هل حان موعد الربيع في الأردن؟ إحتجاجات حاشدة وسط عمان في جمعة الغضب تهتف بسقوط الملك
خرجت عشرات المسيرات في العاصمة عمان والمدن والقرى الأردنية اليوم بعد صلاة الجمعة اليوم، في ما أطلق عليه ناشطون "جمعة الغضب"، وسط هتافات ضد الملك عبد الله الثاني أعقبت ثلاثة أيام من التظاهر المتواصل ضد قرار الحكومة رفع أسعار المحروقات، في هبة بدأ المتظاهرون والنشطاء يطلقون عليها "هبة تشرين" لتشبه "هبة نيسان" عام 1989.
وخرجت أكبر المسيرات من المسجد الحسيني وسط عمان بدعوة من الحركة الإسلامية وحراكات شبابية وشعبية شارك فيها الآلاف، وحاولوا التوجه إلى الديوان الملكي، لكن قوات الدرك منعتهم وقامت بعمل سد بشري بينهم وبين الشارع الموصل إلى الديوان، مما ولد حالة من التوتر بين الطرفين تخللتها اشتباكات متفرقة، لكن قيادات الحركة الإسلامية أعلنت انتهاء المسيرة، بينما أعلن شبان الحراكات عن تجمع جديد مساء اليوم في دوار الداخلية وسط عمان.
وهتف المتظاهرون في المسيرة أمام الآلاف من قوات الأمن والدرك "الشعب يريد إسقاط النظام" و"حرية من الله.. يسقط يسقط عبد الله"، كما هتفوا "لا إصلاح ولا تصليح.. ارحل بالعربي الفصيح"، والشعب مل من السكوت.. يحيى كريما أو يموت".
وطوق المئات من قوات الدرك والأمن محيط دوار الداخلية في عمان وأغلفته من كافة الطرقات تحسبا لعودة المتظاهرين إليه مساء اليوم، حيث يشهد محيط الدوار والمناطق المجاورة له -وخاصة منطقة جبل الحسين- صدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن منذ ثلاثة أيام.
"إسقاط النظام"
وامتدت المسيرات في عدة مناطق من عمان والزرقاء ومختلف المحافظات على طول البلاد وعرضها، وميز أكثرها هتافات "الشعب يريد إسقاط النظام" التي تنال من العاهل الأردني.
ففي بلدة ذيبان التابعة لمحافظة مادبا -أول بلدة أردنية تظاهرت مع الربيع العربي نهاية 2010- أحرق متظاهرون غاضبون للمرة الثالثة صورا لملك الأردن على وقع هتافاتهم بإسقاط النظام.
وأبلغت مصادر في الحركة الإسلامية الجزيرة نت بأن من يوصفون "بالبلطجية" أحرقوا مقر حزب جبهة العمل الإسلامي بالمدينة، في رابع حادث من نوعه تتعرض فيه مقار للإسلاميين للحرق والتخريب، بينما قال الأمن العام الأردني إن 15 مقرا حكوميا تعرض للتخريب والحرق عوضا عن عشرات البنوك والأملاك الخاصة.
وشيع نحو ألفي متظاهر جنازة الشاب قيس العمري في بلدة كفر أسد بمحافظة إربد شمال المملكة، والذي اتهم ذووه الأمن بقتله بالرصاص خلال الاحتجاجات المستمرة منذ الثلاثاء الماضي وسط هتافات غاضبة، تبعها توتر وأعمال شغب واشتباكات مع الأمن.
كما خرجت مسيرات حاشدة في مناطق مختلفة من محافظة إربد تخلل بعضها أعمال شغب. وخرجت مسيرات حاشدة في مدن جرش وعجلون وعدد من قرى الشمال الأردني، وسط إغلاق لبعض الطرق من قبل المحتجين.
واتهم نشطاء من سموهم "البلطجية" بمهاجمة مسيرتين خرجتا في مدينتي الرمثا والمفرق الحدوديتين مع سوريا. واتهم نشطاء من حراك بني حسن للإصلاح قوات الأمن بعدم التدخل لمنع الاعتداء على مسيرتهم بالمفرق رغم تواجدها بكثافة.
حراك الجنوب
وفي جنوب الأردن خرجت مسيرة حاشدة في معان رفعت شعارات قارنت بين وضع الأردن والدول التي شهدت ثورات عربية أسقطت فيها الأنظمة الحاكمة، ووجه المتظاهرون رسائل قاسية لملك الأردن في خطابات ألقيت في نهاية المسيرة.
وشهدت معان تواجدا لافتا للقوات الخاصة التابعة لحرس البادية بعدما عجزت قوات الدرك والأمن عن ضبط الأمور في المدينة التي تعرف بأنها إحدى أكثر المدن احتجاجا على السياسات الرسمية منذ "هبة نيسان" عام 1989 التي بدأت من المدينة وامتدت إلى مدن الجنوب وانتهت بإسقاط حكومة زيد الرفاعي ونهاية الأحكام العرفية وعودة الأردن إلى المسار الديمقراطي.
وفي الكرك خرجت مسيرات حاشدة وخاصة في وسط المدينة بعد يوم ثالث من المواجهات بين الأمن ومحتجين، حيث احتج المتظاهرون على دهس إحدى السيارات المصفحة التابعة لقوات الدرك أحد النشطاء حسب قولهم، وهو يرقد حاليا بالمستشفى.
كما خرجت مسيرة حاشدة من مسجد الطفيلة الكبير في المدينة الأردنية التي تشهد حراكا لم يتوقف منذ مايو/أيار 2011.
دخول المخيمات
وكان لافتا للانتباه دخول مخيمات اللاجئين الفلسطينيين على خط الاحتجاجات، حيث شهدت مخيمات البقعة شمال عمان وعزمي المفتي بإربد والحسين وسط العاصمة مسيرات غاضبة منذ يوم أمس، تخللتها أعمال شغب وقطع لطرق رئيسية في حين اقتحمت قوات الدرك هذه المخيمات ونفذن حملات اعتقال.
وعاشت عمان الليلة الماضية على وقع توتر إثر مسيرات غاضبة، كان أبرزها تلك التي تجمع فيها مئات الشبان على بوابة الديوان الملكي وهتفوا بإسقاط النظام بشكل اعتبره سياسيون ومحللون "تحولا" في مسار الحراك الأردني، لاسيما بعدما أعلن رئيس الوزراء عبد الله النسور عن إصرار حكومته على عدم التراجع عن قرارات رفع الأسعار.
المصدر:الجزيرة