بوساطة عمانية (هادي) يسعى لتجفيف منابع التمويل الايراني للحراك
كشفت صحيفة يمنية عن لجوء الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي إلى مقايضة ايران بإغلاق ملف خلاياها التجسسية ودعم الحوثيين بالمال والسلاح، مقابل وقف تمويلها للحراك الجنوبي المطالب بالانفصال عن الشمال، في حين أكدت ايفاده لنجله الأكبر إلى السعودية بصورة سرية، لمناقشة موضوع مقايضته لطهران مع قيادات المملكة، بعد مطالبته لسلطنة عمان بالتوسط في اتمامها، مع الجانب الايراني، واجتماعه سراً مع مسؤول امريكي بارز بمنزله بالعاصمة صنعاء في وقت سابق.
وقالت صحيفة "الوسط" اليمنية المستقلة أن السلطة اليمنية، سعت مؤخرا لفتح قناة حوار مع الجانب الايراني في إطار مساعيها "لتجفيف منابع التمويل للحراك الانفصالي ومحاصرة زعيمه علي البيض، في الوقت الذي يتزايد فيه المد الجنوبي الرافض للمشاركة في الحوار والمطالب بالانفصال.
ونقلت الصحيفة ،في عددها الأسبوعي الصادر اليوم الاربعاء عن مصادر دبلوماسية وصفتها بالوثيقة قولها:" إن الرئيس عبدربه هادي طلب من سلطنة عمان أثناء زيارته لها بداية الشهر الحالي التدخل في موضوع كهذا بغرض اقناعها بوقف تمويل الحراك الانفصالي وفي مقدمتهم علي سالم البيض"، وبحسب المصادر فإن اليمن في المقابل ستقوم بحفظ التحقيقات الخاصة بقضايا التجسس وتمويل الحوثيين بالسلاح والمال.
وفي مؤشر لنجاح المقايضة فقد أكدت مصادر عن توقيف البيض لمجمل الإعانات والمساعدات التي كان يقدمها لعدد من كيانات الحراك وعدد من الناشطين الجنوبيين، بالإضافة إلى ماكان يقدمه من تمويل لدورات إعلامية لإعلاميين محسوبين على الفصيل الذي يرأسه –وفقا للصحيفة.
وكان الرئيس هادي زار سلطنة عمان في الرابع عشر من نوفمير الحالي وأجرى مباحثاث ثنائية مغلقة مع سلطان السلطنة قابوس بن سعيد آل نهيان، في ثالث محطة له بجولته الخليجية التي شملت الإمارات العربية المتحدة والكويت.
وفي موازاة ذلك كشفت مصادر وثيقة أخرى عن إيفاد الرئيس لنجله ناصر خلال الأسبوعين الماضيين إلى جهات أمنية في المملكة بغرض عرض نتائج التحقيقات الخاصة بما قيل إنها خلايا تجسس إيرانية تم القبض عليها في اليمن بقيادة أحد ضباط الحرس الثوري الإيراني وكذا العثور على أجزاء من مواد كانت نواة لمصنع صغير للأسلحة.
وكان الرئيس قد استقبل مدير وكالة "سي اي ايه" ديفيد باتريوس قبل تقديم استقالته بحوالي عشرة أيام الذي تقدم بها إلى أوباما في الثامن من نوفمبر الحالي عقب فضيحة أخلاقية.
وبحسب المصادر الوثيقة للصحيفة اليمنية، فإن هادي التقى باتريوس الذي جاء بزيارة سرية في منزله لساعات، وبحضور السفير الامريكي ودون علم الجهات ذات العلاقة في الحكومة اليمنية.
يشار إلى أن "الوسط" كانت قد نشرت خبر استقبال الرئيس للأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات السابق ومبعوث العاهل السعودي الخاص الذي التقاه بشكل سري.
وكانت الأجهزة الأمنية في العاصمة صنعاء أعلنت (الأربعاء 18 يوليو 2012) القبض على خلية تجسس إيرانية تدير عملياتها من غرفة عمليات في صنعاء.
وقالت وزارة الدفاع اليمنية أن الخلية يرأسها ضابط في الحرس الثوري الإيراني وأنها تدير عمليات تجسس في القرن الأفريقي واليمن. وأوضحت أن الخلية تمارس عمليات التجسس منذ 7 سنوات.
وكانت مصادر أمنية كشفت للأهالي نت عن أن الضابط في الحرس الثوري الذي كان يرأس خلية التجسس الإيرانية التي تم الإعلان عن قبضها بصنعاء هو ضابط من الحرس الثوري الايراني.
وأفادت المصادر أن الضابط يعمل كمسئول عن عملية التجسس في منطقة اليمن وأثيوبيا وارتيريا.
وأوضحت أن الأمريكان هم من قاموا بكشف الخلية وأبلغوا أجهزة الأمن اليمنية بها ليتم القاء القبض عليها.
وذكرت المصادر للأهالي نت أن الضابط كشف أن لديه زميلا آخر بنفس رتبته مقيم في دولة عمان وأنه مسئول عن عملية التجسس في عمان والصومال وكينيا.
وكان الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي هدد في محاضرة ألقاها في الكلية الحربية بصنعاء بمناسبة انتهاء العام الدراسي وبدء الإجازة السنوية (الخميس 19 يوليو 2012) بإتخاذ إجراءات صارمة ضد التدخل الإيراني في شئون بلاده وقال أن الرد على التدخلات سيكون "قاسيا".
وقال هادي: "نقول بالمفتوح لهم برسالة واضحة.. على أشقائنا في إيران أن ترفع يدها من اليمن.. على أشقائنا في إيران بأن يرفعوا يدهم من اليمن.. وأن اليمن صعب.. وأن اليمن لن يكون كما يفكرون، مهما دفعوا من فلوس ومهما عملوا مع ضعفاء النفوس.. ونقول لهم كفى لديهم خمس قنوات تتحدث عن اليمن 24 ساعة، فاكتفوا بالقنوات ما لم سنتخذ إجراءات، وستكون إجراءات صعبة ومرة عليهم".
وأضاف: "نقول لهم من الكلية الحربية يا أشقائنا في إيران ارفعوا أيديكم عن اليمن، فاليمن لن يكون ألعوبة بأيديكم وستدفعون الثمن غالياً إذا استمريتم في تصرفكم غير المسئول.. عندنا وثائق وأشخاص مضبوطين، وغرف عمليات، وسنفضحها أمام العالم، وعندها نستطيع أن نرد برد مؤلم عليهم، ونحن لا نتدخل في شؤون أي دولة، نحن نريد أن نعيش في بلدنا آمنين مستقرين، ونقول للآخرين لا تتدخلوا في شؤوننا الداخلية وإلى هنا ويكفي".
وكان الرئيس هادي أكد في محاضرة له بمركز ودرو ويلسون الدولي بواشنطن خلال زيارته إلى الولايات المتحدة الأميركية أن إيران تدعم بعض التيارات السياسية والمسلحة وتجنيد شبكات تجسسية في اليمن وقال "تم الكشف عن خمس شبكات تجسسية تعمل لصالح إيران وتم إحالتها سابقا إلى القضاء ومؤخراً تم الكشف عن شبكة سادسة فضلا عن الدعم القوي للحراك المسلح حيث تقدم الدعم الإعلامي والعسكري والإستخباراتي والمالي لقوى الحراك المسلح في داخل جنوب اليمن وفي الخارج". العين