نازحو أبين يستقبلون عيد الأضحى المبارك بفرح ممزوج بمرارة المعاناة
استقبل أبناء أبين عيد الأضحى المبارك بفرحة وبهجة وسرور ومشاعر إيمانية فياضة ومبتهلة بالآمال والتطلعات ودعوات كثيرة ولا يختلف اثنان على أن عيد الأضحى المبارك يهل هذا العام في محافظة عاشت مأساة وكارثة حقيقية وعلى أبنائها الذين ومع سعادتهم وفرحهم بالعيد لا تخفى مرارتهم وانعكاسات معاناتهم جراء النزوح والظروف التي عاشوها طوال أشهر سابقة.
هو العيد الذي يهل على أبناء أبين الذين عاد جزء كبير منهم إلى زنجبار وخنفر وجزء ما يزال في جحيم الشتات والنزوح وفراق الدار والجار والأهل والأصحاب.. فكيف ستقبل أبناء أبين عيد الأضحى المبارك؟ وما هي الآمال والتطلعات في هذه المناسبة الدينية العظيمة والمباركة؟!
يقول أحد نازحي زنجبار ـ الذي ما يزال متواجداً في محافظة عدن بمرارة ـ "ما أزال وغيري الكثيرون في جحيم ونأمل ونتطلع في مناسبة كهذه إلى أن يتم البت في موضوع إعادة الإعمار لزنجبار وخنفر جعار هذا هو عيد الأضحى الثاني الذي أقضيه مع أسرتي كنازح.
"عيد بأي حال عدت يا عيد في أبين وعلى أبنائها؟" الفرق كبير ولا شك اليوم في هذه الأيام المباركة من شهر ذي الحجة في أبين وعلى أبنائها.. مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.. وإن كنا نريد توصيفاً دقيقاً ونقلاً حقيقياً لمشاعر المواطنين في هذه المحافظة فتستطيع القول والتأكيد على أن مواطني أبين اليوم، لاسيما في مناطق ومن وقرى مديريات زنجبار وخنفر جعار ولودر وغيرها من المديريات الأخرى يعيشون مشاعر إيمانية في هذه الأيام من شهر ذي الحجة.
رويداً رويـداً الحياة الطبيعية تدب في كثير من المناطق والقرى في إطار مديريات أبين الرئيسية وذات الكثافة السكانية الأكبر وتحديداً زنجبار وجعار، إضافة إلى لودر وغيرها.. وبكل تأكيد كلما مضت أيام يزداد فيها أعداد العائدين من النازحين إلى مدن ومناطق وقرى هذه المديريات القادمين من محافظات عدن، لحج، وحضرموت وغيرها من المحافظات الأخرى، إضافة إلى استمرار عودة النازحين من المناطق الريفية والجبلية الواقعة ضمن إطار محافظة أبين.
خلال الأيام الماضية تدفق على مناطق ومدن وقرى مديريتي زنجبار وجعار والعودة إلى المنازل "بعد أشهر طويلة من النزوح والشتات" وكذا لقضاء عيد الأضحى المبارك بين الأهل والأقارب والجيران بعد أن قضى هؤلاء بل وعشرات الآلاف من أبناء أبين "عيد الأضحى المبارك" العام الماضي في محافظات ومناطق مختلفة في عدن ومناطق وقرى مديريات يافع الجبلية "سرار ـ رصد ـ سباح".
يقول عادل محسن العودتي ـ الشخصية الاجتماعية في مدينة جعار ـ واصفاً وضع وحالة هذه المدينة: "بكل تأكيد عيد الأضحى المبارك مناسبة دينية وإسلامية عظيمة مباركة ويستقبلها المواطنون هنا في خنفر جعار بفرحة وتطلع إلى أن يعم الخير والأمن والاستقرار جعار وخنفر وأبين وكل أبناء اليمن.. لعيد الأضحى المبارك هذا العام "طعم آخر" مثلما يقولوا على اعتبار أن الغالبية العظمى من أبناء أبين العام الماضي قضوا عيد الأضحى الفائت نازحين في محافظات ومناطق كثيرة جراء الأحداث المؤسفة التي شهدتها أبين اليوم، إن جئت لترى حال عشرات الآلاف من هؤلاء وجئت لتقرأ مشاعرهم وتعرف انطباعاتهم ستجد بأن هناك تطلعات وآمال بأن يعم الأمن والسكينة والاستقرار أبين واليمن بشكل عام.
أبومنصور اليافعي ـ ناشط سياسي في الحراك الجنوبي السلمي ـ تحدث عن عيد الأضحى المبارك والآمال والتطلعات المنشودة في خضم ما عاشته ويعيشه المواطن في أبين وفي اليمن بشكل عام قائلاً: عيد الأضحى مناسبة دينية عظيمة وسعيدين بقضاء عيد الأضحى المبارك في منازلنا ومناطقنا ونناشد المنظمات والجهات الحكومية وغير الحكومية سرعة التفاعل مع مشاكل وهموم النازحين العائدين إلى مدن ومناطق وقرى أبين لاسيما أولئك العائدين من المديريات الجبلية النائية " .