جنوبيو اليمن منقسمون في ذكرى الاستقلال
انقسم جنوبيو اليمن في احتفائهم بالذكرى الخامسة والأربعين للاستقلال عن الاستعمار البريطاني، إلى فريقين متباينين، فالأول يؤيد الثورة الشبابية السلمية ويدعو لتحقيق أهدافها في اليمن عموما، والآخر يطالب بالانفصال عن السلطة المركزية في صنعاء ويعتبر أن ثورة الشباب لا تعنيه في شيء.
ففي مدينة المنصورة بعدن خرج عشرات الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي في مسيرة حاشدة مساء الجمعة تحمل الأعلام السابقة لدولة جنوب اليمن وصور نائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض وتهتف ضد الحوار الوطني.
كما أقيم في المناسبة مهرجان خطابي ألقيت فيه عدد من الكلمات، أكدت على مطالب الحراك الجنوبي المنادية بالانفصال، ودعت لمقاطعة مؤتمر الحوار الوطني المزمع عقده قريبا في اليمن.
وقال القيادي البارز في الحراك الجنوبي الدكتور ناصر الخبجي إن ذكرى الاستقلال ذكرى عزيزة على كل أبناء الجنوب كونها مناسبة خاصة بهم حصلوا بها على الاستقلال من الاستعمار البريطاني.
شعب حي وأضاف في تصريح للجزيرة نت "نحن نريد من خلال هذه الفعالية وهذا الحشد الكبير إيصال رسالة للمجتمع الدولي والإقليمي مفادها أن شعبنا شعب حي وحر يريد الاستقلال واستعادة دولته وحريته، كما أنها رسالة لكل من يشكك في وحدة الصف الجنوبي تشير إلى أن أبناء الجنوب متوحدون خلف هدف واحد هو التحرير والاستقلال".
ودعا الخبجي المجتمع الدولي إلى تبني مبادرة جديدة لحل القضية بين الشمال والجنوب، معتبرا المبادرة الخليجية مبادرة للتسوية بين نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح وأحزاب المعارضة، "أما شعب الجنوب فلا يقبل أي حوار أو تفاوض إلا بين دولتين هما الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية".
بدوره قال الصحفي فتحي بن لزرق -رئيس تحرير صحيفة عدن الغد- إن المظاهرات التي شهدتها مدن الجنوب الجمعة هي تأكيد واضح يدعو المجتمع الدولي لعدم مواصلة إدارة ظهره لقضية الجنوب والمسارعة لتقديم مبادرة سياسية تتضمن حلا عادلا لتلك القضية.
وأشار في تصريح للجزيرة نت إلى أن الوقائع تثبت أن ما سماها الحلول الترقيعية والأحاديث الفضفاضة لن تقدم شيئا على أرض الواقع في ما يخص القضية الجنوبية "لكونها قضية سياسية منفصلة لا يمكن ربطها بقضايا الحوار الوطني في صنعاء".
الثورة الشبابيةوفي مدينة كريتر خرج عشرات الآلاف في مسيرة حاشدة اتجهت صوب ساحة الحرية حاملة الأعلام الوطنية وصور شهداء ثورة الشباب واللافتات المؤيدة للحوار والمطالبة بهيكلة الجيش وإقالة أقارب صالح من المناصب الهامة في السلطة والجيش.
كما أقيم مهرجان خطابي كبير ألقيت فيه عدد من الكلمات والأناشيد الوطنية المؤكدة على وحدة اليمن والمطالبة بتحقيق كل أهداف الثورة الشبابية.
وأشار البيان الصادر عن مجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية إلى أن الثورة الشبابية السلمية هي "امتداد وترجمة لأهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين وتجديد لمعالمهما وتصحيح للمسار الذي أراده الثوار ومن أجله قدموا كل التضحيات".
وقال الأمين العام لمجلس تنسيق قوى الثورة الجنوبية الدكتور عبد الله العليمي إن الاحتفال بالذكرى الخامسة والأربعين للاستقلال "يعد تكريما لنضالات الشرفاء الأحرار من شهداء ومناضلي الثورة اليمنية الذين قدموا الكثير حتى نصل إلى ما نحن عليه اليوم".
تأييد الحوار وأشار العليمي في تصريح للجزيرة نت إلى أن الفعالية حضرها رموز من كل المحافظات الجنوبية "ليؤكدوا تأييدهم للحوار الوطني الشامل باعتباره البوابة الآمنة لحل كل القضايا وللخروج بما يلبي آمال وطموحات الشعب، وفي مقدمة ذلك الحل العادل للقضية الجنوبية بما يرتضيه أبناء الجنوب".
ودعا العليمي الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى "اتخاذ المزيد من القرارات الجريئة لتجفيف منابع نظام علي عبد الله صالح، وتهيئة الأرضية المناسبة للحوار الوطني"، آملا بأن يشمل الحوار كل المكونات في الساحة الجنوبية كالحراك والأحزاب السياسية وشباب الثورة ومنظمات المجتمع المدني، "باعتبارهم الحامل السياسي للقضية الجنوبية".
من جانبه أشار الصحفي والمحلل السياسي عبد الرقيب الهدياني إلى أن يوم الثلاثين من نوفمبر "كان يوما لتشييع مشاريع الاحتلال والتجزئة للأبد، فقد توحدت فيه 23 إمارة ومشيخة في إطار مسمى واحد هو اليمن الجنوبي".
وقال الهدياني للجزيرة نت إن يوم الاستقلال كان إعلانا عن عودة الهوية اليمنية للجنوب بعد أن حاولت بريطانيا نزعها عنه بإنشاء اتحاد الجنوب العربي.
وأشار إلى أن "من يحتفل بذكرى الاستقلال وهو يدعو للجنوب العربي فإنه عاق لها ولا يمثلها بأي حال، فكيف له أن يحتفل بذكرى الاستقلال ويتنكر للهوية اليمنية التي كان يوم الاستقلال هو يوم الانتصار لها.
*الجزيرة نت