إب .. جهود الأمن والمواطنين تنتصر على فوضى النافذين (تقرير)
شهدت محافظة إب خلال الفترة الماضية حالة من الانفلات الأمني غير المسبوقة,خلافا لطبيعتها الهادئة وسكانها الميالين للسلام والطيبة,وأظهرت إحصائية أمنية أن المحافظة انضمت فعلا إلى قائمة المحافظات المصابة بداء الحوادث الأمنية,غير أن جهوداً أمنية بذلت مؤخرا أعادت بعض الهدوء للمدينة.
فجأة وبدون مقدمات,انتشرت في المحافظة ظواهر دخيلة لم تكن موجودة من قبل ولا مألوفة عند الناس,حتى اعتادوا أخبار اختطاف الفتيات وتهريب السجناء,وتداولوا حكايات التقطعات القبلية,وأزعجهم إطلاق النار بكثافة في الأعراس,والأخطر من هذا تزايد ظاهرة نهب الأراضي,واستشرت حوادث السرقة وأعمال البلطجة على نطاق واسع.
ويقول الرائد أحمد الشريف,مدير مكتب مدير أمن المحافظة,إن أحداث العام أفرزت اختلالات أمنية غريبة على المحافظة مثل حمل السلاح في الشوارع وإطلاق النار سواءً في الأعراس أو غيرها.
لكن أكثر ما اعتبره الشريف في تصريحه لـ " الصحوة نت",الأخطر في حلقة الانفلات هو نهب الأراضي والاختطافات من قبل نافذين بدوافع سياسية.
في 27 يونيو الماضي,أصدر رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة القرار رقم (128) لسنة 2012م ,قضى في مضمونه بتعيين العقيد فؤاد العطاب أحد أبناء المحافظة مديراً للأمن ضمن جملة تعيينات أخرى في وزارة الداخلية.
كان تعيين العطاب الذي أهلته نجاحاته خلال عمله مديرا لإدارة المخدرات في المحافظة للترقية إلى منصب أرفع,خطوة أولى على طريق تحقيق الأمن والاستقرار,كي يسارع بعدها مدير الأمن الجديد في ممارسة مهامه رسميا بعقد اجتماع في إدارة الأمن العام ضم عقال الحارات ورؤساء أقسام الشرطة وعدداً من الشخصيات العامة في كافة مديريات المحافظة وذلك لمناقشة الموضوعات ذات الأهمية والمتصلة بالجوانب الأمنية في عموم المديريات في إب ودور كافة الأجهزة الأمنية في مكافحة الجريمة والتقليل من حدوثها وخلق الأوضاع الأمنية الملائمة ومحاربة أعمال التخريب التي تخل بالأمن والاستقرار والسكينة العامة بالمجتمع.
أدرك مدير الأمن أن جزءاً من علاج الانفلات يكمن في إجراء تغييرات تشمل مسئولين أمنيين ببعض المديريات وأقسام الشرطة إما لأنهم قد يكونوا سببا فيما يحصل أو أنهم فشلوا في القيام بمهامهم.
وفي 6 نوفمبر الجاري أطاح العطاب بـ 6 مسئولين أمنيين في خطوة لاقت استحسان الناس الذين رأوا فيها مؤشرا ايجابيا يبعث على التفاؤل على عودة الأمن بعدما عانوا من اثار غيابه كثيراً.
ولأن تحقيق مطلب كالأمن قد يتطلب شراكة وتعاون مع قوى في المجتمع,فقد مد مدير الأمن جسور التواصل مع المواطنين لمساعدته في تنفيذ مهامه ومعاونة أجهزة الأمن,
وسرعان ما أتت تلك الشراكة ثمارها,واستقبل العطاب بمكتبه في 16 اكتوبر الماضي,شباب مبادرة " سلاحي بداري .. لأني حضاري " والتي نظمتها منظمة شباب النهضة للتنمية وبالشراكة مع مجموعة من المبادرات.
وقد أشاد مدير الأمن بهذه المبادرة المجتمعية الهامة وأكد لهم ترحيب إدارة الأمن بمثل هذه المبادرات المجتمعية التي تمس حياة المجتمع وأمنه واستقراره ،بينما رد شباب المبادرة بالتأكيد على انهم سيمضون في مبادرتهم وتفعيلها حتى تعم الفائدة المجتمع .
يذكر أن المبادرة هي عبارة عن حملة توعوية بأضرار حمل السلاح وما يعود به من جرائم على امن المجتمع وما يخلفه من ماسي جمة .
ونظمت أجهزة الأمن حملتين لإستعادة الأمن وتثبيت دعائمه ونشر الطمأنينه في أوساط المواطنين,تعددت أهدافها لكن نتيجتها تصب في هذا الإطار.
وشاركت في الحملة الأولى التي نفذت في 9 سبتمبر الماضي,أجهزة المرور والشرطة العسكرية والأمن المركزي وصندوق النظافة وهدفت لفتح الطرقات التي تسببت البسطات والباعة المتجولين وفرزات الباصات غير القانونية في ازدحام المرور خاصة في مداخل المدينة,فضلا عن تنظيم أسواق القات وإيقاف ظاهرة انتشار السلاح في شوارع المدينة وأحيائها وحققت أكثر من 85 % من الخطة المرسومة وفقا لتقديرات المسئولين الأمنيين.
ولاقت الحملة ارتياح المواطنين نظرا لما كانت تسببه الاختناقات المرورية من تعطيل أعمال الناس وتشويه صورة المدينة الجمالية وتأخير المسافرين.
وبدأت الحملة الثانية في 11 نوفمبر الجاري واستمرت لمدة أسبوع,بتنفيذ من وحدات مشتركة من قوى الأمن وبإشراف مباشر من مدير الأمن واستطاعت أن تفرض هيبة الدولة وتمنع المظاهر المسلحة وتوقف عددا من المطلوبين أمنيا .
وأكد مدير الأمن العقيد فؤاد العطاب لـ " الصحوة نت"لدى سؤاله عن نتائج الحملة, اعتقال 145 مطلوباً أمنياً من أصل 168 مطلوباً,كما تم ضبط 58 قطعة سلاح واثنين من المطلوبين أمنياً في إطار حملة فرض هيبة الدولة .
وكشف عن إحالة 606 قضية للنيابة العامة وحل أكثر من 6 قضايا عن طريق الصلح,مشيراً إلى أن 29 قضية مازالت قيد التحقيق.
وأسفرت الجاهزية العالية والتأهب الأمني الذي تمتع به الأمن في هذه الفترة وبصورة سريعة عن إيقاف عمليات اختطاف الفتاتين سارة وإعادتها من حرض والطفلة غيداء وسط المدينة واعتقال الجناه كما انها اعتقلت مطلق النار على طائرة عسكرية وإلقاء القبض على ملقي القنبلة على السجن في يريم والمعتدين على مسيرة الروح في السياني.
واستطاع الأمن من خلال عملياته الأمنية توجيه ضربة قوية للعشرات من المطلوبين الأمنيين والذين كانوا يعتبرون أنفسهم فوق القانون بسبب الحماية التي يوفرها لهم النافذين ,حيث ألقي القبض على خليل قعشة وهو متهم في قضية قتل,وعلى إثر ذلك قام النائب قعشة بقطع طريق سمارة لإجبار الأمن على إطلاق سراحه اطلاقة كما ألقي القبض على المطلوب عبدالرحمن الجماعي أحد بلاطجة الباشا والمتهم الرئيسي برمي الطفل نادر من سطح منزلة بالجعاشن.
ووجدت هذه النجاحات الأمنية صداها في الأوساط السياسية والشعبية التي عبّرت عن تقديرها لرجال الأمن وأكدت دعمها وتعاونها الكامل معهم لتوطيد أركان الاستقرار في المحافظة.
وقال الأستاذ خالد محمد هاشم الرئيس الدوري لأحزاب المشترك في المحافظة,إن الأمن يسير بشكل حسن وهناك ارتياح كبير في الشارع من النجاحات التي تحققت في الفترة الأخيرة .
وأكد في تصريح لـ " الصحوة نت",أن اللقاء المشترك يقف إلى جانب رجال الأمن في تحقيق الاستقرار,مطالبا السلطة المحلية بتزويد الأمن بالمعدات والدعم الكافي لبسط هيبة الدولة والنظام والقانون الذين طالبهم بعدم التواطؤ مع المتنفذين وخاصة الذين يحاولوا زعزعة استقرار المحافظة.
وتمنى القيادي في المشترك من مدير الأمن الاستمرار على طول الوقت وأن لا تكون الحملات الأمنية موسمية وان يضع الناس سواسية أمام القانون.
وعدد الصحفي معاذ الجحافي,نجاحات مدير الأمن في الحد من انتشار ظاهرة حمل السلاح ومطاردة العصابات وتغيير مدراء بعض الادارات الامنيه ومراكز الشرطة,واتهم السلطة المحلية بالتقاعس أمام محاولات عدد من النافذين إثارة الفوضى وإقلاق السكينة العامة ,داعيا مدير الأمن لمعالجة الاختلالات الامنية وتشديد قبضته على النافذين وفضحهم أمام الجماهير وهم سوف يساندوه.
وأبدى المواطن عبدالرقيب الصباحي ارتياحه لما تحقق على صعيد عودة الاستقرار وقال إن مدير الأمن الجديد قام بواجبه كما يجب موجها أصابع الإتهام إلى نافذين يسعون إلى إسقاط المحافظة في أتون الفوضى والانفلات.
وقال الصحفي علي غراب,انه يحسب لمدير الأمن إرسالة أول طقم عسكري إلى منطقة الجعاشن والقبض على المتهم بإلقاء الطفل نادر خالد قاسم من سطح منزله.
ويقول مواطنون إن النافذين المحسوبين على المخلوع يريدون تنفيذ مخططات تغرق المحافظة في الفوضى كي يوصلوا الناس إلى مرحلة اليأس ويصيبهم التذمر من الثورة والتغيير الذي أحدثته في البلاد.
ويطالب المواطنون باستمرار تنظيم الحملات ومنع دخول المسلحين من النقاط الأمنية مع التعامل بحزم وصرامة مع كل المخالفين للقانون وتعميم تلك الحملات على جميع المديريات وليس مركز المحافظة فقط.
وأعلنت العديد من الفعاليات الثورية وفي مقدمتها التحالف الشبابي لقوى الثورة عن تقديرها بتلك النجاحات الأمنية التي انعكست على استقرار المحافظة,وأكدت في مسيرة الجمعة الماضية وقوفها مع رجال الأمن للحفاظ على حالة الاستقرار.
ويأمل أبناء مديرية السبرة التي تشهد مواجهات قبلية في منطقة نجد الجماعي منذ شهور خلفت سقوط قتلى وجرحى من مدير الأمن الجديد منصور الزبيدي,العمل على إنهاء ذلك النزاع بالتعاون مع العقلاء في المنطقة.
ويقول مدير الأمن العقيد فؤاد العطاب,إن خطته المستقبلية تسعى للوقوف أمام مؤشرات الجريمة بكل مسمياتها ووضع الخطط الكفيلة لكبح جماحها من خلال ضبط مرتكبيها أو المخططين لارتكابها قبل وقوعها وعمل كل ما من شأنه تعزيز ثقة المواطن بدور الأمن والشرطة من خلال توفير مستلزمات العمل الأمني والشرطوي والحضور الفاعل لمختلف الظروف المكانية والزمانية.
وأضاف انه يسعى أيضا إلى إعادة ثقة رجل الشرطة بنفسة من خلال التدريب النوعي والتخصصي والتأهيلي بداخل المحافظة وخارجها والعمل على تحسين الوضع المعيشي والوظيفي لمنتسبي الشرطة وإيصال مستحقاتهم أولا بأول.