اللجنة التحضيرية لمؤتمر شعب الجنوب تشيد بتفاعل الجنوبيين مع احتفالات اكتوبر
ناقشت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني لشعب الجنوب في اجتماعها المستجدات والتطورات التي تشهدها الساحة الجنوبية ونتائج النزول الى عدد من محافظات الجنوب واللقاءات التشاورية في اطار البرنامج الذي اعدته اللجنة على طريق الاعداد والتحضير للمؤتمر الوطني لشعب الجنوب الذي ستحتضنه العاصمة عدن .
واستعرضت اللجنة في اجتماعها الذي عقد برئاسة رئيس اللجنة المناضل محمد علي احمد الردود والملاحظات والاضافات على مشروع وثائق المؤتمر من قبل اللجان الفرعية في المحافظات والمديريات التي تم النزول اليها من قبل الفرق المكلفة .
واشادت اللجنة بتفاعل ابناء الجنوب مع المهرجانات التي اقيمت في مختلف ساحات النضال بمحافظات الجنوب احتفالا بذكرى ثورة الرابع عشر من اكتوبر .. منوهة بما حققته هذه الاحتفالات من اصداء ايجابية على المستويات المحلية والاقليمية والدولية .
واوضحت اللجنة ان هذه الاصداء الايجابية تعتبر في مصلحة القضية الجنوبية العادلة واضافة الى ما حققته من تواجد ونجاح يعكس اصرار شعب الجنوب على تمسكه بوحدة الصف وتلاحمه تجسيدا لمبدا التصالح والتسامح والتفافهم وتمكسهم واجماعهم على الهدف الاوحد الذي يسير الجميع اليه ويسعى الى تحقيقه مهما كانت الصعاب واصراره على مواصلة النضال السلمي على تحقيق النصر للقضية الجنوبية .
وقد صدر عن اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني للشعب الجنوبي بيان بشان فعاليات أكتوبر وأصدائها المحلية والإقليمية والدولية فيما يلي نصه :
استشعارا بالمسئولية وفي ظروف وأوضاع استثنائية بالغة الدقة والتعقيد يمر بها جنوبنا الحبيب ورفضاً لكل محاولات جرنا إلى مربع اللحظات التي تم فيها تغييب الإرادة الشعبة في التعامل مع القضايا المصيرية الكبرى فأن اللجنة التحضيرية وهي تحضر لعقد مؤتمر وطني جنوبي جامع يعبر عن الإرادة ألحقه للشعب الجنوبي كرست جزء كبير من اجتماعها الدوري المنعقد صباح السبت 20 أكتوبر 2012م لمناقشة وتقييم التطور الغير مسبوق في مستوى الاستجابة الشعبية في التعامل مع الفعاليات الوطنية للحراك الشعبي الجنوبي , حين تدفقت الجماهير بعشرات , بل ومئات الآلاف من كل مديريات العاصمة عدن ومحافظات الجنوب كافة إلى مدينة المعلا لأحياء الذكرى 49 لثورة أكتوبر المجيدة في حشد مليوني رائع أذهل الأصدقاء والأعداء على حد سواء , حشد لم تعيقه أو تشوش عليه الخلافات الغير مبررة والصغائر التي تدور في أروقة بعض النخب القيادية الجنوبية .
يا أبناء شعبنا الأبي .
لقد جاءت هذه الحشود المليونية للتظاهر في العاصمة عدن ومدن جنوبية أخرى , في المكلا , ردفان , عتق وغيرها جاءت لتؤكد من جديد ان التحديات والأخطار التي واجهها شعبنا في الماضي ومثلت حينها المقدمات التي أنضجت شروط قيام الثورة من اجل التحرر والسيادة وحق تقرير المصير , ثورة البحث عن الدولة والهوية والتي أنجزها الشعب الجنوبي باقتدار , ها هي ذات التحديات تتكرر أمام هذا الشعب العظيم بعد العدوان على دولته تحت غطاء ووهم الوحدة , لقد دمر ذلك العدوان الدولة الجنوبية بكامل بنائها السياسي والمؤسسي , والغي هوية الشعب وسلبه قراره السيادي واستباح الكرمة ونهب الأرض والحجر والشجر ودمر الإنسان وصادر كل حقوقه بما في ذلك حقه في الحياة .
هكذا وجد الجنوبيون أنفسهم بفعل أخطاء السياسة والسياسيين وهم يخوضون معركة مصيرية , معركة وجود وبقاء يكون فيها الجنوب أو لا يكون . هذا الوعي الناضج الذي بات مسيطر على الرأي العام الشعبي الجنوبي هو من دفع بهذه الآلاف المؤلفة إلى الحضور والمشاركة الفعالة في ميادين النضال السلمي لأحياء الذكرى 49 لثورة أكتوبر العملاقة في فعل ثوري متصل الحلقات تمكن فيه الشعب الجنوبي وحراكه السلمي أن يحول إخفاقات السياسة وبكسرة لطغيان القوة في 7 يوليو 2007م إلى حلقة ربط منجزات الدولة والهوية وتقرير المصير التي تحققت في 30 نوفمبر 1967م إلى أهداف كبرى يسعى لاستعادتها اليوم بعد أن سلبت منه على غفلة من التاريخ . لكل هذه الاعتبارات تحيى وتثمن اللجنة التحضيرية عاليا ملحمة النضال السلمي لجماهير الشعب الجنوبي التي احتشدت لأحياء ذكرى الثورة . فتحية إجلال لهذا الشعب الذي تزداد عظمته وسموه وعلوه بحضوره الدائم على المشهد العام لإحداث التاريخ العربي والإنساني , تحيه لشبابه ونسائه , لرجالة وشيوخه , تحية لكل مثقفيه وعلمائه , تحيه لكل شرائحه الاجتماعية التي اطهرت تكامل نادر مع بعضها البعض في مشهد قلما تكرر في التاريخ الإنساني معبرة عن وحدة الشعب ووحدة قضيتة ووحدة حراكه السلمي ووحدة أهدافه الوطنية العليا . لقد حملت مهرجانات أكتوبر في العاصمة عدن وفي غيرها من مدن الجنوب الأخرى التعبير الأبلغ عن كل ذلك حين بدت مهرجانات أكتوبر وكأنها استفتاء للشعب عن مشروعية قضيته وأهدافها الوطنية الكبرى .
يا أبناء الشعب الجنوبي العظيم:
لقد تناولت وسائل الإعلام الصديقة وغير الصديقة الداخلية والخارجية الحدث باهتمام غير مسبوق وأطلقت عليه مسميات مختلفة منها مهرجان الرسائل الثلاث : الأولى للداخل الجنوبي ولسان حالها يقول الشعب الجنوبي واحد موحد وإرادته موحده وحراكه السلمي واحد موحد ومراده قيادة موحدة تكون تعبيراً وتجسيداً لهذه الإرادة الموحدة , فالتعدد القيادي يعبر عن تعدد الأجندات والإرادات ما يجعله بعيدا عن الإرادة الموحدة للشعب ويعكس في مضامينه اما أرادات شخصية أو حزبية أو أنها امتداد لأجندات خارجية , مما يضعف القدرة على قيادة الشعب والتعبير عن مصالحة بوضعه القائم . وبالتالي فالكل مدعو للحوار الجدي والتنازل لبعضهم البعض بغية الوصول إلى شرعية سياسية موحدة تقود الجنوب وتمثله أمام الغير .
أما ثاني الرسائل فهي موجهه إلى المجتمع الدولي ومضمونها التأكيد القاطع على تمسك الشعب الجنوبي بهويته المستقلة وعزمه على خوض معركة المصير حتى يتحقق له هدفه الأسمى والمتمثل في استعادة دولته الوطنية الحرة المستقلة الكاملة السيادة واستعادة الشخصية القانونية لدولة الجنوب وتفعيل وضعها القانوني كما كانت عضو كاملا في مؤسسات الشرعية الدولية , وهي دعوة للمجتمع الدولي إلى التسليم بشرعية الإرادة الشعبية لشعب الجنوب .
أما ثالث الرسائل فوجهها الجنوب إلى الطرف الآخر في القضية , ومضمونها التأكيد على عدم قبول الشعب الجنوبي لخيارات القوة التي تمارس على الجنوب منذ حرب صيف 1994م وهي حرب متصلة تعددت إشكالها , لم ولن يقبل بها الجنوب أو يسلم بما تفرضه من نتائج , رفض وسيضل رافضاً خطاب التهديد والوعيد وفتاوي الحرب التي تصدر عن مراكز قوى نظام 7 يوليو في تحالف الغطرسة والطغيان الذي يعمل ليلاً ونهاراً على نشر ثقافة الكراهية ونشر بؤر الفساد والإرهاب وفرق الموت والتدمير وأننا على ثقة بأن سهام كل ذلك سترد إلى أصحابها عاجلا ام آجلاً وهي مناسبة لدعوة كل الجنوب بكل قواه الشعبية والاجتماعية والمدنية والسياسية , بكل أجياله رجاله ونسائه إلى رص الصفوف , فقوة الجنوب في وحدته وتنظيمه ووحدة مشروعة السياسي ووحدة قيادته وكل مكونات التعدد الجنوبي مدعوه لأن تجعل من وحدة الصف الجنوبي شاغلها الأول .
يا شعب الجنوب الحر الأبي :
لقد أعطت فعاليات أكتوبر اصدأ ايجابية مباشرة عبرت عنها العديد من المواقف والكتابات التي صدرت هنا وهناك في المستويات كافة المحلية والإقليمية والدولية أوصلت القضية الجنوبية إلى سلم أولويات الأجندة الدولية .
بهذه المناسبة تدعو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني لشعب الجنوب كل أبناء الشعب الجنوبي بكل قطاعاته الاجتماعية والسياسية إلى التطوير المستمر لأساليب النضال السلمي وتصعيده وجعل التحضير لمهرجانات الذكرى ال 45 للاستقلال الوطني وإعلان قيام دولة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية في 30 نوفمبر 1967م مهرجانات نوعية تحافظ وتطور زخم احتفالات أكتوبر , تطور يضع قضية الشعب الجنوبي على عتبه تحقيق هدفها الأكبر المتمثل في استعادة دولة الجنوب الحرة الكاملة السيادة . كما تجد اللجنة التحضيرية في هذه المناسبة فرصة لتجديد دعوتها إلى كل القوى الفاعلة , قوى الحراك السلمي الجنوبي , الشعبية والاجتماعية والمدنية والسياسية على امتداد الجنوب كله إلى استشعار المسئولية التاريخية والاستجابة لنداءات الشعب وعوامل الضغط الخارجية السلبية منها والايجابية والعمل على تسريع حوار جنوبي صادق يفضي إلى عقد مؤتمر وطني جامع يخرج بمشروع سياسي موحد يعبر عن الإرادة الموحدة للشعب , وشرعية سياسية موحدة ترتقي إلى مستوى التحديات والإخطار المصيرية التي تزداد يوما عن يوم وباتت تهدد الوجود الجنوبي من أساسة . وبهذا الصدد تحذر اللجنة التحضيرية من محاولات استغلال واستخدام ورقة الحوار الوطني ومحاولة تصنيع ممثلين للجنوب والخروج بنتائج تعيد إنتاج الوضع القائم . على الكل أن يعلم بأن أي عمل من هذا النوع سيكون مرفوضا جنوبيا ويصب في تكريس عوامل الفوضى والإرهاب واتساع حالة اللاإستقرار في المنطقة . فلا حل إلا بالجنوب واحترام خياراته المصيرية .