علي ناصر:اذا حدثت فوضى باليمن فلن يكون الجنوب جنوباً ولا الشمال شمالاً
أكد الرئيس علي ناصر محمد في كلمته التي القاء الذي عقد اليوم جمال بن عمر مع القيادات الجنوبية في العاصمة المصرية القاهرة على ننبذ العنف والقوة وكل ما يمكن أن يؤدي إلى القتل والحروب. وقال في كلمته أننا بذلنا مع غيرنا من الخيرين من أبناء الجنوب والشمال جهوداً طويلة ومضنية في الداخل والخارج، وتقدمنا بافكار ومقترحات عديدة لحل القضية الجنوبية العادلة لتوحيد الصف الجنوبي، ولعل أفضل ما توصلنا إليه حتى الآن من وجهة نظري هو ما بلوره المؤتمر الجنوبي الأول المنعقد في القاهرة خلال الفترة 20 - 22 نوفمبر 2011م ومازلنا نبذل المزيد من الجهود مع كافة الطيف الجنوبي لعقد مؤتمر جنوبي شامل تنبثق عنه رؤية وطنية جنوبية ومرجعية واحدة لقيادة مهام المرحلة القادمة والتفاوض بشأن القضية الجنوبية وايجاد تسوية عادلة لها ترضي الشعب في الجنوب. واضاف قائلاً:لا بديل عن الحوار والتفاهم طريقاً للوصول إلى حلول ناجعة للنزاعات السياسية، ونقول هنا من واقع تجارب صراعاتنا الماضية في الجنوب والشمال وبين الجنوب والشمال ومن واقع تجارب الشعوب الأخرى التي مرت بمثل تجاربنا أن الحلول كانت في الأخير سياسية وعبر الحوار...
نص الخطاب:- سعادة السفير جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الاخ العزيز الأستاذ فخري كريم الأخوة والأخوات المشاركين في هذا اللقاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أرحب بكم أجمل ترحيب في هذا اللقاء الذي يجمعنا في القاهرة بمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص باليمن بحضور عدد من القيادات السياسية في داخل الوطن وخارجة، لنطرح على بساط البحث والمناقشة الأهمية المتزايدة التي تكتسبها القضية الجنوبية، وموقف الجنوبيين من الحوار الوطني المزمع عقده، لكي نبلور أفضل السبل والوسائل التي تضمن تحقيق أهداف شعبنا المشروعة. أيها الأخوة ... لقاؤنا اليوم هنا في القاهرة مع سعادة السفير جمال بن عمر، هو استمرار للقاءات عديدة ولجهود اقليمية ودولية بدأت كما هو معروف في القاهرة، ثم في بوتسدام بالمانيا وتواصلت في الاردن وفي القاهرة مرة اخرى، والتي دارت حواراتها حول الحوار الجنوبي الجنوبي، والموقف الجنوبي من الحوار الوطني، ونحن اذ نقدر الجهود الاقليمية والدولية بهذا الشآن نتطلع إلى المزيد من اهتمام المجتمع الدولي للمساعدة في حل القضية الجنوبية التي نعتبرها أساس أي حل للأزمة اليمنية. كما تعلمون أيها الأخوة نحن دعاة حوار، وننبذ العنف والقوة وكل ما يمكن أن يؤدي إلى القتل والحروب، ويشهد على ذلك النضال السلمي الطويل الذي يخوضه شعبنا في الجنوب منذ عام 2007م بالرغم مما تعرض ويتعرض له من عنف وقتل واعتقالات على يد النظام. لقد اطلقنا دعوات مبكرة جداً بعد شهر فقط من انتهاء حرب صيف العام 1994م الظالمة على الجنوب إلى الحوار وإلى معالجة اثار تلك الحرب ونتائجها الوخيمة، وأكدنا حينها أن الحرب حسمت عسكرياً ولكنها لم تحسم