تقرير بريطاني: التوترات التي يفتعلها الحوثي تهدد بتعطيل التوازن الدقيق باليمن
اعتبر تقرير نشرته مجلة "إيكونوميست" البريطانية أن التوترات التي يفتعلها الحوثي تهدد بتعطيل التوازن الدقيق الذي أنشأه هادي منذ تولى الرئاسة؛ حيث الاشتباكات لم تكن تبعد عن العاصمة صنعاء سوى 50 كيلومتراً حسب التقرير.
وقال التقرير: في المحافظات اليمنية الشمالية، حيث يتبنى الحوثيون النسخة الشيعة من الإسلام، ظهر مؤيديهم من الظلال، منتشرين إلى المحافظات المجاورة مثل عمران وحجة والجوف. ويمتد تأثيرهم حتى إلى صنعاء، حيث أصبح شعارهم (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام) هو الظاهر مكتوباً على الجدران.
وأشارت المجلة البريطانية في تقريرها المعنون بـ " المشاكل تعود مرة أخرى في الشمال" إلى أن العديد من اليمنيين يتهمون الحوثيين بالعمل كوكلاء لقوى أجنبية غير مُرحب بها، خصوصاً إيران وأن الإيرانيين يمدون الحوثيين بالأسلحة والأموال بحسب بعض الدبلوماسيين الغربيين، وأضاف التقرير أن الأقرب إلى الدليل الدامغ على هذه التهم هي قناة تلفزيونية مؤيدة للحوثيين (المسيرة) التي تُبث من ضاحية شيعية جنوبي العاصمة اللبنانية بيروت، لافتا إلى أن الحوثيين يريدون إنشاء "دولة طائفية داخل دولة"، تماماً مثل حزب الله في لبنان.
وأضاف التقرير بأنه على الرغم من أن الحوثيين لم يستهدفوا مباشرة الأمريكيين في اليمن، إلا أنهم يقولون إن الحكومة الأمريكية هي عدوتهم ويلقون اللوم عليها في نشر الفوضى في أنحاء المنطقة وإثارة التوتر الطائفي بين المسلمين وسرقة كرامة العرب.
وبحسب التقرير فإنه مسموح للقوات الحكومية اليمنية بصعدة بأن تدير مواقعها بنوع من المواجهة غير الرسمية بحيث لا يهاجموا المتمردين ويُسمح لهم بتلقي رواتبهم، في حين يسيطر المسلحون الحوثيون على نقاط تفتيش.
وقال: إنها المشاكل في الشمال، حيث المتمردون الحوثيون أصبحوا أكثر بروزاً هناك مما جعل معظم اليمنيين مضطربون في الآونة الأخيرة، منوهاً إلى أنه ومنذ اندلاع القتال في عام 2004 بين القوات الحكومية والمتمردين في الشمال، أصبحت محافظة صعدة الجبلية ساحة نزاع دائم تقريباً، مما تسبب في مقتل الآلاف وتشريد مئات الآلاف، مشيراً إلى أنه وبالرغم من أن الحوثيين لم يُهزموا تماما، إلا أن القوات الحكومية أوقفتهم من الاستحواذ على اليد العليا. لكن خلال انتفاضة 2011 ضد صالح، تمكن الحوثيون من السيطرة على معظم مناطق صعدة.
وأفاد تقرير "إيكونوميست" أن المشاكل التي يفتعلها تأتي في الوقت الذي تم احتواء حملة لإحباط هادي قامت بها مجموعات في الجنوب مرتبطة بالقاعدة، والتي لم يتم إيقاع الهزيمة بها.
المصدر:أخبار اليوم