الحوثيون يحشدون بصنعاء ويدفعون بعناصرهم المسلحة لاقتحام العاصمة واسقاطها
استبعد محللون يمنيون أن يتمكن الحوثيون من إسقاط العاصمة صنعاء، وقلل بعضهم من قيمة تحركاتهم الميدانية وقيامهم بتخزين السلاح والدفع بالعناصر المسلحة حول صنعاء وداخلها، وأكدوا أن موازين القوى في صنعاء تغيرت بعد الثورة السلمية التي أطاحت بالرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وكانت تقارير إعلامية تحدثت مؤخرا عن تحركات عسكرية للحوثيين في مناطق قبلية حول العاصمة صنعاء، بينها منطقة سنحان -التي يتحدر منها الرئيس السابق صالح- وذكرت أنهم يقومون بتخزين أسلحة خفيفة ومتوسطة في عدة مناطق وأحياء وسط صنعاء.
وتزامنت هذه التحركات مع قيام الحوثيين يوم السبت الماضي بالاحتفال بما يسمى 'عيد الغدير' الذي يوافق 18 ذي الحجة من كل عام، ورأى مراقبون أن إصرار الحوثيين على الاحتفال بهذه المناسبة عبر حشد أنصارهم وبإطلاق العيارات النارية والمفرقعات، هي محاولة 'لاستعراض القوة'، وهو ما أدى إلى اشتباكات بين الحوثيين ومجاميع قبلية محسوبة على حزب الإصلاح في عدة مناطق، وخصوصا في منطقة نهم شمال صنعاء، التي حاول الحوثيون المرور منها باتجاه العاصمة.
استبعاد
واستبعد الخبير العسكري العميد محسن خصروف في حديث للجزيرة نت إسقاط صنعاء، وقال 'لن تسقط صنعاء بقبضة الحوثيين، ليس لأن الحوثيين لا يريدون ذلك، بل لأنه من المستحيل أن يحققوا أي نجاح، إلا بدعم من قوة عسكرية رئيسية، وذلك غير ممكن عمليا لأنه ممنوع دوليا الحرب الأهلية في العاصمة صنعاء'.
وأشار إلى وجود نوع من التحالف بين الحوثيين وأحمد علي عبد الله صالح -قائد الحرس الجمهوري- في مواجهة حزب الإصلاح الذي يمثل 'الإخوان المسلمين'.
وبشأن حجم وجود الحوثيين في صنعاء، وخاصة حضورهم وسط سكان صنعاء القديمة، وانضمام الموالين لصالح إلى الحوثيين، قال 'إن الحوثيين ليسوا بتلك الكثرة، لكن الذي حدث أن كل الذين كانوا يتجمعون في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء تأييدا للرئيس السابق صالح قد صاروا حوثيين'.
وكشف أن 'الشيخ علي مقصع شيخ مشايخ قبيلة سنحان، وخال الرئيس السابق علي عبد الله صالح زار صعدة مؤخرا وقابل الحوثي وبرفقته 25 طاقما مسلحا من قبيلة سنحان' وهو ما يعكس حقيقة التحالف بين أنصار صالح والحوثيين.
وأكد خصروف استحالة سيطرة الحوثيين على صنعاء، أو حتى بيد الموالين لعلي عبد الله صالح، حتى وإن انضم الحرس الجمهوري بكل قواته بجانب الحوثيين، وقال إن الحرس الجمهوري لا يستطيع دخول معركة لاستعادة السلطة، لأن موازين القوى تغيرت في صنعاء، كما أن المجتمع الدولي لن يسمح بذلك.
وأشار إلى وجود قوات الفرقة الأولى مدرع، المؤيدة للثورة السلمية، والتي خاضت العام 2011 معارك مع قوات صالح، إلى جانب أن قوات الأمن المركزي وشرطة النجدة قد خرجت من سيطرة أعوان صالح بعد إقالة قياداتها، إلى جانب ضم ألوية من الحرس الجمهوري تحت إمرة الرئيس عبد ربه منصور هادي.
افتعال
وتحدث مدير مركز 'أبعاد للدراسات' بصنعاء، عبد السلام محمد، عن منطلقين لجماعة الحوثي من وراء سعيها إثبات وجودها كقوة بصنعاء، الأول محلي يتمثل في عرقلة انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الذي حدد له الشهر الجاري وذلك بافتعال مواجهات عسكرية بالعاصمة، وكل ذلك بالتنسيق مع بقايا نظام صالح وأقاربه بالحرس الجمهوري وأجهزة المخابرات.
واعتبر أن الحوثيين يسعون لتحقيق هدفهم المتمثل في نيل اعتراف رسمي بحكم ذاتي لهم في محافظة صعدة، ولذلك هم يسعون لتحقيق مكاسب ميدانية بمحافظات أخرى، وعبر إحداث فجوات أمنية في العاصمة صنعاء.
وأشار عبد السلام محمد في حديث للجزيرة نت إلى أن الحوثيين دفعوا بعناصرهم من عدة محافظات لتعزيز وجودهم في صنعاء، إلى جانب استيعاب أنصار صالح ممن فقدوا مصالحهم بسبب الثورة، وبالتنسيق مع أجهزة عسكرية وأمنية لا يزال أعوان النظام السابق يسيطرون عليها، والذين يوفرون للحوثيين الدعم المالي والسلاح والمعلومات الإستخباراتية.
بينما المنطلق الثاني لتحركات الحوثيين في صنعاء هو منطلق خارجي، ويرتبط بالوضع في سوريا، وأوضح محمد قائلا 'كلما تقاربت مؤشرات انهيار نظام الأسد في دمشق، تقوم إيران بدفع حلفائها في المنطقة بالتحرك لإرباك المجتمع الدولي بافتعال أحداث عنف في اليمن ولبنان والبحرين، وتخويف أميركا والعرب من آثار سقوط النظام السوري'.