السلطات التونسية تحبط هجوما جديدا وتستعد لتنظيم مسيرة دولية ضد الإرهاب
قالت وزارة الداخلية التونسية إن منفذي هجوم باردو تلقيا تدريبات في ليبيا، فيما أشارت مصادر إعلامية إلى أن التخطيط للهجوم الإرهابي تم في أحد المساجد بالعاصمة، في وقت أحبطت فيه السلطات هجوما إرهابيا جديدا، كما عززت الاجراءات الأمنية حول مبنى الإذاعة بعد ورود معلومات حول هجوم محتمل.
وقال كاتب الدولة لدى وزير الداخلية المكلف بالشؤون الأمنية رفيق الشلي لإحدى القنوات المحلية الخاصة، إن منفذي الهجوم ينتميان لإحدى الجماعات السلفية التكفيرية، مشيرا إلى أنهما غادرا البلاد قبل أشهر لينضما إلى أحد معسكرات التدريب في ليبيا قبل أن يعودا لاحقا إلى تونس.
وكشفت السلطات الخميس عن هوية المهاجمين، وهما ياسين العبيدي وجابر الخشناوي، وقال الشلي إن المهاجمين يعتبران من «الخلايا النائمة»، التي عادة ما تنتهز الفرصة المناسبة لتنفيذ هجمات إرهابية (في حال تلقت أوامر من قيادتها في الخارج).
وكان الشيخ فريد الباجي دعا في حوار سابق مع «القدس العربي» السلطات التونسية إلى القبض على أكثر من عشرة آلاف جهادي متطرف موجودين في البلاد، ويشكلون عشرات الخلايا النائمة ، محذرا من قيام هجمات إرهابية داخل المدن.
في السياق ذاته، كشفت صحيفة «الشروق» المحلية معلومات جديدة عن الخلية الإرهابية المسؤولة عن هجوم باردو، مشيرة إلى أن الخشناوي والعبيدي كانا يلتقيان في مسجد بحي شعبي في العاصمة برفقة مجموعة من العناصر المتطرفة، وكان الجميع يخططون لكيفية تنفيذ عملية إرهابية في مؤسسة استراتيجية، وتم اختيار متحف باردو نظرا لقيمته على المستويين الوطني والدولي.
ونقلت عن أحد المصادر الأمنية قوله إن عناصر الخلية الإرهابية قاموا بمراقبة المتحف لعشرين يوما عبر محطة الحافلات والمقهى المتاخمين له، حيث نجحوا في معرفة عدد عناصر الأمن المكلفين بحماية المبنى وتوقيت تبديل الحراسة وغيرها.
كما أشار المصدر إلى أن الخشناوي (زعيم الخلية الإرهابية) خطط لتفجير المكان بأكمله، ولكن تدخل عناصر الأمن الرئاسي إضافة إلى جهله بكيفية تفجير الحزام الناسف الذي كان بحوزته، أحبطا المخطط. وأكد المصدر أن الخشناوي زار المتحف قبل 24 ساعة لمعاينة موقع الهجوم قبل تنفيذه.
على صعيد آخر، شهدت البلاد عددا من الحوادث الأمنية، حيث أشارت مصادر إعلامية إلى نجاح قوات مكافحة الإرهاب بإحباط مخطط إرهابي يستهدف مواقع أمنية ومنشآت حساسة في البلاد.
كما اتخذت السلطات إجراءات أمنية مشددة حول مبنى الإذاعة التونسية (حكومية) بعد تلقيها معلومات حول احتمال وجود تهديد إرهابي للمبنى.
فيما قام مجهولون بحرق مقام «سيدي حامد» بمنطقة «سوق الأحد» التابعة لولاية قبلّي (جنوب)، وبكتابة عبارات تكفيرية على المبنى.
كما قامت السلطات بحملة تفتيش واسعة في مناطق متعددة من البلاد اعتقلت خلالها عددا كبيرا من المتطرفين وبعض المفتش عنهم.
وشهدت البلاد مسيرات عدة للاحتفال بعيد الاستقلال، حيث رفع المشاركون فيها شعارات تندد بالإرهاب وتدعو للوحدة الوطنية، وشارك عدد من السياح في هذه المسيرات، مؤكدين تمسكهم بالبقاء في تونس، رغم الهجوم الأخير على متحف باردو.
ويفيد بعض المصادر أن البرلمان التونسي يناقش حاليا موضوع تنظيم مسيرة عالمية ضد الإرهاب (على غرار مسيرة باريس)، مشيرة إلى احتمال دعوة عدد كبير من الشخصيات الدولية، من بينهم رؤساء دول وسفراء، فضلا عن الأمين العام للأمم المتحدة.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها