خطر الطائفية الحوثية يهدد اليمن والمنطقة المحيطة
يتخوف اليمنيون من استنساخ الصراعات الطائفية في بعض المناطق العربية وتنفيذها في اليمن مع تغول جماعة الحوثي في السلطة وابتلاعها لمؤسسات الدولة، وخاصة العسكرية والأمنية.
في هذا السياق يقول الصحفي صدام أبو عاصم إن جماعة الحوثي تكرس البعد الطائفي من خلال جملة من الممارسات رغم أنها تحاول الا تظهر كذلك بشكل واضح، ومن تلك الممارسات قيامها بإعادة عملية التحكم والفحص للمناهج الدينية والخطباء والائمة كما حدث وفرضت في غالبية جوامع صنعاء في الفترة الماضية، وأنها تفعل ذلك بناء على أبعاد طائفية لهذه الجماعة الناشئة –حسب قوله.
ويربط المحلل السياسي محمد الغابري طائفية الجماعة بوثيقتها الفكرية والثقافية التي أصدرتها في العام 2012م والتي تظهر طائفية هذه الجماعة. فيما يرى الكاتب عبدالخالق عطشان أنها تمارس الطائفية المقيتة مستدلا بالإفراط في نشر الكراهية ضد الآخرين اللذين لا ينتمون لها، ويترجم الحوثيون ذلك بممارساتهم اللاإنسانية واللادينية ليصل بهم الحال لقتل المخالف أو اكراهه على اعتناق فكرهم.
مضيفا: “من جانب آخر هم يقربون من له عرق قريب بنسبهم وسلالتهم ويمنحونه المناصب والوظائف الحساسة ويقصون الآخرين ولو كانوا أهل خبرة”.
ويوافقهم الرأي المحلل السياسي أحمد الصبيحي في أن جماعة الحوثي تستخدم البعد الطائفي والمناطقي وبدافع عصبوي لتحقيق مآرب سياسية رغم أن لها مطامع سياسية، وأنها مع ذلك لا تؤمن بالديمقراطية والعمل السياسي للوصول إلى السلطة –حسب قوله.
وعن الممارسات الطائفية يقول الصبيحي إن جماعة الحوثي تعتمد في حركتها ونشاطها إلى الحق الإلهي فكريا وسياسياً وتحصر الحكم والإمامة في البطنين.
الغابري يقول أيضاً إن تعيينات اللجنة الثورية التابعة للجماعة في المناصب العليا في الدولة كانت معظمها تنتمي إلى سلالة معينة كسلوك يدل على طائفيتها.
الحوثي وإيران.. التحالف بالبعد الطائفي
يكشف الغابري خطورة التحالف الحوثي الإيراني من جانب أن الصراع في اليمن في فترات سابقة سياسي بين قوى سياسية ولجوء جماعة الحوثي للتحالف من ايران أضفى بعداً طائفي ينذر بتحول للصراع في اليمن بين جماعة الحوثي وبقية القوى من سياسي إلى طائفي.
ويعتبر الصبيحي أن جماعة الحوثي تنفذ أجندة ايرانية بتقسيم المنطقة العربية طائفياً واجتماعياً وثقافياً ، وأنه “بات جليا أن الحركة الحوثية باتت جزء من الاستراتيجية الإيرانية لتقويض أمن الجزيرة العربية واستكمال حلقة التوسع وتنفيذ الأجندة الخارجية لتقسيم المنطقة العربية وفرزها طائفيا واجتماعيا وثقافيا من جهة والسيطرة والنفوذ والمقايضة بمناطق صراع أخرى كسوريا والعراق من جهة أخرى ويبدو أن إيران في طريقها إلى استثمار دور الحركة الحوثية وتحالفها مع نظام صالح في تقويض أسس ومقومات العملية السياسية الانتقالية.
ويعتقد أبو عاصم أن البلاد تتجه نحو الفرز الطائفي في ظل سلوك جماعة الحوثي وأن “الأمر يتجه لهذا الاحتمال الطائفي المقلق فيما لو استمرت صنعاء موقوفة على الحوثيين ومعزولة عن العالم الا من ايران”.
محذرا من خطورة تقسيم الشعب على أساس الانتماء لطائفة لأنه يفتت الولاء الوطني ويمزق المجتمع، إضافة إلى أنه لا يمكن قيام دولة مع وجود فرز طائفي لأن الطائفية تتعارض مع مفهوم بنا ء الدولة.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها