عودة الزخم الثوري لعدن باحتفائية مليونية لشباب الثورة غداً في ذكرى نوفمبر (تقرير)
تحل على اليمنيين هذا العام غداً الجمعة الذكرى الـ45للاستقلال المجيد و رحيل آخر جندي بريطاني من جنوب الوطن، لكن الذي يميز ذكرى هذا العام حلولها وسط تعقيدات المشهد السياسي و الاستقطاب الحاد التي تشهده الساحة الجنوبية و مخاضات الحوار الوطني الشامل، وغيرها من ملامح التشكل السياسي للمستقبل اليمني.
الأسبوع الماضي أعلن مجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية كافة أبناء عدن وعموم المحافظات للمشاركة في فعاليات الذكرى الـ( 45 ) لعيد الاستقلال الوطني , وكشف المجلس عن تضمن برنامج الاحتفال لأنشطة ندوات وأمسيات وانشطة رياضية وثقافية مختلفة أقامها المجلس وسوف تختتم بالمسيرة المليونية والمهرجان الجماهيري الحاشد والذي سوف يقام في قلب عدن وفي ساحة الحرية بكريتر الجمعة القادم .
وقال الناطق الرسمي لمجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية ورئيس اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية بعدن المهندس/ علي قاسم ان الاحتفال بذكرى الاستقلال يأتي هذا العام وقد تخلص شعبنا اليمني من نظام صالح الاستبدادي العائلي وقد تحققت بعدها الكثير من اهداف الثورة حيث يعيش شعبنا اليوم.
وأكد قاسم على أن الاحتفال الكبير في 30 نوفمبر سوف يكون رسالة واضحة للجميع على العزم بمواصلة النضال لتحقيق كافة أهداف الثورة والسعي بقوة لحل القضية الجنوبية العادلة من بوابة الحوار الوطني الشامل والذي سوف ينطلق في ديسمبر القادم.
شباب الثورة دور فاعل ومؤثر
ويبدي شباب الثورة بعدن مخاوف من إهمال قد يطال شباب الثورة في الحوار الوطني الشامل و نسبة تمثيلهم في عملية الحوار، وكان القيادي في الثورة الشبابية السلمية بعدن أنيس آل يعقوب قد حذر من أي محاولات التفاف على تمثيل الشباب في مؤتمر الحوار أو تهميش دورهم لا سيما في الجنوب، مطالباً اللجنة الفنية بالاضطلاع بمسؤوليتها التاريخية و الانحياز لدور الشباب الذين كان لهم الدور الأبرز والفضل في قيادة التغيير.
وطالب أنيس آل يعقوب أن على السياسيين أن يستوعبوا أن المبادرة الخليجية جاءت ابتداءاً بسبب اندلاع ثورة الشباب وما قدمته من تضحيات، موضحاً إلى أن الحوار يجب أن يفضي و يخدم تلك الأهداف التي خرج من أجلها الشباب وقدموا في سبيلها الغالي والنفيس.
و أشار إلى حساسية المرحلة التي تشهدها البلاد في بناء اليمن الحديث ، حيث مثلت الثورة الشبابية الشعبية السلمية نقطة فارقة في تاريخ اليمن الحديث والوطن العربي بشكل عام.
و أشار يعقوب أن شباب الثورة في عدن قد سبق وقدموا برنامجهم المتكامل للحوار الوطني والتي يجيء في مقدمتها تهيئة الأرضية المناسبة للحوار بردِّ الحقوق لأهلها كاملة غير منقوصة خصوصا في الجنوب،
و أكد أن الجنوب بكل أبنائه ولكل أبنائه وأن زمن الاقصاء والتهميش انتهى فالجنوب قوي بتعدده وتنوعه وحرية أبنائه في اختياراتهم السياسية والفكرية.
مطالباً بدور محوري وهام لشباب الثورة بعدن التي قدمت أول شهيد للثورة السلمية وعموم اليمن في الحوار الوطني المزمع انطلاقه خلال المرحلة القادمة.
