المدنيون والخدمات أبرز ضحايا معركة عدن
تقف مدينة عدن على أعتاب أزمة معيشية حادة، حيث تعاني من نقص شديد في السلع الأساسية، وانهيار الخدمات الطبية فضلا عن انقطاع الكهرباء وماء الشرب. جراء المعارك العنيفة التي شهدتها في الأيام الماضية.
تراجعت حدة المعارك في مدينة عدن إثر انسحاب الحوثيين من وسط المدينة تحت وطأة قصف بارجة حربية استهدفت قواتهم في منطقة العلم المدخل الشرقي لمدينة عدن. وسط بوادر أزمة طاحنة في الأوضاع المعيشية والإنسانية تعصف بسكان المدينة.
وأفادت مصادر محلية بأن الحوثيين انسحبوا من منطقة كريتر وسط المدينة إلى حي خور مكسر بعد اشتباكات مع المقاومة الشعبية. خلفت 182 قتلا و1285 مصابا حتى الآن، وذلك وفق تصريحات مدير مكتب الصحة والسكان بعدن، الخضر ناصر لصور.
آليات عسكرية تابعة للقوات الموالية للحوثيين على مداخل منطقة حقات بكريتر عدن (الجزيرة)
انهيار الخدمات
وقال مثنى باظريس، المسؤول الإعلامي للمؤسسة الطبية الميدانية في عدن والتي تعمل في مجال الإغاثة والإسعافات ومعالجات سوء التغذية "إن أرقام أعداد الضحايا تتصاعد بشكل مخيف جداً معظمهم من المدنيين".
وأشار باظريس -في حديث للجزيرة نت- إلى أن من بين هؤلاء الضحايا اثنين من الطواقم الطبية قتلا أمس برصاص قوات الأمن المركزي الموالية للحوثيين -بحسب شهود عيان- أثناء محاولتهما إسعاف عدد من الجرحى في دوار مدينة المنصورة، إحدى مديريات محافظة عدن.
وأضاف، "نحن ندين وبشدة ما تتعرض له الطواقم الطبية الإسعافية التي تقوم بخدمات جليلة تجاه المصابين، كما نوجه نداء عاجلا إلى كل المنظمات الدولية للتدخل العاجل لإغاثة أبناء عدن ومناطق الصراع، وذلك لما تعانيه من نقص حاد في الأدوية والأطباء وسيارات الإسعاف".
وبموازاة الاضطرابات الأمنية تعيش مدينة عدن أوضاعا معيشية وأزمة اقتصادية خانقة، في ظل اختفاء العديد من السلع التموينية من الأسواق، وانعدام المشتقات النفطية والغاز المنزلي، كما تعاني معظم المديرية من انقطاع التيار الكهربائي ومياه الشرب.
وقالت مصادر عاملة بمؤسسة المياه بعدن أمس إن قوات موالية لصالح والحوثيين تمركزت في محطة برزخ بمنطقة جبل حديد وتسببت في انقطاع مياه الشرب كليا عن ثلاث مديريات بعد رفض الحوثيين السماح لعمال المؤسسة بتشغيل مضخة المياه.
ويرجع مراقبون ومحللون السبب في التقدم الذي أحرزه مؤخرا مسلحو الحوثي بمساندة قوات موالية للرئيس المخلوع علي صالح في عدن إلى حدوث بعض التغييرات في المشهد، والتي غيرت مدخلات الصراع، وهي بصفة خاصة غياب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي وأسر وزير الدفاع محمود الصبيحي.
بعض من آثار المعارك التي تتسع في منطقة كريتر بعدن (الجزيرة)
الصمود لأسبوع
وقال أستاذ علم الاجتماع السياسي عبد الباقي شمسان إن غياب وزير الدفاع أثر تأثيرا كبيرا على إيقاع المعركة في ظل عدم وجود مقاومة منظمة أو دعم لوجستي لها. كما أن دول التحالف في هذه المرحلة لا تستطيع تقديم أكثر مما تقدمت به حتى الآن.
وأكد -في حديث للجزيرة نت- أنه "لا بد من إضعاف قدرات الحوثيين وصالح من حيث القدرات النوعية والتنظيمية واللوجستية. ولا مفر في هذه المرحلة من صمود المقاومة لأسبوع وتحمل كل الخسائر، حتى تصبح بعد ذلك الجغرافيا مفتوحة للسيطرة المكانية عليها".
ويرى أن من شأن هذا الأمر أن يغير مدخلات المعركة من حيث إمكانية وجود قيادة في الميدان وتنسيق مع بقية الجبهات في تعز ومأرب وشبوة وغيرها، بما يوفر ويغلب فرص الانتصار.
وأضاف "أعتقد أن الدخول البري أيضاً من قبل دول التحالف بحاجة لهذه الفترة لنفس الأسباب السابقة، ولكن يمكن تقديم إسناد من البحر خلال الأيام القادمة، وعلى ضوء نتائج المعركة يتم الدخول البري أو الاكتفاء بالإسناد والإمداد البحري والجوي، لمختلف الاحتياجات العسكرية والصحية والغذائية".
المصدر : الجزيرة
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها