كتائب القسام انضباط عال ومهنية متزايدة
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية اليوم إن كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي وصفتها بأنها "ذات تنظيم عال ومهنية متزايدة"، أصبحت تحت قيادة القائد العسكري لحماس أحمد الجعبري تتبنى أنظمة تدريب وتسلسل قيادي واضحين، كما أصبحت أكثر مؤسسية.
وأوضحت الصحيفة أن القسام تضم حوالي 15 ألف مقاتل وهي رمز لسعي حماس للوصول إلى توازن بين "تاريخها بوصفها حركة مقاومة ودورها بوصفها حكومة في قطاع غزة منذ 2007".
بطل شعبي
وأضافت أن الجعبري عزز خلال السنوات الأخيرة القوة السياسية للفرع العسكري كما أصبح بطلا شعبيا تملأ صورته الملصقات واللافتات على نطاق القطاع.
وقالت إنه مع ترسانة تتسع باستمرار، اتسعت كتائب القسام ونضجت تحت قيادة الجعبري، إلى حد أنه تباحث مع إسرائيل العام الماضي لإعادة الجندي الإسرائيلي المختطف جلعاد شاليط، الذي أشرف بنفسه على اختطافه قبل خمس سنوات، مقابل الإفراج عن ألف مسجون فلسطيني.
ومع ذلك، قالت الصحيفة، إن القسام لا تزال "جسما جهاديا أصوليا تشبه ثقافته وأهدافه تلك التي تتبناها المليشيات".
ونقلت الصحيفة عن أستاذ العلوم السياسية بجامعة تل أبيب شاؤول مسحال تنبيهه إلى أن نقطة الاختلاف يجب أن لا تكون أن "لدينا دولة وفي إطارها لدينا مؤسسات وفي إطار المؤسسات لدينا تقسيم للعمل".
القسام أصبحت خلال عقدين المليشيات الأقوى والأوسع بين مليشيات غزة العديدة مع تأثير اجتماعي قوي على سكان القطاع"ومضى مسحال يقول إن حماس ربما تتطلع إلى أن تصبح دولة وإن "القسام توهم نفسها أحيانا بأنها جيش، لكنني في النهاية أعتقد أن نظرتهم الأساسية هي أنهم جزء لا يتجزأ من مجتمع، لقد جعلوا الحدود بين الأنشطة السياسية والعمليات العسكرية غير واضحة".
المليشيات الأقوى
وقالت نيويورك تايمز إن القسام أصبحت خلال عقدين المليشيات الأقوى والأوسع بين مليشيات غزة العديدة مع تأثير اجتماعي قوي على سكان القطاع.
وقال عميد الصحافة والمحاضر في العلوم السياسية بجامعة الأمة بغزة عدنان أبو عمرو عن نفوذ القسام وتأثيرها على المستوى الاجتماعي "لم يعد سرا أن القسام لديها الكلمة الأخيرة في غزة. إذا كان لديك قريب قائد بالقسام، ستعتبر نفسك كحامل جواز السفر الدبلوماسي الذي يفتح لك كل الأبواب".
وأشارت الصحيفة إلى أن البعض يقولون إنه بعد اغتيال الجعبري ستفقد القسام توازنها مؤقتا. ونقلت عن مؤلف كتاب "حماس مقابل فتح: الكفاح من أجل فلسطين" جوناثان شانزر "كلما يحدث مثل هذا الاغتيال، يفرض الواقع التغيير وضرورة التكيف".
هيكل لامركزي
وأوضحت الصحيفة أن القسام تعمل منذ فترة طويلة بهيكل لا مركزي حتى إذا فقدت قيادتها، فإن قيادة جديدة تنهض لتحل محلها، "إنها مقسمة إلى أجزاء شبه مستقلة. إنهم يعملون في شكل خلايا. لذلك، حتى إذا كان الجعبري هو القائد، فهناك قادة آخرون".
وذكرت الصحيفة أن القسام قسمت قطاع غزة إلى ست مناطق جغرافية، لكل منطقة قائدها الذي يخضع لسلطة الجعبري. ولكل منطقة مدفعيتها ومضادات الدبابات والطائرات بالإضافة إلى قناصتها، ومهندسيها، ومشاتها، علاوة على قوات خاصة بالاتصالات، والأعمال اللوجستية، والتهريب، والأسلحة، والاستخبارات والعلاقات العامة".