أزمة الجنوب تتصدر أجندته وتمثيل «الحراك» بنسبة 50% :الحوار اليمني الشامل ينطلق في ديسمبر
قالت الناطقة الرسمية باسم لجنة الحوار اليمني، أمل الباشا أمس، إنه “يمكن أن يبدأ مؤتمر الحوار خلال ديسمبر المقبل”، وذلك بعد أن تعثر إطلاقه في 15 نوفمبر الحالي. في حين أقرت اللجنة الفنية التحضيرية للمؤتمر الشامل تمثيل الجنوب في مؤتمر الحوار بنسبة لا تقل عن 50% من إجمالي المشاركين. وأوضحت الباشا، في تصريح لصحيفة “26 سبتمبر” التابعة لوزارة الدفاع اليمنية، أن اللجنة ستبدأ غداً السبت مناقشة معايير وآليات تمثيل المكونات الثمانية للحوار الوطني وفقاً للمبادرة الخليجية”، التي تنظم انتقال السلطة خلال عامين و3 شهور، منذ المصادقة عليها في 23 نوفمبر العام الماضي.
وأقرت اللجنة برئاسة عبد الكريم الأرياني تحديد معايير وآلية الاختيار لحجم المكونات الثمانية بحيث يمثل كلا من الأحزاب السياسية كفعاليات، في حين يمثل كل من الحراك الجنوبي والحوثيون والحركات الشبابية ومؤسسات المجتمع المدني والنساء كمكون قائم بذاته. كما أن اللجنة أقرت ضمان تمثيل جميع المحافظات والمناطق النائية في اليمن في مؤتمر الحوار الوطني الشامل. وكانت الأيام الأخيرة شهدت تحركاً دولياً مكثفاً لإقناع الجنوبيين بالمشاركة في المؤتمر.
وذكر خبراء أن قضية جنوب اليمن حيث تتعالى المطالبات بالانفصال عن الشمال، تشكل الملف الأصعب الذي يواجهه الحوار الوطني في اليمن بموجب اتفاق انتقال السلطة الذي تم التوقيع عليه قبل سنة. وقال وزير التخطيط والتعاون الدولي محمد السعدي لفرانس برس إن “القضية الجنوبية هي أول بند على جدول أعمال الحوار وستكون المدخل للمستقبل”. وشدد السعدي على الطابع الملح لحل الأزمة في الجنوب، كما أعرب عن الأمل في أن تقوم الدول المانحة بتسديد ثمانية مليارات دولار التي وعد بها أصدقاء اليمن من أجل إنقاذ هذا البلد المنهار اقتصادياً. كما قالت الخبيرة في مجموعة الأزمات الدولية أبريل لونجلي آلي في تحليل نشرته مؤخراً إن “مشاركة الحراك الجنوبي في الحوار الوطني ستنجح أو تفشل هذا الحوار”.
من ناحيته، أشاد الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، بالخطوات التي تم إنجازها من بنود “المبادرة الخليجية” باعتبارها “السبيل الأمثل لتحقيق تطلعات الشعب اليمني في التغيير السياسي السلمي والبناء والإصلاح وتعزيز الوحدة الوطنية”. ودعا العربي في بيان صادر أمس بمناسبة مرور عام على توقيع اتفاق المبادرة الخليجية، جميع الأطراف والقوى السياسية في اليمن إلى مواصلة الجهود والعمل معاً من أجل توفير الظروف الملائمة، لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني اليمني بمشاركة الجميع دون إقصاء أو تهميش، حسبما أفادت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”. وأكد أمين عام الجامعة استعداد الجامعة لتقديم كافة أوجه الدعم والمساندة لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني، وحشد الجهود العربية من أجل إزالة ما خلفته الأزمة السياسية في اليمن من آثار وتداعيات.
وفي تطور متصل، دعت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية التي قادت احتجاجات العام الماضي في اليمن، أنصارها إلى الاحتشاد اليوم الجمعة في صنعاء ومدن رئيسية أخرى للمطالبة بإقالة نجل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي لا يزال يقود أقوى فصائل الجيش اليمني. ودعت اللجنة أنصارها إلى رفع شعار بـ”الإقالة نضمن نجاح الحوار” الوطني، أبرز بنود المرحلة الثانية من عملية نقل السلطة.
إلى ذلك، شيع مئات اليمنيين أمس بصنعاء جثامين 10 ضباط قتلوا أمس الأول بتحطم طائرة شحن عسكرية شمالي العاصمة اليمنية. وتقدم وزير الدفاع اليمني اللواء ركن محمد ناصر أحمد، ورئيس هيئة أركان الجيش اللواء ركن أحمد الأشول وقائد القوات الجوية والدفاع الجوي اللواء طيار ركن راشد الجند، مراسيم تشييع ضحايا الطائرة المنكوبة، التي سقطت أثناء مهمة تدريبية، صباح أمس الأول، على سوق مهجورة في حي الحصبة شمال العاصمة، ما أدى إلى مقتل 10 عسكريين، بينهم ضابط برتبة عميد و3 ضباط برتبة عقيد.
وكانت وزارة الدفاع نعت ليل أمس الأول، رحيل نخبة من أفضل الطيارين العسكريين المدربين والمتدربين في سلاح الجو بتحطم الطائرة الذي عزاه وزير النقل واعد باذيب إلى خلل فني ناجم عن تعطل أحد محركي الطائرة. لكن صحيفة يمنية مشهورة، تُصنف بأنها تابعة للقائد العسكري البارز اللواء علي محسن الأحمر كشفت، في عددها الصادر أمس، عن مطالب بإقالة وزير الدفاع ورئيس هيئة أركان الجيش، وقائد القوات الجوية، على خلفية اتهامهم بالتقصير في إعادة جاهزية القوات الجوية. وذكرت صحيفة “أخبار اليوم” أن ضباطا وطيارين في القوات الجوية يطالبون “بإقالة وزير الدفاع وقائد القوات الجوية ورئيس هيئة الأركان كونهم لم يقوموا بأي عمل من شأنه إعادة جاهزية القوات الجوية في أسراب الطائرات والمروحيات، رغم علمهم المسبق بالوضع المتدهور والمتهالك لأسراب الطائرات والمروحيات داخل القوات الجوية”.
وأضافت الصحيفة أن طيارين ومهندسين في اللواء الرابع، أعلنوا أنهم لن يطيروا بالطائرات بعد اليوم، إلا بعد أن تخضع جميع الطائرات للصيانة وإعادة التعمير بالخارج”.