فكرية أول (عاقلة حارة) باليمن..تطمح بعضوية البرلمان
تبدو فكرية خالد عبده (40 عاما) سعيدة بعملها "عاقلة حارة" في أحد أحياء عدن جنوبي اليمن، بعد أن باتت مرجعا لحل مشاكل أبنائه اليومية وتلمس همومهم الحياتية.
تعيش فكرية في حي الخساف ببلدة كريتر -أعتق بلدة في عدن- حياة عادية جدا كأي امرأة، قريبة جدا من هموم الناس بحكم نشاطها بوصفها أخصائية اجتماعية، وعملها "عاقلة حارة" منذ 2003.
تعد فكرية خالد، وهي أرملة وأم لبنتين وولد، المرأة الوحيدة التي تقوم بهذا العمل الذي يطلق عليه في اليمن "عاقل الحارة" أو "شيخ الحارة"، وهو عمل اقتصر على الرجال.
التحقت فكرية بالتعليم الجامعي وتخرجت من قسم علم الاجتماع، لتساهم بعد ذلك في العمل الاجتماعي مع مجموعة نساء أسسن "جمعية المرأة للتنمية المستدامة" التي تعنى بتدريب الفتيات وتأهيلهن للعمل في مشاريع لمساعدة أسرهن الفقيرة.
أول تحد
بدأت فكرية مشوارها بوصفها عاقلة حارة بعد بروزها في موقف أبدت خلاله إقداما وشجاعة أذهلا الحضور، بمن فيهم محافظ محافظة عدن حينها ومدير مديرية كريتر.
تقول "في إحدى الليالي شب حريق في أحد منازل الحي.. بسبب تماس كهربائي ولم تتمكن عربات الإطفاء من الوصول نتيجة البناء العشوائي للمنازل المتزاحمة، فسارعنا مع أبناء الحي لإنقاذ الأسرة وإخماد الحريق".
تمكنت حينها فكرية -كما تقول- من دخول المنزل المشتعل وإنقاذ أسرة من ثلاثة أشخاص وامرأة مسنة لا تقوى على الحركة كادت تلتهمها النيران، وأصيبت هي برضوض وحروق.
وفي اليوم التالي وجه المحافظ بضرورة إيجاد "عاقل حارة" للحي الذي يقطنه أكثر من أربعة آلاف نسمة، يتولى تسوية الخلافات بينهم ويتابع شؤونهم الخدمية مع السلطات المحلية بما فيها مشاكل خدمات المياه والكهرباء والمساكن، فوقع الترشيح عليها، وانتخبت للمنصب بالإجماع.
إلى جانب عملها "عاقلة حارة" تعمل فكرية موظفة في المؤسسة العامة للتأمينات حيث سجلت –كما تقول- أسرا من ذوي الدخل المحدود بصندوق الرعاية الاجتماعية في الحي ومناطق مجاورة.
ضغوط اجتماعية
لكن الطريق أمام فكرية لم يكن سهلا. تقول فكرية للجزيرة نت "مع وجود ضغوط اجتماعية وأسرية كثيرة عارضت فكرة ترشيحي كعاقلة حارة بحكم العادات والتقاليد. إلا أن هناك شخصيات اجتماعية وقفت إلى جانبي وحفزتني على الاستمرار، وهو ما منحني الثقة في النجاح".
وتضيف أنها من خلال عملها أخصائية اجتماعية تعرفت على معاناة الناس عن قرب فتمكنت من تجاوز إشكاليات كثيرة و"أصبحت أحتفظ بعلاقات قوية تربطني بأبناء الحي".
تتحدث اليوم فكرية عن تجربتها باعتزاز كونها أول يمنية تنجح في القيام بهذا الدور المجتمعي، وتؤكد أن عملها في توفير الخدمات للناس وحل مشاكلهم أصبح يكسبها شعورا بالسعادة والارتياح.
"رغم أن البعض يرى هذا العمل حكرا على الرجال فإنني تمكنت، إلى جانب حل مشاكل اقتصادية وخدمية كثيرة في الحي، من حل الخلافات الأسرية، وهذا ما ميز عملي عن بقية عقال الحارات".
تقدمت فكرية قبل خمسة أعوام -كما تقول- للترشح في انتخابات المجلس المحلي بدعم من أبناء الحي، لكن ضغوطا سياسية قوية من المؤتمر الشعبي التابع للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح جعلتها تنسحب.
تطمح فكرية الآن، بعد عشر سنوات من عملها عاقلة حارة، في الترشح في الانتخابات البرلمانية القادمة لتمنح المرأة اليمنية المزيد من الحقوق في ممارسة العمل الاجتماعي والسياسي دون إقصاء أو ضغوط حزبية وأسرية.
المصدر:الجزيرة