إيران إحدى العقبات أمام مؤتمر الحوار في اليمن وتدخل دولي لإنجاحه
نفت اللجنة الفنية للتحضير لمؤتمر الحوار الوطني اليمني، وجود أي ترتيبات لتأجيل انعقاد المؤتمر الذي يتوقع تنظيمه منتصف ديسمبر/كانون الأول المقبل والذي أدت عراقيل إلى تأجيله بعد أن كان مقرراً عقده في منتصف الشهر الجاري.
وتوقعت الناطقة باسم اللجنة الفنية، أمل الباشا، أن تنهي اللجنة كافة التحضيرات الخاصة بالمؤتمر نهاية الشهر الجاري، مشيرة إلى أنه تم تحديد قوام المشاركين في المؤتمر بواقع 565 مشاركاً يمثلون سائر القوى السياسية والوطنية على الساحة اليمنية، كاشفة أنه تخصص نسبة 30% للمرأة في عضوية اللجان الفرعية المنبثقة عن المؤتمر.
وأكدت الباشا لـ"العربية.نت" وجود جهود محلية ودولية لا تزال تبذل حالياً من أجل إقناع بعض فصائل الحراك الجنوبي السلمي بالمشاركة في الحوار، كاشفة أن بعض فصائل الحراك أعلنت موافقتها على المشاركة في المؤتمر.
وستكون القضية الجنوبية أبرز محاور الحوار الوطني، إضافة إلى مشكلة صعدة والمصالحة الوطنية وإجراءات تنفيذ قانون العدالة الانتقالية. كما سيبحث المؤتمر الوطني في صياغة دستور جديد للبلاد واستكمال الإجراءات القانونية والإدارية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في 2014، وفقاً لما نصت عليه المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.
دعم دولي وخليجي للمؤتمر
وكانت العاصمة اليمنية صنعاء قد شهدت، الاثنين، احتفالاً بمناسبة مرور عام على توقيع المبادرة الخليجية في العاصمة السعودية الرياض في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2011.
ورأى محللون سياسيون أن حضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، الدكتور عبداللطيف الزياني، هذا الاحتفال، يشكل رسالة دعم دولي وإقليمي قوي للرئيس عبد ربه منصور هادي، ولجهود إنجاح التسوية السياسية والمضي قدماً لعقد مؤتمر الحوار الوطني الذي واجهت تحضيراته عراقيل أدت إلى تأجيله إلى ديسمبر/كانون الأول.
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي كامل مدهش لـ"العربية.نت": "لا شك أن حضور الأمين العام للأمم المتحدة يشكل رسالة دولية واضحة، خصوصاً أنه في تصريحاته قد هدد بعقوبات جماعية وفردية لمن يعرقلون العملية السياسية ويقفون أمام إنجاح مؤتمر الحوار الوطني".
وأشار مدهش إلى أن حضور الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي يعكس الدعم القوي من قبل دول المجلس للعملية الانتقالية في اليمن وإخراج البلد من أزمته، مضيفاً: "الزياني لعب دوراً فاعلاً خلال العام 2011 وصولاً إلى توقيع المبادرة الخليجية، ولا شك أنه يبذل حالياً جهوداً مشكورة لتقريب وجهات نظر الأطراف اليمنية المتحاورة بما يمكن من عقد مؤتمر الحوار الوطني وضمان نجاحه".
التيار الجنوبي والمتغيرات السياسية
ومن ناحيته، رأى الناشط في التيار الشبابي، محمد سعيد الشرعبي، أن مطالب الانفصال لن تجد من يلتف حولها في حال خرج مؤتمر الحوار الوطني بحل عادل وجدي للقضية الجنوبية بوصفها القضية الوطنية الأولى.
وأشار إلى أن التيار الجنوبي المنادي بالانفصال لم يستوعب المتغيرات الجديدة في البلد بعد عام على رحيل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، "ولم يدرك أن وحدة اليمن وأمنه واستقراره قضايا محسومة وغير قابلة لأي مطالب بفك الارتباط".
وأبدى الشرعبي تخوفه من التدخلات الإيرانية لعرقلة مؤتمر الحوار، حيث قال: "بات واضحاً أن تياراً جنوبياً يتزعمه علي سالم البيض لديه علاقات وطيدة بجمهورية إيران. واعتقد بأن تصلب هذا التيار الجنوبي في مسألة - فك الارتباط - ناتج عن الانسجام غير الطبيعي بين مطالب تيار البيض ومشاريع أذرع إيران في اليمن والمنطقة. عمله يصب في إعادة تشطير اليمن برفض المشاركة في الحوار، وتخوين قيادات في الحراك تعتزم المشاركة في مؤتمر الحوار".