير المشروع ووفقاً لمعايير علمية.
مرحلة الاستعداد
ويحذر مختصون من ضعف مرحلة الاستعداد لدى الحكومة اليمنية لمجابهة الكوارث الصخرية في ظل صدور عدد من التقارير والدراسات التي حذرت من وقوعها في عدد من المناطق السكانية، وكشفت عن أن احتمالات حدوث الخطر فيها كبيرة.
وقال عميد كلية علوم الطوارئ الصحية والتقنية ورئيس المؤسسة اليمنية للإغاثة ومجابهة الكوارث محمد عبد الله الوشلي إن خارطة الغطاء الصخري التي أعدها خبراء جيولوجيا رصدت 375 منطقة يمنية معرضة لاحتمال حدوث انهيارات صخرية فيها.
وحذر الوشلي في حديث للجزيرة نت من خطر تجاهل تلك التحذيرات في ظل إعلان مركز الرصد الزلزالي اليمني الأشهر الماضية تسجيل أكثر من ألف هزة أرضية في مناطق مختلفة تتفاوت شدتها ما بين خفيفة إلى متوسطة أحياناً. وقال إن اليمن لا زال يفتقر لوضع الإستراتيجيات لمجابهة تلك المخاطر المتعددة، ويعاني من شح في الإمكانات والتجهيزات والكوادر المؤهلة في مجال إدارة الكوارث.
وتمثل طبيعة الموقع الجغرافي وتعقيداته الطبغرافية، وخصائص التكوينات الصخرية لليمن الذي تمثل الجبال 70% من مساحته، يصل ارتفاع بعضها عن سطح البحر ٣٦٦٦م (كجبل النبي شعيب) وتكون بعضها شديدة الانحدارات.
أسباب الانهيارات
ويرجع جيولوجيون الأسباب الرئيسة لحدوث الانهيارات إلى عدة عوامل منها طبيعية مثل التعرية التفاضلية والتغيرات المناخية ومياه الأمطار وكذلك الهزات الأرضية، وأخرى بشرية مثل التصريف السيئ لمياه الأمطار والمجاري، وقطع أقدام المنحدرات.
ويشير عضو فريق المسح الجيولوجي باليمن والمهندس في إدارة هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية بعدن صلاح باصرة إلى أن بعض النشاطات البشرية لسكان المنطقة الجبيلة عن طريق حفر المغارات أسفل المرتفعات يخل باتزانه ويسهم في تحفيز حدوث الانزلاق.
وقال للجزيرة نت إن تقارير أعدها فريق المسح في عدد من المحافظات الجنوبية والشرقية والشمالية أفادت بوجود مخاطر كبيرة في بعض مناطق المرتفعات التي تنتشر فيها مئات المنازل أسفل كتل صخرية وعلى انحدارات جبلية. وأضاف "أوصت التقارير السلطات المحلية بعمل معالجات عاجلة لمناطق الخطر المحتملة، وحذرت من خطر كبير في حال بقاء الأمر على وضعه الحالي، مما يعرض حياة ساكني هذه المنازل للخطر نتيجة انزلاق وتدحرج الكتل الصخرية وسقوطها على المنازل.
المصدر:الجزيرة