صالح والحوثيون.. تحالف بلا قناع
هل كان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ينتظر استهداف طائرات التحالف منزله في العاصمة صنعاء ليخرج كاشفا المكشوف عن تحالفه مع جماعة الحوثيين؟ السؤال على طرافته يحمل الإجابة التي يجمع عليها اليمنيون بأن المخلوع لم يخلع غطاء، فالكل مكشوف.
ترى أوساط يمنية واسعة أن الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح لم يفش سرا عندما أعلن تحالفه مع الحوثيين، معتبرين هذا الإعلان "تأكيدا للمؤكد وسقوطا للقناع عن هذا التحالف الذي طالما نفاه الطرفان في أكثر من مناسبة".
وظهر صالح في تسجيل فيديو أول أمس الأحد بعدما قصفت قوات التحالف منزله في صنعاء معلنا أنه سيكون حليفا "لكل من يقف ضد العدوان الخارجي"، وذلك في أول إشهار ضمني لتحالفه مع جماعة أنصار الله (الحوثيين).
وأكد المواطن عبد الحكيم الخديري أن اليمنيين "يدركون يقينا أن من يقود الحرب ضد اليمنيين في عدن وصنعاء وباقي المناطق بهدف السيطرة على البلاد هو قوات الجيش الموالية للمخلوع صالح وليس الحوثيون وحدهم من يقومون بذلك".
فزاعة
وقال للجزيرة نت "الحوثيون ورقة من أوراق صالح يحاول استخدامها للعودة إلى السلطة، وكفزاعة استخدمها صالح خلال السنوات الأخيرة من حكمه ولا يزال حتى الآن ضد دول مجلس التعاون الخليجي وبالأخص المملكة العربية السعودية".
ويرى سياسيون أن ظهور صالح العلني أمام ركام منزله بعد الضربة يأتي في سياق اللحظة التي رأى من خلالها فرصته المناسبة لإزاحة قناع التحالف مع الحوثيين ومحاولة توظيف الحدث بهدف استمالة العواطف واستغلال المواقف للظهور بمظهر الضحية.
وقال الناشط السياسي بعدن أحمد جعفان إن "صالح قد حسم موقفه المتحدي والنهائي تجاه السعودية والتي حسمت هي الأخرى أمرها تجاهه من خلال وضعه ضمن أهداف عاصفة الحزم بعد قناعة راسخة بأن مجرد بقائه على قيد الحياة أصبح يشكل مصدر خطر وتهديد".
وأضاف للجزيرة نت "صالح أعلن من خلال هذا الظهور طبيعة دوره القادم كأمير حرب لا يقل شأنا عن بشار الأسد، وأنه يملك زمام التهديد والفعل القادر على نشر الحرائق وإشعال حرب تعم المنطقة في استدعاء صريح لحرب إقليمية في اليمن بين السعودية وإيران، وأهم الرسائل هي تلك التي تحدى ودعا فيها السعودية لخوض المواجهة البرية وتأكيد تحالفه مع الحوثيين ومن ثم التهوين من أثر ونتائج الضربات الجوية التي تحدث عنها بلهجة أقرب إلى السخرية والاستخفاف باعتبارها دليل جبن وخوف من المواجهة الحقيقية بريا".
دور الضحية
من جانبه، قال رئيس تحرير صحيفة "عدن الغد" فتحي بن لزرق إن صالح حاول عبر الظهور السريع أمام حطام منزله "استغلال الحدث للظهور بمظهر الضحية والتأثير على مشاعر عامة الناس لكسب ودهم، وذهب إلى أبعد من ذلك حينما أعلن من نفس المكان التبرع بمليون دولار في محاولة لدغدغة مشاعر البسطاء".
واعتبر ظهور صالح وإعلانه رسميا التحالف مع الحوثيين "انتحارا سياسيا ذهب إليه الرجل لأنه لن يغير من المعادلة السياسية شيئا كون أن التحالف موجود على الأرض منذ سنوات، وصالح أراد عبر الإعلان الرسمي إيهام الناس أن معركته بدأت في حين أنها في نهايتها وخاسرة، ولا أعتقد أن صالح سينجح في تحقيق أي مكاسب لأن الناس ببساطة أمام انهيار تام للبلد يرى المواطن أن صالح والحوثيين سببه الأول".
وفي السياق ذاته، يرى الكاتب والمحلل السياسي فؤاد مسعد في ظهور صالح "محاولة تقديم نفسه لأنصاره وحلفائه باعتباره المسؤول الأول في المواجهات المسلحة والخصم للمقاومة الشعبية والتحالف العربي، خاصة بعد أن باءت جميع محاولاته في الحصول على مخرج آمن بالفشل".
وأضاف "مشكلة الرئيس المخلوع أنه في مختلف الممارسات التي يقوم بها لم يستوعب أنها لم تعد مقبولة ولا يمكن أن تنطلي على أحد، معتبرا أن حديثه عن عزمه البدء في الحرب بالتحالف مع الحوثيين أثبت حقيقة لا يختلف بشأنها اثنان من اليمنيين والمتابعين للشأن اليمني كونهم يدركون من قبل أن صالح حليف للحوثيين".
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها