قصة عدن الموجوعة..!!
حقيقة هي و لا تحوي من الخيال أو المبالغة أي شيء عدن موجوعة ، عدن لم تعد تلك المدينة التي تعرفونها، وهنا سأحكي لكم حكايتها واقع نعيشه بعيداً عن أكاذيب الإعلام و حديث يقال. من هنا من عدن أحدثكم عن حرب عبثية طالت كل شيء في هذه المدينة الهادئةحرب لا نعلم حتى اللحظة هدفها أو من المستفيد منها.
حرب2015 على مدينة عدن تصورناها بداية زوبعة ستنتهي لكننا فوجئنا بجيش يهجم علينا من كل صوب و اتجاه.
رأيتهم بعيني يخرجون بالدبابات من المعسكرات القريبة من سكننا أوهمونا بوجود جيش سيحمينا، و ما كان أحد في الجبهات سوى شباب يحملون السلاح لأول مرة لمواجهة عدو جاء لإبادتنا دون رحمة.
مضت أيام وكنا نمنع من الخروج من بيوتنا من الساعة السابعة مساء حتى السابعة صباحاً خلال أيام فقط نال الدمار الكثير من المناطق المعروفة في هذه المدينة. منها المعلا و كريتر و خور مكسر
دمار تسبب به جميع الأطراف المشاركة بهذه الحرب العبثية جيش اليمن الخائن و التحالف العربي الذي قيل بأنه جاء لينقذنا و بدأت المعاناة الحقيقية بعد عشرة أيام فقط.
إنعدم كل شيء هنا مثل البر و الدقيق و أساسيات الحياة بترول، غاز، ماء و كهرباء و إنقطاع شبكات الاتصال
كل يوم نسمع صوت صواريخ التحالف التي لم نعرف حتى اللحظة كيف يمكن للمرء أن ينام دون خوف بسببها
فترة بسيطة مرت و إذا بصديقتي تتصل بي تبكي بحرقة بعدما تم السيطرة على خور مكسر من قبل الجيش اليمني الخائن الموالي للنظام السابق.
تم إخلاء خور مكسر من سكانها بالقوة بعد حصارهم أسبوع كامل ،و نزح العديد منهم إلى مناطق سكنية أخرى في عدن منها المنطقة التي نعيش فيها وصل عدد النازحين بالآلاف، و هكذا عشنا لأسابيع لا نرى كهرباء إلا ساعات معدودة والماء ينقطع لأيام.
في حر عدن الشديد كانت المعاناة فوق طاقتنا كنا نطبخ وجبة واحدة من دقيق القمح الأحمر الذي لم يكن متوفر بل تم بيعه بأسعار غالية هذه الوجبة نأكلها صباحاً و نأكل ما تبقى منها في الليل أحببناها و اعتدنا عليها إما نأكلها على شاي أو كما هي.
أما النوم فكان الكابوس الذي نخشاه كي لا يتم إيقاظنا بفزع بإنفجار صاروخ يهز المدينة بأكملها
إنعدمت الخضروات تماماً.
كما إنعدم قبلها كل شيء أساسي في المحلات التجارية عشنا في عدن في حصار و خوف و جوع منعوا عنا كل شيء حرب خبيثة من عدة أطراف، و المصيبة أن إحداها جيشنا اليمني .
عدن لا يوجد فيها بقعة أرض أو مكان إلا وقد تم تدميره و انتشرت الأمراض بكل مكان يكذبون إعلامياً عن سيطرة المقاومة بينما التقدم لهم.
كل المساعدات لم تصل إلى عدن من بداية الحرب عدا قبل أسبوعين لأول مرة تصل، وفي النهاية باعوها للناس بأسعار مضاعفة وصل كيس الدقيق ل 18000.
قررنا الخروج من عدن بعد معاناة دامت ثلاثة أشهر، ويوم سفرنا لم نجد سيارة توصلنا وبآخر لحظة وجدنا واحد وأخذ على الشخص الواحد18 ألف ريال واحتسب حمولة الشنط لوحدها، وبعدها بدأت رحلة 16 ساعة من العذاب إلى المكلا صادفنا خلالها أكثر من ثلاثين نقطة تابعة للجيش الخائن.
سلكنا طريق صخري نصفه دمار كنا نرى الدمار في كل مكان من حولنا و كانت والدتي تبكي، و مالم أكن أتوقعه أن يكون هناك رجل يمني لا يحترم وجود عائلة في السيارة.
تم تفتيش سيارتنا و أغراضنا في كل نقطة مررنا بها و كان يتم رمي بعض الكلام المستفز لأخي، و أطلقوا الرصاص علينا مرة بعد تجاوزنا لنقطة لم ننتبه لتواجدها..
لن أنسى تلك النظرات الحاقدة منهم و لن ننسى أبداً ما تجرعناه بسببهم.. حتى اللحظة لا أستطيع أن أقول بأني بخير لأنني حقيقة لم أتخلص من وجع و قهر تلك الأيام.
هل تعلم ماذا يعني أن تفقد كل شيء في حياتك؟
أن تفقد الأمان؟
ضحايا الحروب وحدهم يعلمون ذلك…
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها