الجنوب..من الإستقطاب الى حالة العزل السياسي قراءة لمابعد بيان ( القاهرة الثلاثي)
لم يخرج لقاء القاهرة الذي شحذت له الأنظار أبصارها إلا بما توقعناه في مقالنا السابق( الجنوب ولقاء الفرصة الأخيرة) ذلك لأن القاعدة في علم المنطق تقول لايمكن للقديم أن ينتج أو يخلق جديدا بالمطلق مهما إجترح من وسائل وإبتكارات الخلق وإلا فقد ذهبنا عكس سنن الحياة في أبسط قواعدها ..
مايقودنا الى هذه الحالة التقريرية مما نتابعه من أفعال سياسية ربما تتوالى على المشهد الجنوبي بما يشبه الحراك السياسي الذي أعقب الحراك الشعبي السلمي الذي توارت وتيرته مقابل الحراك السياسي الذي إشدت معاركه على المستويات الداخلية والخارجية وقد تحدثنا سلفا عن إن هذه المعركة ستكون أشد ضراوة من الحراك الشعبي السلمي في الساحات في مقال ( الجنوب..ورياح الحوارات العاتية) ولعل فيما نراه من إعتمالات تحدث بوتائر أكثر سخونة شملت بدءا في مراحل مبكرة إستقطابات لكوادر وقيادات وكفاءات ووجاهات وشخصيات إجتماعية نحو هذا التيار أو ذاك بغية تقويته بإتجاه الآخر هي عنوانات المرحلة التي أمتدت الى اللحظة ممارسة وسلوكا منظما وعشوائيا بحيث تدرك من خلال فعلها غير الممنهج وغير الاستراتيجي في مشاريعها والبروز الطاغي للتكتيكات القديمة والتي في بعضها الغير النفعي لها والجاثم على برجماتيتها كمردود سياسي قبل أن يكون مردوده على وطن يستظل تحته الجميع ,,,!!
البيان ( الثلاثي) الذي صدر بالقاهرة رغم إقتضابه وصغر مفرداته وركاكة صياغته السياسية فضلا عن اللغوية الفجة ينبأك الى قراءة قاتمة للمشهد السياسي الجنوبي – الجنوبي إذ هو من حيث لايدري قد وضع تكتيكا جديدا يذهب بنا من حالة الإستقطاب السياسي الى بداية مرحلة جديدة من حالات العزل السياسي بإدراك أو بدون إدارك لكنها هذه الحقيقة المرة ...وقد نتحدث في التكتيك ايجابيا أنه وضع خطوط عريضة للإلتقاء عندها ولم يفصلها وترك الباب على مصراعيه في فهم بعض جزئياتها مضنة منه الى الهروب من التقيد الإلزامي بالمواقف المحددة والصريحة وخاصة من مسائل الحوار مع الآخر... لكنه لم يخرج البتتة عن كونها تحت رأية التكتيكات السياسية التي هي ثقافة هؤلاء( القادة) كما يحبون أن ينعتهم الجميع ...!!
نحن اليوم على أبواب تحول جديد في المعطى السياسي المفرز للحالة السياسية الجنوبية والفارضة بأواضعها الجديدة متغيرات جد مهمة على القضية الأساسية والسياسية في معطاها الثابت السيادي وهو مالايركه جل ( القادة) إن لم نقل كلهم .. الأمر الذي يحتاج من الجميع قوى حية وفاعلة بالمجتمع الى إعادة النظر في النظرة الجوهرية للقضية ورسم إستراتيجية موحدة إزاء إتخاذ المواقف وفق خطوطها العريضة لا بنودها التكتيكية القائمة على معرفة متطلبات الداخل والخارج منها ..!!
هنا فقط نعيد القضية الى مسارها الصحيح وينبثق عن كل القوى ميثاق شرف يخطه الجميع للإنطلاق الى مرحلة النضال الحقيقي بعد كل هذه التجاوزات والإرهاصات التي خلفت لنا ومعها إعاقة مؤقتة للقضية برمتها واذا إستمرت سوف تكون لاسمح الله إعاقة مستدامة تكون سببا في طمس ملامحها او عودتها الى مربع الصفر ...فهل أدركنا ذلك...؟؟!!
الكل اليوم مسؤول عن واجباته الوطنية إتجاه القضية الأم ولنا وقفات للتفرغ لقضايا كثيرة وجد خطيرة في إدارة ملفاتنا الداخلية الشائكة التي ينبغي علينا الإتفاق عليها مبكرا والذهاب بها الى طاولة حواراتنا الداخلية بوضوح تام ودون لبس أو قضم حقوق الغير في ظل مانحن فيه من ظلم لحقوقنا التي نشكوا منها عند غيرنا...ربما اذا تعاملنا بشيء من الإنفتاح على أنفسنا سنقلل كلف خسائرنا في معاركنا الجانبية ومع الآخر ..وهو مايحمل عناوين المرحلة القادمة وهذا ماقصدناه في معالم رسم إستراتيجياتنا إن كنا نريد أن نعمل وفق قاعدة الإستراتيجيات لا التكتيكات ...!!