مراقبون يرون أن فعالية شباب الثورة بعدن عصر الجمعة القادم والتي تحمل شعار (احتفاء بعيد الاستقلال ودعماً للحوار الوطني) و الزخم الجماهيري المتوقع مصاحبته لها ستكون بمثابة إثبات حضور لهم في الشارع الجنوبي كقوة فاعلة وليست وحيدة ولها تأثير على مجريات الأمور ولا يمكن تجاوزها، وستقدم من خلالها رسائل لكل الأطراف التي تحاول تهميش دور الشباب و الالتفاف على حقهم.
انتصار لتضحيات الثوار الأوائل
من جانبه دعا القيادي في مجلس تنسيق قوى الثورة الجنوبية عبدالعزيز الحمزة كافة أبناء عدن وكل الأحرار للإحتشاد بكثافة غد الجمعة في ساحة الحرية بكريتر عدن لإحياء الذكرى الـ45 للإستقلال .
وقال الحمزة أن شباب الثورة وأبناء المحافظات الجنوبية سيؤكدون من خلال احتشادهم في فعالية الجمعة القادمة بذكرى الـ30نوفمبر عيد الإستقلال في ساحة الحرية بكريتر عدن وفائهم للأهداف التي حملها الثوار الأوائل عبر ثورة 14 أكتوبر .
وأضاف الحمزة في تصريح لـ(خليج عدن) نحن اليوم من خلال ثورتنا الشبابية التي عمت كل المحافظات اليمنية نسير على نفس الطريق ولأجل كل الأهداف المعلنة في كل المناسبات الوطنية التي نحتفي بها، لم ولن نفقد البوصلة كماهو حال البعض ممن صاروا يتصادمون مع التاريخ فتكون الذكرى عبارة عن محاكمة تنسف مشروعهم وهدفهم المناقض.
مشيرا أن من يرفع شعار (الجنوب العربي) لاينبغي له الإحتفاء بثلاثين نوفمبر لأنه اليوم الذي أسقط هذا المشروع، ومن ينادي بتمزيق اليمن هو يسيء لآلاف الشهداء الذين صنعوا يوم الإستقلال.
وتابع الحمزة: نحن كشباب ثورة في المحافظات الجنوبية ومعنا كل الثوار في ربوع الوطن بإحيائنا لذكرى الاستقلال نجدد العزم لشهدائنا الأولين والآخرين أننا ماضون حتى نهاية الشوط وكلنا عزم وثبات ولن نلين حتى يتحقق لشعبنا العيش الكريم الذي يستحقه وقدمت من أجله التضحيات
القضية الجنوبية على أولوية سلم الحوار
مجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية كان قد أعلن في وقت سابق عن تشكيل لجنة تحضيرية للإعداد لمهرجان الذكرى الـ45 لعيد الاستقلال الوطني الـ30من نوفمبر المجيد.
و أوضح عادل المسعودي أن الاحتفال بذكرى الاستقلال بهذه الذكرى العظيمة نستلهم من خلالها كل التضحيات التي قدمها أبناء اليمن جنوباً وشمالاً للمضي قدماً في ترسيخ قواعد المشروع اليمني الوطني الكبير، فقد مثلت ذكرى الاستقلال بكل معانيها العظيمة الانتصار ضد كل مشاريع التمزيق التي أراد المحتل البريطاني أن يمررها في تلك المرحلة لكن الوطنيين والشرفاء الذين تصدوا لها بكل وعي وعزيمة وإصرار.
و أضاف رئيس اللجنة التحضيرية لمهرجان نوفمبر يأتي الاحتفال هذا العام و البلاد تشهد منعطفاً تاريخياً ومفصلياً دقيقاً تستدعي تكاتف كل القوى الخيرة والوطنية على طريق المشاركة في الحوار الوطني الشامل لطرح جميع المشكلات على الطاولة و على رأسها القضية الجنوبية العادلة.
و كشف المسعودي أن مجلس التنسيق قد تواصل مع كل القوى السياسية و منظمات المجتمع المدني والنقابات والتكتلات الشبابية والثورية و المجالس الأهلية للمشاركة في التحضير للفعالية الكبرى التي ستشهدها مدينة عدن لإحياء ذكرى الاستقلال، مرحباً في الوقت نفسه بكل المشاركات و الاقتراحات، مختتماً تصريحه بأنه قد آن الأوان لإعادة الاعتبار لمدينة عدن الباسلة التي شهدت رحيل آخر جندي بريطاني من على أرض جنوب الوطن.