لماذا لا يتعاطف اليمنيون مع قوات الحرس الجمهوري ؟

قبل سقوط محافظة عمران اليمنية وهي التي تشكل سياج الجغرافيا المحصنة للعاصمة صنعاء كان امين العاصمة عبد القادر هلال المعروف بولائه لجماعة الحوثيين منشغلا بعمل لوحات معدنية على أرصفة الشوارع الرئيسية بصنعاء تتحدث عن حيادية الجيش وتجنب الدخول في اي صراعات بين المكونات السياسية في البلد .
وحين سقط اللواء 310 بقيادة الضابط المتقدم في السن حميد القشيبي واجتاحت المليشيات المسلحة عاصمة محافظة عمران انقشع الضباب الذي كان يلف العملية وتبين ان اللواء تعرض لخيانه من معسكر الامن المركزي الواقع على مدخل عاصمة المحافظة ، تقول المعلومات ان الامن المركزي سلم مواقعه للحوثيين تاركا لهم العتاد ايضا لاستخدامه في معركة اسقاط 310 والسيطرة على عمران .
ولم تكن هذه الوحدة العسكرية تابعة لوزير الداخلية بل كانت تأتمر بأوامر الرئيس السابق وأبناء اخيه المقالين منها منذ مدة طويلة .
ايا تكن قوة جماعة الحوثي فان الحديث عن إسقاطها للمحافظات والمدن اليمنية بالكيفية والسرعة التي حدثت وشاهدها اليمنيون والعالم بجهود ذاتية هي اشبه بقصة اسطورية بنيت على الخرافة والوهم .
اما اليمنيون فلا يبدو عليهم الاستعداد لهضم هذه الخرافة ومع اول استذكار لما حدث تذهب أذهانهم في البحث عن الرئيس السابق وقوات الحرس الجمهوري الموالية له ؛ اذ يعتقد غالبية اليمنيين ان الحرس الجمهوري الموالي لصالح لعب دورا محوريا في تسليم المدن والمحافظات اليمنية للمليشيات الحوثية المتمردة ، ويستدلون على ذلك بأن الحرس الجمهوري لم يطلق رصاصة واحدة منذ كان الحوثيون يدكون منطقة دماج في صعدة بالمدفعية وحتى سقوط صنعاء وسيطرة الحوثيين على كافة المنشآت المدنية والعسكرية فيها .
وتعد قوات الحرس الجمهوري - الهدف الاكبر لعاصفة الحزم الى جانب مليشيات جماعة الحوثيين - أضخم وحدة عسكرية في الجيش اليمني واكثرها تحديثا وتسليحا
واعتمد الرئيس السابق صالح عليها في تثبيت نظام حكمه وعمل على تسلحيها وبناءها بطريقة حديثة ومحترفة واضعا لها موازنة خاصة الى جانب ماتتلقاه من وزارة الدفاع اليمنية ؛ ورغم ان الحرس الجمهوري قوة عسكرية ضمن وزارة الدفاع الا انها لك تخضع في ايما يوم من الايام لقيادة وزارة الدفاع وظلت على الدوام قوة عسكرية لحماية صالح وعائلته وترتبط بوزارة الدفاع على نحو شكلاني فقط .
ومنذ العام 2004 بعد اقالة علي صالح الأحمر من قيادة الحرس وهذه الوحدة العسكرية تخضع لقيادة نجل الرئيس السابق الذي صنع لها عقيدة قتالية متجردة تماما من البعد الوطني لصالح تثبيت نفوذ نظام والده الذي كان هو الاخر يرتب لنقل السلطة الى نجله بمجرد ان يستشعر اعراض الموت على جسده .
ويلاحظ في الشارع اليمني انعدام اي وجود للتعاطف مع قوات الحرس الجمهوري التي تتعرض منشآتها ومواقعها للقصف وغالبا ما ابدى اليمنيون حماسة كبيرة لاي مشروع بامكانه تفتيت هذه الوحدات واعادة هيكلتها وتنظيمها بعيدا عن ولاءاتها القديمة وعقيدتها النتنة والمتمثلة في حماية رجل وعائلته غادروا مواقعهم في السلطة قبل اعوام ولم يعد لهم اي علاقة بمؤسسات السلطة والدولة برمتها .
وكان وزير دفاع المملكة العربية السعودية قد كشف عن عرض تقدم به نجل صالح لمواجهة الحوثيين عبر هذه القوات وذلك بعد تشتيتهم في أصقاع اليمن كاشفا من حيث لا يدري طبيعة وحجم الدور الذي لعبته هذه القوات في تسليم العاصمة صنعاء والمدن اليمنية للمليشيات الحوثية المرتبطة بايران وهو الامر الذي اثار غضب السعوديين كما تكشف عاصفة الحزم الذي تدك بلا هوادة مواقع ومنشآت الحرس الجمهوري على امتداد البلاد .
اما اليمنيون فلن تبارح ذاكرتهم الطريقة التي سيطر المتمردون الحوثيون بها على السلطة وكيف تحولت قوات الحرس الجمهوري الى سلم لهؤلاء المتمردين على نحو يمكن العثور على وصف مناسب لها إلا انها " دياثة " لا يماثلها اي مشهد في التاريخ .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها