هل ابتعد صالح حقيقة عن السلطة؟ أحمد الصوفي: صالح صاغ جميع مكونات المبادرة الخليجية بحذر
يرى كثيرون أن الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح ما زال يمسك بمقاليد السلطة عبر حزبه المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه حتى الآن، وبعض المؤسسات الأمنية التي عهد بها إلى ابنه وبعض أفراد عائلته والمقربين منه.
ما يدفع للتساؤل أيضا أن صالح يرأس حزب الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي، وأن المبادرة بالتالي أبعدته فقط عن كرسي الرئاسة ولكنها لم تبعده كثيرا عن السلطة.
الجزيرة نت سألت أحمد الصوفي السكرتير الإعلامي لصالح عن هذه القضايا، فأوضح أن الأخير كان مهندس التسوية السياسية التي جاءت بها المبادرة الخليجية عندما رأى أن المعارضة تسعى لاتفاق برعاية دولية وإقليمية.
وقال إن صالح "صمم لهم (للمعارضة) هذه المبادرة التي حصلوا من خلالها على ربع ما كان عرض عليهم في 10 مارس/آذار2011 وقبلوا بها ووقعوا عليها بعد جولة طويلة من المناكفات السياسية والصراع".
وكان صالح عرض على المعارضة مبادرة تتضمن تغيير الدستور والانتقال إلى النظام البرلماني لكن المعارضة رفضتها.
وبشأن المطالب بابتعاد صالح عن المشهد السياسي باليمن، قال الصوفي "إن جميع مكونات ولغة المبادرة الخليجية صاغها صالح بحذر، وكانت نصوص المبادرة تشير إلى مغادرة صالح السلطة، وليس مغادرة الحياة السياسية". وأضاف أن المبادرة صممت لتلبي مطلب شباب الثورة بأن يغادر السلطة، "ولكنه سيبقى لاعبا بالمشهد السياسي باعتباره مواطنا يمنيا له حقوقه السياسية".
وعما يتردد بأن صالح ما زال يمسك بأدوات السلطة من خلال نجله أحمد قائد الحرس الجمهوري وأقاربه وأعوانه، قال الصوفي "إن العاجزين والواهمين هم من يرددون هذا الكلام ويرمون بفشلهم على عاتق وهم خلقوه في أذهانهم".
وفيما يتعلق بأنباء صحفية ذكرت أن صالح يعاني من حالة اكتئاب شديدة، في الذكرى الأولى لتوقيعه على المبادرة الخليجية، قال الصوفي "لقد قرأت هذا الخبر مع صالح وقد جعله يضحك كثيرا".
ووصف من يروجون مثل هذه الأخبار بأنهم "يعانون من كابوس اسمه علي عبد الله صالح، بينما هو نسى حتى خصومه".
السقاف: المعارضة استدرجت لفخ التسوية (الجزيرة نت)
أما رئيس مركز دراسات المستقبل دكتور فارس السقاف فرأى إن أحزاب اللقاء المشترك المعارضة استدرجت إلى فخ التسوية السياسية، "فهم ظنوا أن خروج صالح من السلطة سيحقق لهم ما كانوا يرجونه، ولكنهم تجاهلوا أن أدوات صالح التي تمسك بالسلطة ما زال يتحكم بها".
وقال للجزيرة نت إن المبادرة أزاحت رأس النظام السابق، وخرج صالح من دار الرئاسة، ولكن الرئيس هادي لم يدخله بسبب أن أدوات النظام السابق من الحرس الجمهوري والحرس الخاص غير موثوق بها، وما زالت تخضع لصالح وأقاربه.
واعتبر السقاف أن بقاء الانقسام في صفوف الجيش والأمن سيفشل العملية السياسية، ويجب توحيد قيادة المؤسسة العسكرية والأمنية بحيث تكون خاضعة لرئيس الجمهورية ووزيري الدفاع والداخلية.
وقال إن هادي بحاجة إلى دعم شباب الثورة وأحزاب المشترك وقوى التغيير في اليمن، لتضغط ميدانيا وسياسيا وإعلاميا من أجل إخراج صالح من البلد ومن المشهد السياسي، وإزاحة بقايا أقاربه من الجيش والأمن.
من جانبه قال راجح بادي المستشار الإعلامي لرئيس حكومة الوفاق باليمن للجزيرة نت إن المبادرة الخليجية كانت المخرج الوحيد والآمن لكل اليمنيين، وأي طريق آخر لم تكن عواقبه مأمونة، وإن المبادرة حققت خلال عام من توقيعها الكثير من أهداف الثورة، على رأسها خروج صالح من الحكم.
وأقر بادي بوجود صعوبات تحول دون تنفيذ بنود المبادرة الخليجية، وأشار إلى أن ثمة قوى موالية لنظام صالح لا يروق لها ما حدث، وتعمل على عرقلة تنفيذ التسوية، وتحاول إعاقة التغييرات التي يقوم بها الرئيس هادي.
المصدر : الجزيرة نت