المبعوث الأممي يسعى لمشاركة الحراك بالحوار وجولة خليجية لهادي تبحث التسوية باليمن
استهل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الأحد جولة خليجية بدأها بالإمارات، لبحث عدة موضوعات يتصدرها مسار التسوية السياسية في بلاده، في وقت يسعى مبعوث الأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر لمشاركة الحراك الجنوبي بالحوار الوطني.
ووصل هادي أبو ظبي عاصمة الإمارات مستهلا جولة خليجية تشمل أيضا الكويت، وسلطنة عُمان. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سبأ) أن هادي سيلتقي قادة الدول الثلاث "في إطار تعزيز العلاقات الأخوية خصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة التي يمر بها اليمن في ظل مسار التسوية السياسية التاريخية" بمضامين المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.
من جهته أكد جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن حرصه على التوصل لصيغة لمشاركة الحراك الجنوبي بالحوار الوطني المقرر أن ينطلق قبل نهاية العام.
وفي حوار مع سبأ بالقاهرة على هامش لقاءاته بقيادات المعارضة الجنوبية هناك، قال بن عمر إن "عددا كبيرا من القيادات عبرت منذ البداية عن موافقتها على الدخول في الحوار الوطني بشكل مبدئي، والنقاش الذي يدور حالياً هو على التفاصيل المتعلقة بكيفية تنظيم الحوار وإجراءات إعادة بناء الثقة".
وأكد بن عمر "ضرورة تجاوز التحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية بتعاون كافة الأطراف السياسية وضرورة مشاركة كافة الأطراف السياسية في اليمن في الحوار الوطني دون شروط مسبقة" مشددا على أن المجتمع الدولي سيساند أي حلول يتم الاتفاق عليها.
وقال أيضا "إن لقاء القاهرة مع القيادات الجنوبية يأتي في إطار المشاورات التي نقوم بها مع جميع الأطراف في اليمن من الشمال إلى الجنوب، واستكمالا للقاءات التي أجريناها مع عدد من قيادات الحراك الجنوبي في عدن".
ووصف المبعوث الأممي اللقاء بأنه بناء وجاد وصريح، لافتا إلى سعيه إلى إيجاد صيغة من أجل مشاركة الحراك الجنوبي في الحوار الوطني، ومعالجة القضية الجنوبية بشكل جدي وعادل، وهو محل إجماع.
وأكد بن عمر أنه سيحرص على تضمين أهم الأفكار المطروحة في الساحة السياسية اليمنية بتقريره الذي سيعرضه على الأمين العام للمنظمة بان كي مون، وسيقدم لمجلس الأمن لمناقشته بجلسته التي ستعقد حول اليمن في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي.
وغاب عن الاجتماع علي سالم البيض نائب الرئيس اليمني السابق، بينما حضره الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد، والرئيس الأول لحكومة الوحدة حيدر أبو بكر العطاس.
ووفق مشاركين باللقاء، تقدم قياديو الخارج بالحراك الجنوبي -الذي يطالب بالانفصال عن الشمال أو بحكم ذاتي ضمن نظام فدرالي بالنسبة لبعض فصائله- بوثيقة تمثل "إجراءات الحد الأدنى" المطلوب إقرارها كي يشارك الحراك الجنوبي بكافة مكوناته بالحوار الوطني.
وتضمنت الوثيقة عدة مطالب منها "الاعتراف الصريح بحق شعب الجنوب في تقرير مصيره، وعدم التعرض للحراك الجنوبي السلمي" و"الإعلان عن اعتبار من سقطوا في ساحات النضال السلمي في الجنوب شهداء يتم تعويض أسرهم" و"الإفراج عن ما تبقى من المعتقلين".
كما تضمنت القبول بمبدأ "الحوار الجنوبي الشمالي" بالمناصفة بين الطرفين واعتبار "القضية الجنوبية قضية سيادية تتعلق بقضية الوحدة المعلنة بين دولتي الشمال والجنوب". وطالبت الشخصيات بعقد جلسات الحوار بشان القضية الجنوبية خارج اليمن برعاية مجلس التعاون الخليجي أو الجامعة العربية أو الأمم المتحدة.
ويفترض أن يقود الرئيس هادي حوارا وطنيا بموجب اتفاق انتقال السلطة لتعديل دستور البلاد، وحل القضايا الشائكة الرئيسية من القضية الجنوبية والتمرد الحوثي في الشمال.
وكان جنوب اليمن مستقلا حتى العام 1990 حين تم توقيع اتفاق وحدة طوعي مع الشمال، تزامنا مع انهيار الاتحاد السوفياتي الذي كانت دولة الجنوب تدور في فلكه. وفي 1994، قمع الرئيس السابق علي عبد الله صالح محاولة لانفصال الجنوب من جديد.
المصدر: وكالات: