حميد الأحمر: مصلحة اليمن والإقليم والعالم توحيد القرار في يد الرئيس هادي
قال الشيخ حميد بن عبدالله الأحمر ان اليمن اليوم بحاجة إلى شخصيات مدنية تساهم في حل القضايا اليمنية وعلى رأسها القضية الجنوبية، ولذلك اتجه لرئيس من المحافظات الجنوبية.
وكان الأحمر يرد على سؤال في مقابلة تلفزيونية حول صعود اللواء علي محسن الى الرئاسة، مضيفاً ان محسن متفهم هذا الأمر وأعلن اكثر من مرة أنه لن يبقى بمجر تحقيق الثورة لأهدافها، لكنه أبدى معارضته لخروج علي محسن من المشهد الآن في ظل هذا الوضع.
وتحدث أمين عام اللجنة التحضيرية للحوار في حوار خاص مع قناة «الميادين» الفضائية، أجراه سامي كليب مساء الجمعة السبت, حول عدة قضايا مثارة منذ اندلعت الثورة الشعبية السلمية اليمنية مطلع العام الماضي وما لحقها من أحداث حتى اليوم.
ورداً على سؤال يتعلق بحديث دار بينه وبين السفير الامريكي عام 2005م حول ثورة شعبية في اليمن قال ان هذا كان برنامجاً معلنا لأحزاب اللقاء المشترك، مضيفاً انه حذر صالح من أنه إذا سدت الأبواب أمام التغيير فستحدث ثورة شعبية وهو ما حدث بالفعل.
وجدد نفيه تهمة ضلوعه في حادثة النهدين، مطالبا متهميه بالدليل، لكنه أكد استعداده للمثول أمام المحكمة وقال اذا لم اقبل ذلك فأنا اخون مبادئ الثورة لكنه طالب بتشكيل لجان تحقيق محايدة ونزيهة وفقا للمعايير والآليات المتعارف عليها دوليا، لافتاً إلى انه يجب أن لا تنسى بقية جرائم القتل وغيرها التي ارتكبت ضد أبناء الشعب. وقال مشدداً «لن نقبل بأن يتم التركيز على هذه القضية فقط، فيما تترك بقية القضايا والجرائم الأخرى التي ارتكبت ضد الثوار، وبقية ابناء الشعب». ونصح الإعلام بعدم «الانشغال بعلي عبدالله صالح وألاعيبه»، كونه «قد انتهى وخرج من السلطة».
واعتبر أن أحمد علي عبد الله صالح، قائد الحرس الجمهوري «متمرد»، وحول ما يتردد عن إشاعات بعقد تسوية (صفقة) مع السفير الأمريكي على بقاء احمد علي وآخرين نفى الأحمر ذلك بشكل قطعي، وقال «أبدا.. هذا غير صحيح.. نحن لم نقم بأي تسوية لبقاء احمد علي.. وعلى من يقول ذلك أن يثبت..»، مشددا "وأنا ولا أرضى لنفسي او لمن نعمل سوياً معهم أن نقوم بتسوية على هذا الأساس.. لأننا سنكون قد خنا الثورة والأهداف التي قامت على أساسها..».
وأشار إلى أنه لا يستبعد أن يكون هناك تدخلات من بعض الأصدقاء للإبقاء على هؤلاء في أماكنهم ـ في إشارة إلى عائلة صالح ـ، تحت اعتقاد خاطئ انهم قد يحققوا مصالح لليمن وللأصدقاء.
وقال ان المصلحة الحقيقية لليمن والإقليم والعالم هو أن يتحد القرار بيد الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق.
وبشأن حادثة اختطاف العميد مراد العوبلي، قائد اللواء 62 حرس جمهوري، قال ان الجميع يعرف بأن العوبلي مسؤول عن أعمال قمع، مستطرداً «وكما سمعنا أنه أختطف من قبل جنود يطالبون بحقوقهم.. وإذا كان هؤلاء الجنود اختطفوه بسبب ذلك، فما بالنا بمن يطالبون بدماء شهدائهم.. ولا حصانة لقاتل..».
ورداً على سؤال بشأن الطلعات الجوية الامريكية في الأجواء اليمنية والغارات التي تشنها على مواقع يشتبه بوجود عناصر من تنظيم القاعدة فيها، قال حميد الأحمر إنه يرفض ويشجب «أن تنتهك السيادة اليمنية، تحت أي ذريعة، وهذا أمر معروف ولا غبار عليه..»، وبالنسبة لذريعة القاعدة، أضاف «لقد قلنا في السابق: أبعدوا صالح من السلطة نهائيا، والقاعدة ستنتهي»، متهما الرئيس السابق ونظامه بالضلوع في دعم القاعدة في اليمن، وقال إن اليمنيين «قادرين على التخلص من القاعدة التي اوجدها علي عبد الله صالح». حسب قوله، وتمنى أن «هؤلاء الشباب المتورطين في الإعمال الإرهابية، إن شاء الله يدركون الحقيقة ويعودوا إلى صوابهم..».
وامتدح الحراك الجنوبي منذ أن ظهر بشكل سلمي للمطالبة بحقوق أبناء الجنوب، وأكد «جميعنا وقفنا مع الحراك منذ ظهوره، والذي ضرب أروع الأمثلة في النضال السلمي ضد الظلم قبل الثورات العربية..» منوها إلى أن معظم أبناء الجنوب «انحازوا مع الثورة» عندما اندلعت، مشيرا إلى أن أول شهيد في الثورة كان من أبناء عدن. لكنه أستدرك قائلا «واليوم نستغرب أن تصطف بعض القيادات الجنوبية مع صالح، او حتى بعض الحوثيين الذين اصطفوا مع صالح بطريقة أو بأخرى..».
وبخصوص ما قاله نائب الرئيس الأسبق، علي سالم البيض، من أن صالح قد «خدع الجنوبيين»، قال «نقول للأستاذ علي سالم البيض ان صالح لم يخادعك لوحدك وإنما خدع الشعب بالكامل.. واليوم هاهو الشعب قد لفظه .. الموجود اليوم هو الشعب اليمني .. ابناءك فلا تخذلهم». وأضاف ان اليمن دخلت في عهد جديد، ليس كما كان عليه العهد السابق اثناء حكم وسيطرة صالح. وقال «اليوم الدولة يديرها أشخاص من اخواننا في الجنوب، والرئيس عبدربه منصور جنوبي والكثير من المسؤولين من الجنوب أصبحوا يديرون الدولة.. وهم من سيديرونها في المستقبل..».
وردا على تعقيب المذيع بأن هناك قيادات في الجنوب مازالت تطالب بالانفصال، وبدولة مستقلة، قال «نحن نحترم رغبة البعض، ولكن عليهم ايضا أن يحترموا رغبة الآخرين».
وأكد أنه تواصل مع البيض تلفونياً، ولم يحظى بفرصة لقائه مباشرة، لكنه التقى – قبل الثورة - مع بعض القياديين الجنوبيين في الخارج، موضحاً أنهم حينها ابدوا استعدادهم للحوار الجاد والمسؤول بشأن إيجاد الحل المناسب للجميع فيما يتعلق بالقضية الجنوبية.
وعندما سئل حول «منزل البيض» في مدينة عدن، الذي أصبح ملكا للشيخ الأحمر بعد حرب صيف 1994، قال «هذه المسألة أوضحناها كثيرا.. والمنزل اشتراه الوالد من الدولة، لأنه بحسب معلوماتنا يتبع الدولة ولم يكن ملكا شخصيا للأستاذ علي سالم البيض.. وإذا كان ملكا له فنحن مستعدون أن نعيده له.. واذا كانت الدولة تريد استعادته سنعيده لها».
وردا على تعقيب المذيع بشأن ما إذا كان يمكن إبداء حسن النية وتسليم المنزل بغض النظر عن كل ذلك، قال «بالنسبة لي انا أمنح حصتي للأستاذ علي سالم البيض..». وأضاف «بل إذا كان ذلك سيحل القضية الجنوبية فليأت ويأخذ منازلنا في صنعاء وعدن».
وفي سياق الحديث عن القضية الجنوبية والحوار الوطني، أشار إلى ما انجزته لجنة التواصل الرئاسية مع القيادات الجنوبية. وقال أنه سمع بان اللجنة حصلت مؤخرا على وعود بالموافقة الأولية على المشاركة في الحوار من قبل قيادات جنوبية بارزة في الخارج.. ومع أنه وصف اعمال اللجنة الرئاسية بانها «بطيئة»، إلا انه اعتبر أن ما حققته حتى الآن من إنجازات على الأرض يعتبر جيدا، لكنه قال أن البدء بالحوار بشكل رسمي بحاجة إلا متطلبات أخرى يتوجب أن تسبقه على أرض الواقع. واضاف: اليوم الناس بحاجة الى ان يقتنعوا ان نظام صالح قد اقتلع حتى ياتوا للحوار وتساءل «كيف – مثلا – ندخل الحوار والحرس الجمهوري ما زال بيد أحمد صالح، وجهاز الأمن القومي مازال بيد علي الأنسي، والكثير من المؤسسات الأمنية والعسكرية ما تزال بيد إما أسرة الرئيس السابق أو التابعين لهم..».
وبشأن أعمال التخريب والتقطع وقطع الكهرباء والاختطافات وغيرها من الأحداث، ومن يقوم بها، اتهم صالح وأسرته بالقيام بها وقال «من يقوم بها هو صالح وبقية نظامه السابق..». أما ما هو دليله، أجاب «أنا سمعت من رئيس الدولة عبدربه منصور بنفسه ان هناك خلية تتبع عمار صالح هي من تقوم بتخريب خطوط الكهرباء.. شعبة داخل الأمن القومي يدريها عمار مهمتها تخريب خظوط الكهرباء..».
وفي مسالة الخلاف مع جماعة الحوثيين، أكد الأحمر قائلا «لا توجد أي مشاكل مع الحوثيين وعندما تحاورنا معاهم في السابق وافقوا على رؤية اللقاء المشترك للحوار..». وأضاف «واليوم انتهت مشكلة صعدة وانتهت الحروب فيها.. واليوم هناك نظام يحترم نفسه، ويفترض أن يطبع اليمنيون الحياة بشكل مناسب من أجل مصلحة اليمن..».
واشار إلى أن الحوثي التقى مع لجنة التواصل وأعلن لها قبوله المشاركة في الحوار.. «وهذا امر طيب.. وأعتقد أن الأمور ستسير نحو الأحسن.. لكننا نرفض أن يأخذ الحق بقوة السلاح... كما أنه من المعيب أن يكون هناك تنسيق مع صالح..».
وبالنسبة للمساعدات المالية الخاصة التي تقدمها قطر والسعودية لبعض الشخصيات قال بالنسبة لي لا أتلقى أي مساعدات .. فأنا بحمد الله لا احتاج لأية مساعدة من أحد أو جهة.
وبشأن التصريح الذي اشتهر به المرحوم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، وقوله عن علي عبدالله صالح أثناء الانتخابات الرئاسية عام 2006: «جني نعرفه ولا إنسي ما نعرفه»، رد حميد الأحمر «بصراحة الوالد لم يكن يعرف بن شملان الإنسي، بينما نحن عرفنا هذا الإنسي كما عرفنا أيضا الإنسي عبد ربه منصور، ولذلك رشحناهم ..».
وحول ما اثير من جدل حول تصريحاته الأخيرة لصحيفة النيويورك تايمز، التي اتهمته فيها بمهاجمة ناشطات في ساحة التغيير، جدد الأحمر نفيه «القاطع» أن تكون صدرت منه مثل تلك الاتهامات، وقال «أتحدى من يثبت ذلك، إذا كان لديه تسجيل..» وتابع «أنا لدي التسجيل.. وأؤكد أني لم أقل ذلك إطلاقا..»، مؤكداً ان هناك قضية مرفوعة أمام المحكمة بهذا الخصوص».
وأضاف «ما قلته - بشكل دقيق - هو أني أشرت في المقابلة إلى أن صالح والنظام السابق هم من كانوا يقولون أن ساحة التغيير تحولت إلى مرقص، واتهموا النساء في الساحة بأنهن يقمن بسلوكيات مخلة بالآداب» ... «أما بالنسبة لي فإني كنت وما زلت اقدر وأحترم كافة النساء أي كانت توجهاتهن الفكرية.. وهن اخواتنا وبناتنا.. منوها إلى أن المرأة اليمنية اثبتت وعيها وثوريتيها بصورة أكبر مما كان يتوقع».
وحول المطالب الامريكية بتسليم الشيخ عبدالمجيد الزنداني، قال ان موقفه الشخصي من قضية الزنداني «هو موقف الدولة والقانون والدستور الذي يمنع تسليم أي مواطن يمني للخارج..»، موضحا أن التهم الموجهة إليه لا تستند لأدلة، وأعتبر أن «الزنداني تعرض لتشويه كبير من النظام السابق..»، بهدف تحقيق أهداف معروفة للجميع.
وفي نهاية اللقاء دعا الأحمر إيران إلى مراجعة سياساتها في المنطقة وأن لا تشغل نفسها بالتركيز على مسائل من شأنها أن تحدث الشقاق بين الأخوة»، ودعاها للاعتبار مما حدث في العراق التي لم تستقر حتى الآن.
نقلا عن:المصدراون لاين