الاصنج : موجودون في الحوار ولا علاقة لي بتجار يستثمرون بالقضية الجنوبية
كشف رئيس تكتل الجنوبيين المستقلين في اليمن -وزير الخارجية اليمني الأسبق السياسي عبد الله الاصنج النقاب عن ورقة تقدم بها إلى مستشار الأمين العام للأمم المتحدة المبعوث الأممي الى اليمن جمال بن عمر، تتضمن رؤية متكاملة لطرق التعاطي مع القضية الجنوبية في الحوار الوطني اليمني المرتقب انطلاقه مطلع الشهر المقبل في اليمن.
وأكد الأصنج في اتصال هاتفي من مقر إقامته في جده تأييده لجهود الحوار الوطني التي ترعاها المبادرة الخليجية والأمم المتحدة، ونفى أن يكون قد أحجم عن لقاء بن عمر في القاهرة وهو في طريقه إلى صنعاء ، وقال : "لا توجد أي مشكلة في اللقاء بمستشار الأمين العام للأمم المتحدة المبعوث الأممي الى اليمن جمال بن عمر في القاهرة، فعندما تحدد موعد سابق لوصوله إلى القاهرة، ولم يكن وقتها الموعد مؤكدا، ولم يكن مصدره بن عمر، هرول الكثيرون إلى القاهرة وأنا منهم للقاء به، ولكنه لم يصل، بعد ذلك فضلت أن أرسل إلى بن عمر في مكتبيه بصنعاء ونيويورك برسالة أشرح فيها وجهة نظري وتصوري للقضايا العالقة في اليمن، والتي تندرج في إطار مهمته، وقد تسلمها ولم تعد هناك حاجة لأكرر السفر إلى القاهرة لمقابلته".
وأضاف: "أما بخصوص الحوار الوطني، فقد كلفت كلا من لطفي شطارة والدكتور رياض ياسين بالنيابة عن تكتل الجنوبيين المستقلين أن يتصلوا ببن عمر، ويعيدا تنشيط المقترحات التي تضمنتها مذكرتي إليه منذ ثلاثة أسابيع".
ورفض الأصنج الدخول في تفاصيل المذكرة التي تقدم بها لبن عمر، لكنه قال: "القضية الجنوبية بحاجة إلى معالجة جذرية، لأن من أبرم الوحدة تفادى الرجوع إلى أصحاب القضية الحقيقيين، أي الشعب، ولم يستفتيه في ذلك، ولم يعرف أحد تفاصيل اتفاقية الوحدة، التي وصفها كل من رئيس جمهورية الشمال وقتها علي عبد الله صالح والأمين العام للحزب الاشتراكي علي سالم البيض، بأنها اتفاق (جنتلمان)، وكلاهما في غير موضع ثقة، ولا توجد اتفاقية تحدد مضمون الوحدة وحقوق طرفيها، ولذلك نقول بأنه لا بد من إعادة النظر في هذا الأمر، والمشكلة بين صنعاء وعدن أمام خيارين: إما الانفصال وإعادة الروابط بين الشعبين وإما فيدرالية أو كونفدرالية أو دولتين في اتحاد".
وأرجع الأصنج عدم مشاركته في جلسات الإعداد للحوار الوطني في صنعاء إلى تردي الوضع الأمني، وقال: "نحن الآن موجودون في اللجنة الفنية التي تعد لحوار وطني يمني يبدأ في الداخل وتكتمل عناصر بنوده خارج اليمن، نظرا للوضع الأمني السائد هناك. وهذا ما أشرت إليه في رسالة وجهتها إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي، فالوضع الأمني غير المضمون داخليا، وإذا كانت وزارة الداخلية قد تم اختراقها وأخذ محتوياتها وعرضها للبيع في أسواق صنعاء، فإن هذا المناخ لا يشجع على الحوار، ومع ذلك أتمنى لابن عمر أن يحالفه التوفيق في جهوده".
وأوضح عبد الله الاصنج في سياق حديثة عما إذا كان من الوارد أن يتحالف الجنوبيون في جبهة موحدة للمشاركة في الحوار الوطني،: "هذا الكلام يمكن تفسيره، هناك مجموعة من رجال الأعمال والتجار اليمنيين الجنوبيين المقيمين في المنطقة في أكثر من دولة خليجية، هم الذين يدبرون هذه الكرنفالات والمهرجانات السياسية بين لبنان والمانيا ومصر، ولهذا أنا لا علاقة لي بتجار يريدون استثمار أموالهم في القضية الجنوبية، وأنأى بنفسي أن أكون جزءا من عملية سياسية يديرها من وراء ستار حزمة تجار، ولن أكون في خدمة أهداف سياسية يرسمها تجار"، على حد تعبيره.