الخليج : مؤتمر الحوار محطّة استثائية لإغلاق أزمات اليمن
وأكدت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم الأربعاء تحت عنوان " وجه اليمن المقبل" على أنه حان الوقت لأن يضع اليمنيون خلافاتهم جانباً ويشرعوا في التفكير في إعادة صياغة علاقتهم ببعضهم بعضاً، علاقة تبقي على روح الوحدة التي كانت ذات يوم حلم اليمنيين كافة، وتعالج الخلل الذي أصاب هذه الوحدة خلال عمرها الممتد لأكثر من 20 عاماً .
وأشارت الى انه ستكون أمام اليمنيين الذين سيجتمعون إلى طاولة حوار من جميع الأطياف والقوى السياسية بلا استثناء، مهمة ليست سهلة، تتمثل في إعادة رسم وجه اليمن الجديد، اليمن الذي يتمنّى الجميع أن يكون عامل أمن واستقرار، ويكون قادراً على التعاطي مع التحديات المقبلة التي تواجهه ككيان، بحيث يكون رافداً للأمة العربية الواحدة .
وقالت الصحيفة "إذا صحّت التوقعات التي يطلقها المسؤولون في اليمن بشأن انطلاق مؤتمر الحوار الوطني في منتصف الشهر المقبل أو على الأقل نهايته، فإن اليمنيين سيكونون على موعد مع محطة استثنائية من شأنها إغلاق الأزمات ورميها وراء ظهورهم، ذلك بأن مؤتمر الحوار معني بمناقشة الملفات العالقة كافة التي تم تجاهلها خلال المراحل السابقة من عمر الأنظمة التي تعاقبت على حكم اليمن شمالاً وجنوباً وبعد الوحدة العام 1990م .
وأضافت "الدولة التي سيُتفَقُ عليها في مؤتمر الحوار الوطني يجب أن تسيّج بمزيد من الحرص على إبقاء روح الوحدة متجذرة في سلوك اليمنيين الذين قدّموا آلاف الضحايا من أجل الوصول إليها، لهذا يجب أن يأخذ المتحاورون بالظروف التي أفرزتها طريقة الحكم السيئة التي أدار بها النظام السابق دولة الوحدة، وأن يؤخذ بمطالب الجنوبيين الذين تم تهميشهم بنتائج حرب العام 94م التي أخرجت الجنوب من الشراكة في إدارة الدولة وحتى المواطنة، وارتكبت بحقهم الكثير من المظالم خلال السنوات اللاحقة للحرب ."
وفي ختام افتتاحيتها رحبت الصحيفة بما قامت به اللجنة الفنية للحوار الوطني التي اقترحت تقديم اعتذار للجنوب عن الحرب التي شنها الرئيس السابق علي عبدالله صالح ضدهم، فهذا الاعتذار، إضافة إلى وعود أخرى تعهد بها الرئيس عبدربه منصور هادي، يمكن أن يؤسس لعهد جديد من العلاقة بين اليمنيين شمالاً وجنوباً، وتكون هذه الإجراءات قادرة على إيجاد دولة جديدة تختلف في شكلها ومهامها عن شكل الدولة الحالية التي أصبحت غير قادرة على الاستمرار .