سياسياً وأن المنتصر في هذه الحرب مهزوم وهذا ما اثبتته الاحداث اللاحقة التي شهدتها اليمن حيث بلغ مستوى القهر والظلم والاقصاء والاعتداء على الهوية والتاريخ حداً لا يطاق مما استوجب انطلاق الحراك الجنوبي السلمي في الجنوب وثورة شباب التغيير السلمية في الشمال والجنوب على حد سواء. تعلمون أيضاً أننا بذلنا مع غيرنا من الخيرين من أبناء الجنوب والشمال جهوداً طويلة ومضنية في الداخل والخارج، وتقدمنا بافكار ومقترحات عديدة لحل القضية الجنوبية العادلة لتوحيد الصف الجنوبي، ولعل أفضل ما توصلنا إليه حتى الآن من وجهة نظري هو ما بلوره المؤتمر الجنوبي الأول المنعقد في القاهرة خلال الفترة 20 - 22 نوفمبر 2011م ومازلنا نبذل المزيد من الجهود مع كافة الطيف الجنوبي لعقد مؤتمر جنوبي شامل تنبثق عنه رؤية وطنية جنوبية ومرجعية واحدة لقيادة مهام المرحلة القادمة والتفاوض بشأن القضية الجنوبية وايجاد تسوية عادلة لها ترضي الشعب في الجنوب. أيها الاخوة والاخوات أكدت في كلمتي في اجتماعنا بلجنة الاتصال للحوار الوطني المنعقد في القاهرة في 23 يونيو 2012م، وأكرر ذلك الآن أمامكم .... أن لا بديل عن الحوار والتفاهم طريقاً للوصول إلى حلول ناجعة للنزاعات السياسية، ونقول هنا من واقع تجارب صراعاتنا الماضية في الجنوب والشمال وبين الجنوب والشمال ومن واقع تجارب الشعوب الأخرى التي مرت بمثل تجاربنا أن الحلول كانت في الأخير سياسية وعبر الحوار... وأكدت في ذلك اللقاء، وفي لقاءات عديدة مع سفراء الدول الأوروبية أنه للشروع في أي حوار لابد من اتخاذ خطوات ملموسة لبناء الثقة حتى يلمس الشعب مدى جدية السلطة وبقية الأطراف الأخرى، ومدى الفائدة من الحوار خاصة ما يخص القضية الجنوبية العادلة وبقية القضايا العالقة، وقلت وأكرر وأشدد على ذلك هنا أيضاً إن عدم القيام باجراءات جدية لاستعادة الثقة لايسهل مهمة الحوار لهذا فإن المطلوب من القيادة التي آلت إليها الأمور أن تسارع إلى اتخاذ اجراءات جدية وملموسة لتسهيل مهمة الحوار الوطني. وسبق أن قدمناها الى القيادة الجديدة، ونترك الحديث للأخوة المشاركين معنا في هذا اللقاء. في الختام نعود ونؤكد على أن طريق الحوار وحل المشاكل بالطرق السلمية، هو الطريق الأفضل الذي لا طريق سواه، ونحن نتمسك بهذا الخيار ولكن في المقابل لابد من اجراءات لبناء الثقة ومرجعيات ضامنة، ولابد من آليات تنفيذية للحوار والتفاوض يتم الاتفاق عليها وأيضاً من جهات دولية واقليمية ضامنة، ما لم فإن الأمر سينتهي بنا إلى الفوضى أو على الاقل إلى المجهول ولا أظن أن أحداً يرغب في ذلك لا في اليمن ولا في خارجه، واذا حدث مثل هذا لا سمح الله فلن يكون الجنوب جنوباً ولا الشمال شمالاً ... وسيكون تأثير ذلك كبيراً على المنطقة باسرها في الجزيرة العربية وفي البحر الاحمر وباب المندب والقرن الافريقي لما يتمتع به اليمن من موقع استراتيجي مهم فاستقرار اليمن هو استقرار للمنطقة وضمان للمصالح الدولية. والسلام عليكم ورحمة الله الرئيس علي ناصر محمد القاهرة 9 نوفمبر 2012