سواحل عدن.. السياحة والمتعة والجمال
تعد سواحل مدينة عدن اليمنية أحد أجمل السواحل في المنطقة العربية -وربما في العالم- لما تتميز به من مناظر طبيعية خلابة وجمال ساحر واتساع كبير يجذب إليها السياح من اليمن وخارجه، حيث يأتي الزائرون إليها من كل مناطق اليمن ومن دول الخليج العربي وكثير من بلدان العالم.
غير أن السياحة في سواحل عدن تزدهر كثيراً في مواسم معينة كعيدي الفطر والأضحى وكذلك أيام فصل الشتاء حيث يكون الجو معتدلاً، ولا تقتصر زيارة تلك السواحل على السباحة في مياهها الجميلة الدافئة، بل تتعدى ذلك إلى التمتع بالمناظر الجميلة والامتداد الكبير لتلك السواحل والطقس الجميل فيها.
وخلال عطلة عيد الأضحى لهذا العام شهدت سواحل عدن إقبالاً كبيراً من الزوار المحليين والخارجيين، وبحسب تصريح قائد الشرطة السياحية بعدن فإن عدد زوار المدينة خلال العيد بلغ قرابة نصف المليون زائر من اليمن ودول الجوار وخاصة المملكة العربية السعودية ودول الخليج.
وقال وكيل محافظة عدن لشؤون الاستثمار والموارد أحمد الضلاعي إن السياحة في سواحل عدن هذا العام شهدت ازدهاراً كبيراً جداً بالمقارنة مع الأعوام السابقة، والكل تفاجأ بالعدد الكبير لزوار شواطئ عدن لا سيما في أيام عيد الأضحى المبارك، مشيراً إلى أن الفنادق بالمنطقة والتي يبلغ عددها 250 فندقاً امتلأت بالكامل ولم يجد كثير من الزوار أماكن شاغرة في الفنادق للسكن فيها.
شواطئ متميزة
وأضاف الضلاعي في تصريح للجزيرة نت أن عدن حباها الله بموقع جغرافي متميز وشواطئ متميزة وطويلة وقابلة للاستثمار، منوهاً إلى أن وجود الميناء الدولي الهام في المدينة وتنشيط الحركة التجارية فيه عامل مساعد على ازدهار السياحة الشاطئية.
وعن دور السلطة المحلية في تنشيط السياحة في سواحل عدن، قال الضلاعي "إننا نقوم بالتنسيق مع مكتب السياحة وبقية المكاتب التنفيذية بالمحافظة للعمل على تطوير قطاع السياحة، كما ننظم عملية استقبال الوفود السياحية التي تحمل عشرات الآلاف من السياح من مختلف بلدان العالم، ونقيم لهم برامج سياحية".
وأشار إلى دور المحافظة في التنسيق مع الفنادق وخطوط الطيران للترويج للسياحة في سواحل عدن وخاصة مع فصل الشتاء الذي يقبل فيه السياح على عدن "كون مناخها شتاء يعد غاية في الروعة والجمال على خلاف بقية المناطق الساحلية الأخرى".
وأكد وكيل محافظة عدن أن القطاع السياحي مهم كونه يخلق فرص عمل كثيرة للشباب، مضيفا أن السلطة المحلية بالمحافظة ستعمل على إنشاء مشاريع استثمارية كبيرة في هذا الجانب للحد من البطالة والإسهام في تحسين مستوى معيشة الفرد ودعم الدخل القومي للبلاد.
وتحيط مياه البحر العربي بعدن من ثلاثة اتجاهات مما جعلها شبه جزيرة وساعد على كثرة سواحلها، إلا أن الساحل الذهبي بالتواهي وساحل الغدير في البريقة وساحل أبين بخور مكسر تعد أجمل وأوسع كل تلك السواحل وأكثرها جذباً للزوار.
ومن جانبه يشير رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي مصطفى نصر إلى تمتع عدن بسواحل متنوعة بتنوع تضاريسها الجغرافية والتي تختلف من ساحل لآخر، وهذا ما يعطيها الجمال الذي يستقطب السياح من اليمن وخارجه.
مورد اقتصادي
ويؤكد نصر في حديثه للجزيرة نت أن سواحل عدن بتنوعها تشكل مورداً اقتصادياً كبيراً إن تم استخدامها بطريقة جيدة، سواء عبر المنشآت السياحية أو عبر الخدمات الأخرى التي تقدم للسياح.
ونبه إلى ضرورة تأهيل المجتمع المحلي للاستفادة من تلك السواحل، فأبناء عدن سيستفيدون كثيراً لو أقيمت استثمارات سياحية كونهم سيحصلون على فرص عمل وسيتحسن دخل الفرد منهم، كما سيتم تعزيز دور عدن في الناتج المحلي الإجمالي وستسهم في دعم الدخل القومي للبلاد.
ودعا نصر المجلس المحلي بالمحافظة والمديريات لوضع إستراتيجية لتأهيل السواحل وفتح الاستثمار فيها وتوفير الأجواء الملائمة لذلك كتسهيل عمل المستثمرين وتوفير الأمن والاستقرار، لافتاً إلى أن عدن بشكلها الحالي تستقبل مئات الآلاف من الزوار والسياح فكيف لو تحسن وضعها وأقيمت مشاريع استثمارية كبيرة وأعيد تأهيل سواحلها، "لا شك أن ذلك سيضاعف أعداد زوارها والسياح القادمين إليها طوال العام وليس في مواسم معينة منه".
ويقول مدير أحد الفنادق السياحية بعدن عبد الباسط الخليدي إن سواحل عدن أهم عامل يجذب السياح لزيارة المدينة سواء كانوا من داخل اليمن أو خارجه، مشيراً إلى أن عدد زوار المدينة خلال أيام عيد الأضحى فاق كل التوقعات.
وطالب الخليدي الحكومة اليمنية والسلطات المحلية بعدن بالاهتمام بسواحل عدن كونها أهم عامل لازدهار السياحة في المدينة ولولاها لما حظيت عدن بهذا الاهتمام الكبير من الزوار المحليين والأجانب.
المصدر:الجزيرة