حمى الضنك تفتك بتعز في ظل اهمال حكومي وجهل مجتمعي
انتشرت في الآونة الأخيرة حمى الضنك بشكل مخيف في مدينة تعز وغدت تحصد الأروح وتختطف أبناء المدينة الحالمة واحداً تلو الاخر ، في ظل تجاهل وصمت حكومي مطبق ، وبدورنا قمنا بعمل هذا التحقيق لنكشف لكم المزيد من الحقائق والمعلومات والوقائية عن هذا المرض الخبيث ..
في زيارتنا للدكتور صادق الشجاع الذي حدثنا عن أسباب تفاقم هذا الوباء وما مدى خطورة الحالات التي تصل إليه؟
قال بأن اسباب ذلك تعود إلى ( التشخيص الخاطئ ) وذلك بسبب التحليل اليدوي " المخبري " المستخدم وعدم استخدامهم لوسائل أكثر كفاءة للتشخيص مما يتسبب في نتائج غير دقيقة وبالتالي صرف أدوية تزيد من معدل هبوط الصفائح مثل ( المضادات الحيوية)..
وأضاف إلى ان الخطورة لا تكمن في انخفاض عدد الصفائح فقط، بل هناك جوانب اخرى هي التي تحدد الخطورة اهمها قوة الجهاز المناعي لدى المصاب، وكذلك مقدار جرعة الإصابة، بالإضافة إلى الحالة النفسية للمريض ومدى ثقته و تفاؤله بالشفاء ..
وكتأكيد على كلامه السابق استعرض لنا الدكتور بعض حالات الوفاة نتيجة هذا الوباء حيث أكد لنا بأن إحدى الحالات التي توفت في مستشفى الروضة بلغت صفائح المصاب حينها 120، بينما مصاب آخر أيضاً لديه في مستشفى الروضة بلغت عدد الصفائح لديه 16 لكنه بحالة جيدة ولا أعراض شديدة للمرض، أي أن الخطورة لا تكمن في عدد الصفائح فقط.
كما شدد على معلومة في غاية الاهمية حسب قوله أن فترة ظهور الأعراض تكون فيها الصفائح تحت الحد الأدنى بمقدار ضئيل إلا أن الانخفاض الفعلي والحاد وفترة تمكن المرض تكون بعد انتهاء الأعراض ليبدأ الهبوط (الدراماتيكي والمتسارع) للصفائح كما ذكر لنا حالة أحد المتوفين بالمرض فقال أنه كان بحالة لا بأس بها ولا أعراض شديدة كانت ظاهرة لديه وانه استمر من الليل وحتى الفجر وهو يتكلم مع من حوله بشكل طبيعي ، إلا أن الوفاة كانت مباغته في الفجر حيث كانت عدد الصفائح لديه 24.
وأردف قائلاً: انه لا يوجد دواء مباشر يقضي على فيروس ( حمى الضنك ) وانما يتم علاج الأعراض المصاحبة لكن في حالة انخفاض الصفائح الدموية لدى المصاب ما بين 50 و 20 المصاحبة للتدهور النفسي للحالة فإنه يتم تزويد المريض بالصفائح الدموية كإجراء إسعافي طارئ.
أما عن أهم الإجراءات التي يجب اتباعها عند المصاب.. فهي تتمثل بـ الحرص على الهدوء التام وعدم الإكثار من الحركة التي تتسبب في هبوط الصفائح بشكل أكبر، وكذا الإكثار من تناول الحمضيات، ويحذر تماماً من تناول أية مضادات حيوية.. وقبل هذا كله مراجعة الطبيب وعمل الفحوصات اللازمة.
من ناحية مخبرية قال الدكتور المخبري علاء: بأن الجهاز المستخدم للكشف عن المرض، جهاز يدعى (C.B.C) وهو جهاز متخصص في إجراء التحاليل الدقيقة للدم وبالأخص تحديد عدد الصفائح الدموية التي يعتمد عليها المرض، ويرجع سبب عدم توافره بجميع المستشفيات غلاء سعره حيث تصل قيمة الجهاز الواحد الى 2 مليون ريال وكذلك غلاء المحاليل التي تستخدم في الجهاز...
وأشار الدكتور علاء إلى المناطق التي يتنشر فيه المرض حيث قال: معظم الحالات التي تأتي إلينا تكون من احياء محددة وهي شارع جمال وحي المسبح، وأكد ان المرض ينتقل بواسطة لسعة البعوض في الفترة الصباحية وليس في المساء كما يظن البعض.
وقد أكدت وزارة الصحة على ضرورة اجراء الفحص عند الشعور بأعراض المرض والتي تنحصر بالآتي:
الحمى، ومشاكل في المثانة البولية، وصداع دائم، والدوخة الشديدة مع فقدان الشهية. بالإضافة إلى ميل لنزف الدم كما يصاب المريض بضعف وسرعة في النبض.
ويشعر ببرودة وشحوب في الجلد مع معاناة من قلة الراحة والأرق.
كما شدد الأطباء بأن التشخيص المبكر واكتشاف المرض بشكل سريع مهم جداً فكلما أكتشف المرض بشكل أسرع زادت نسبة علاج المريض.
من ناحية أخرى يشكي أهل تعز من الإهمال الحكومي التي تتعرض له المحافظة واللامبالة التي يواجه به هذا الوباء المستفحل بين أبناء المحافظة ، في حيث وعد المحافظ" شوقي هائل سعيد" ومكتب الصحة بالمحافظة بمكافحة هذا الوباء واتخاذ كافة الإجراءات للحد من انتشار المرض ولكن كما يقول اهل تعز أن هذه الوعود لم ترى النور بعد.