القصة الكاملة لمقتل الشهيدة فيروز بعدن
قال شاهد عيان من الساكنين بجوار منزل الشهيدة فيروز ناصر عمر بمنطقة البساتين في محافظة عدن: أنه في تمام الساعة الخامسة من فجر الإثنين الموافق 22/10/2012م قامت أطقم تابعة للأمن المركزي بمعية مصفحة وسيارة بيضاء (معتمة) لا تحمل لوحة أرقام يُظن أنها تابعة للأمن القومي بمداهمة أحد أحياء منطقة البساتين للقبض على شخص يدعى الكازمي يشتبه به كأحد منفذي تفجير مبنى الأمن السياسي الواقع في عدن أواخر شهر رمضان المنصرم إلا أنها لم تجد من كانت تبحث عنه.
وأضاف الشاهد: بسبب ما أحدثته تلك القوى من رعب في نفوس المواطنين كان أحد أقرباء الشهيدة ينام في تلك اللحظة على سقف المنزل ويدعى نصر ويعاني من حالة نفسية أسرع بالنزول إلى أرجاء المنزل وعند رؤية قوات الأمن بسرعة نزوله قاموا بمداهمة المنزل، إلا أن نصر أخبر زوج الشهيدة أحمد صالح بوجود بلاطجة بجوار المنزل قام (بشحن) سلاحه وسمع الأمن بذلك لتواجدهم بجانب باب المنزل من الخارج فقاموا على الفور بإطلاق النار بإتجاه النوافذ والباب بطريقة جنونية مما أدى إلا تهشيم رأس الشهيدة، و التي لم تتعدى الأربعين يوماً من إنجابها أول أولادها.
وبعدها خرج الجيران من منازلهم لمعرفة ما يحدث بالضبط إلا أن قوات الأمن قامت بإطلاق (المعدل) بمستوى أعلى بقليل من رؤوسهم وذلك لإعادتهم إلى منازلهم والتي كانت ستؤدي إلى كارثة جنونية –حد قول شاهد العيان الذي كان ممن خرجوا من منزلهم في ذلك الوقت-.
ويضيف الساكن بجوار الشهيدة: أنه بعد إقدامهم على فعلتهم قاموا بإقتحام المنزل ونهب ذهب يقدر بأثنين مليون ريال يمني وكذا عشرين ألف ريال سعودي – حسب إفادته- وقاموا كذلك بإحتجاز زوج الشهيدة وأخيه الذي يدعى حيدره وقريبهم نصر وكذا وجدوا الكازمي وتم إحتجازه معهم إلا أنهم بعدها قاموا بالإفراج عن زوج الشهيدة فيروز أحمد صالح وأخوه حيدره ولم يفرجوا عن نصر والكازمي بحجة أن الأول يشتبه به والأخر يشتبه به من أعضاء القاعدة وأحد منفذي الهجوم على مبنى الأمن السياسي.
وزاد على ذلك: أن أبناء المنطقة قاموا صباح ذات اليوم التالي بالتوجه إلى مبنى المحافظة لمقابلة المحافظ وحيد رشيد ليفاجئوا بأن المحافظ لا يعلم بما حدث ولا الجهة التي قامت بتلك الفعلة، وعند سؤالهم عن مدير أمن المحافظة اللواء صادق حيد أخبروهم بأنه خارج الوطن بسبب تواجده في بلاد الحرمين لتأدية مناسك الحج، لتتوجه أصابع الإتهام فوراً إلى مدير الأمن المركزي بعدن العقيد عبد الحافظ السقاف كون تلك القوى تابعة للأمن المركزي لإرتدائها زي الأمن المركزي.
وعند سؤال المحررلشاهد العيان عن الكازمي المشتبه به بأحد منفذي الهجوم على الأمن السياسي وأحد أنصار الشريعة قال: لم نعهده إلا رجلاً مستقيما و ذو أخلاق ولم نشاهده أبداً يقوم بالسير مع أشخاص يثيرون الشكوك وأنه معروف لدى اغلب أبناء المنطقة-حد وصفه-.
يذكر أن تظاهرات احتجاجية شهدتها محافظة عدن تنديداً بتلك العملية الوحشية التي راحت ضحيتها فيروز وطالب المحتجون بسرعة القبض على الجناة الحقيقيين ومحاكمتهم.