مقتل 3 صهيانه بصواريخ المقاومه وكتائب القسام تضرب تل أبيب لأول مرة
قتل ثلاثة إسرائيليين في جنوب إسرائيل جراء سقوط صواريخ أطلقتها المقاومة الفلسطينية اليوم ردا على استشهاد أحمد الجعبري نائب القائد العام لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وفي أول خسائر بشرية تمنى بها إسرائيل منذ العدوان على غزة أمس، أفاد مراسل الجزيرة في القدس إلياس كرام بأن صواريخ من نوع غراد سقطت اليوم على كريات ملاخي شمال أسدود والتي تعتبر من الضواحي الجنوبية لتل أبيب، مما أدى إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة طفلة بجروح متوسطة أو خطيرة.
ونقل مراسل الجزيرة نت في غزة أحمد فياض عن الإذاعة الإسرائيلية أن القصف أسفر أيضا عن جرح خمسة إسرائيليين.
يأتي ذلك في حين يتواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي والذي أسفر حتى الآن عن استشهاد 11 فلسطينيا وسط تهديدات قادة إسرائيل بتوسيع العملية العسكرية التي شملت العشرات من الغارات الجوية على غزة.
وردت فصائل المقاومة بإطلاق أكثر من مائتي صاروخ على إسرائيل، التي قالت إن نظام قبتها الحديدية المضاد للصواريخ نجح في إسقاط 25 منها.
وقد ارتفع عدد شهداء الغارات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ أمس الأربعاء إلى 11 بعد استشهاد ثلاثة فلسطينيين صباح اليوم بقصف استهدف دراجة كانوا يستقلونها في خان يونس جنوب قطاع غزة. وأفاد مراسل الجزيرة في غزة وائل الدحدوح بأن قصفا إسرائيليا استهدف دراجة نارية أودى بحياة ثلاثة من كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في جنوب خان يونس.
وقالت مصادر طبية فلسطينية إن القصف أسفر أيضا عن جرح 15 فلسطينيا، فيما أصيب خمسة مواطنين بينهم امرأة حامل وثلاثة أطفال بقصف آخر استهدف منزلا في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وأصيب أربعة مواطنين بينهم امرأة في قصف على بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
كما أفاد مراسل الجزيرة بأن عدد جرحى الغارات الإسرائيلية التي تلت استشهاد أحمد الجعبري -نائب القائد العام لكتائب القسام- أمس بلغ نحو مائة فيما يتركز القصف على شمال وشرق القطاع.
جاء ذلك بعد سلسلة غارات جديدة وقعت صباح اليوم الخميس وشملت منطقة جباليا شمال القطاع ومخيم البريج (وسط) وحي الزيتون بجنوب القطاع، أسفرت عن عدد من الإصابات بعضها في حال الخطر.
وكانت الطائرات الإسرائيلية قصفت أيضا مناطق قرب الحدود بين غزة ومصر، وقال مدير مكتب الجزيرة في القاهرة عبد الفتاح فايد إن قصفا جويا مكثفا جرى على رفح بجنوب قطاع غزة وشوهد في رفح المصرية واهتزت العديد من المباني في إثره دون وقوع أضرار أو إصابات.
ورجح عدة متحدثين فلسطينيين أن يكون جيش الاحتلال أعد قائمة لاستهداف عدد من قيادات المقاومة في القطاع في إطار عدوان واسع النطاق يعيد للأذهان العدوان الذي انطلق في أواخر ديسمبر/كانون الأول 2008 وتواصل لعدة أسابيع.
ورصد مراسل الجزيرة في قطاع غزة حركة لبعض الزوارق الحربية الإسرائيلية قبالة مياه بحر قطاع غزة، وقال متحدث عسكري إسرائيلي إنه يتوقع أياما طويلة من المواجهة مع قطاع غزة.
ردود المقاومة
من جهتها أعلنت كتائب القسام أنها أطلقت نحو مائة صاروخ على أهداف إسرائيلية بينها تل أبيب وأسدود، كما أعلنت مجموعات مسلحة أخرى عن إطلاق صواريخ مماثلة على عسقلان وبئر السبع من بينها سرايا القدس الجناح السياسي لحركة الجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وقال أبو مجاهد الناطق باسم ألوية صلاح الدين إن عدد الصواريخ التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية على إسرائيل بلغ حتى الآن 210، فيما قالت إسرائيل إن منظومتها الدفاعية المعروفة باسم القبة الحديدية اعترضت ودمرت 25 صاروخا أُطلقت أمس من قطاع غزة.
وذكرت وسائل الإعلام المحلية الإسرائيلية أن الصواريخ كانت تتجه نحو مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل. وقد سقط أكثر من ستين صاروخا جنوب إسرائيل والنقب الغربي الليلة الماضية.
وأعلنت كتائب القسام، منتصف ليل الخميس، أنها قصفت تل أبيب وسط إسرائيل.
وقد اتفقت الفصائل الفلسطينية على تشكيل غرفة عمليات مشتركة لتوحيد العمل سياسيا وميدانيا لمواجهة الغارات الإسرائيلية.
وشددت الفصائل في بيان تلاه صالح ناصر -عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، عقب اجتماع طارئ- على أنها ستبقى في حالة انعقاد دائم للوقوف على كل المستجدات وآخر التطورات بشأن العدوان.
اجتماع عاجل
عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة لبحث الوضع في قطاع غزة، بناء على طلب من مصر التي سحبت سفيرها من إسرائيل احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على القطاع. ومن المقرر أن يتحدث في جلسة مجلس الأمن المندوبان الفلسطيني والإسرائيلي.
وقد قررت مصر في وقت سابق سحب سفيرها لدى إسرائيل احتجاجا على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة, وأكدت مصادر بمطار القاهرة أن السفير الإسرائيلي لدى مصر غادر إلى إسرائيل، كما كلفت القاهرة سفيرها لدى الأمم المتحدة للدعوة لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن "لبحث الاعتداء على أرواح الأبرياء من الفلسطينيين"، فيما أعلنت الجامعة العربية أنها ستعقد اجتماعا السبت لبحث الهجوم.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي إن الرئيس محمد مرسي أصدر توجيهات بسحب السفير المصري احتجاجا على الهجوم الذي خلف تسعة شهداء بينهم أحمد الجعبري قائد كتائب عز الدين القسام وأكثر من 90 جريحا.
وقد استشهد الجعبري بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة كان يستقلها قرب مجمع الخدمة العامة بمدينة غزة، وأسفرت تلك الغارة أيضا عن استشهاد سائق الجعبري.
وتوقع مراسل الجزيرة في غزة أن تكون هناك تداعيات واسعة وخطيرة لذلك التطور اللافت في خضم موجة العنف والاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة في الأيام الخمسة الماضية.
وأضاف المراسل أن الاحتلال الإسرائيلي بدأ حملة واسعة بعنوان "عمود الغيمة" لاغتيال قيادات من مختلف فصائل المقامة الفلسطينية في قطاع غزة.
وقد أكدت مصادر مطلعة في مطار القاهرة أن السفير الإسرائيلي في مصر غادر المطار إلى تل أبيب بصحبة عدد من موظفي السفارة.
وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية عمرو رشدي صرح بأن الوزارة أبلغت السفير الإسرائيلي في القاهرة "رسالة احتجاج شديدة اللهجة على العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة".
قطر تدين
وبدورها أدانت قطر على لسان رئيس الوزراء وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الهجوم، قائلة إنه من المفترض ألا يمر دون عقاب. ودعا حمد بن جاسم مجلس الأمن للقيام بمسؤوليته لوقف ذلك الاعتداء.
كما أدان المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي في ختام أعماله بالرياض الأربعاء الغارات الإسرائيلية على غزة، ودعا مجلس الأمن لإدانة إسرائيل وتحميلها جميع المسؤوليات المترتبة على العدوان.
وكانت مصر أدانت بشدة الهجوم، وقال وزير خارجية مصر محمد كامل عمرو إن القاهرة "تدين بكل شدة ووضوح ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة من هجوم وعمليات لقتل المدنيين واغتيالات".
وطالب عمرو إسرائيل بوقف الغارات فورا، وحذرها من أن أفعالها تأتي في "مرحلة حرجة تمر بها المنطقة، الأمر الذي يهدد بإشعال الموقف بصورة خطيرة".
وبدوره دعا حزب الحرية والعدالة إلى رد سريع عربي ودولي "لوقف هذه المجازر".
وقال في بيان إن على إسرائيل أن تأخذ في الحسبان التغيير الذي حدث في العالم العربي، خاصة مصر، الذي "لن يسمح بوضع الشعب الفلسطيني تحت وطأة العدوان الإسرائيلي كما كان في الماضي".
كما أدان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو الهجوم ووصفه بأنه "جريمة بشعة وانتهاك صارخ للقوانين والمواثيق والاتفاقيات الدولية".