اليمن في ظل سيطرة الحوثيين .." الجحيم المغلقة على العالم "

لا يبدو اليمن بخير في وجود المتمردين الحوثيين وسيطرتهم على مساحات من جغرافيا شاسعة منه وتحكمهم عمليا بالقرار السياسي في العاصمة صنعاء ، فالشوارع العامة مقفرة ورحى الحرب تدور في محافظات عديدة ابرزها عدن وتعز ومارب والبيضاء وشبوة والأزمة الانسانية في تفاقم مخيف مع انسداد اي امل بامكانية تلافي الانهيار في ظل تعنت المتمردين الحوثيين والاستمرار في مشوار المكابرة التي قد تهدم اليمن فوق رؤوس الجميع .

وتتعدد نوافذ الغصة التي اجتاحت نفوس اليمنيين خلال الاشهر الاخيرة فالمتمردين الذين سيطروا على السلطة في سبتمبر من العام الماضي فتحوا على اليمنيين نوافذ الجحيم والغصة وساقوهم الى عذابات وكوارث شتى حتى تحول اليمن الى ما يشبه " الجحيم المغلقة " على العالم والمستعرة على جلود الناس الذين افاقوا بعيد انتفاضة وردية حالمة وجميلة على سقوط  الدولة في يد المليشيات الحوثية المرتبطة بايران والتي لا يحمل اليمنيون لها الكثير من الود والرضا خصوصا وانها تستند في توسعها وفرض إرادتها ورغباتها على المدفعية الثقيلة وترفض كل الدعوات لتحولها الى كيان مدني سياسي على غرار ما هو حاصل مع بقية القوى والمكونات اليمنية

وعكست حالة المغادرة الشاملة للسفراء واغلاق معظم السفارات ابوابها في العاصمة صنعاء الخيبة الدولية من مآلات المشهد السياسي في اليمن وتدهور الاوضاع الامنية بعيد احكام الحوثيون قبضتهم على مؤسسات الدولة وأجهزتها التنفيذية وشروعهم في اختراق مؤسستي الجيش والامن وتحويلهما الى اجهزة تابعة للمليشيات ومنفذة لرغباتها ومشروعها الذي يتسم بالعنف والإقصاء والاجهاز على الهامش الديمقراطي المتمثل في مشهد الحريات العامة وفلسفة المواطنة المتساوية امام قوانين الدولة .

وكان الحوثيون ومليشياتهم الدينية قد تمكنوا من اسقاط العاصمة اليمنية صنعاء واغتصاب مؤسسة الرئاسة ومنازعة الرئيس هادي شرعيته وصولا الى وضعه تحت الاقامة الجبرية لاسابيع طويلة قبل ان يتمكن من الافلات من قبضتهم والهروب الى مدينة عدن في عملية غامضة لا احد يعرف تفاصيلها الحقيقية حتى الان .

وتبدو اليمن في ظل حكم الحوثيين دولة مغلقة لا احد يسافر اليها او يستطيع الخروج منها فالحوثيون الذين يسيطرون على المطارات والمنافذ البحرية يخضعون كل من يرغب في السفر الى التحقيق والتفتيش ويمنعون كل من يشتبهون بمناهضته لهم من السفر كأقل عقوبة في حال لم يقوموا باختطافه ونقله الى مكان مجهول ومنعه من التواصل مع اهله وذويه .

ويظهر معظم اليمنيون تأييدهم لعمليات التحالف العربي ضد الحوثيين ويجاهرون برغبتهم في ان تتوقف هذه العمليات على جثث جميع القادة الحوثيين والا تنتهي قبل ان تمحو مليشيات الحوثي من الخارطة اليمنية كون حالة الاستقرار في نظرهم مرتبطة بانهيار هذه المليشيات على نحو كامل .

وشهدت اليمن خلال الاسابيع الماضية تظاهرات حاشدة تأييدا للمقاومة الشعبية والتحالف العربي المناهض للحوثيين وايران في اليمن .
وشوهد في اشرطة فيديو الاف اليمنيين وهم يرفعون لافتات تعبر عن ارتياحهم لحالة الانهيار التي تتعرض لها المليشيات الحوثية تحت ضربات التحالف العربي والمقاومة الشعبية في عدد من محافظات ومدن البلاد ومطالبتهم باستمرارها .

ولا يرغب اليمنيون بأي حضور سياسي او عسكري للحوثيين مستقبلا وتفيض ذاكرتهم بسلسلة مهولة من المآسي والفضائع التي ارتكبها الحوثيون بعيد استيلائهم على السلطة حيث حولوا البلاد الى جحيم مغلقة على العالم ومستعرة فوق رؤوسهم وجلودهم.