صحيفه أمريكيه : عودة هادي إلى عدن لم تطفئ النزعة الانفصالية
قالت صحيفة لوس أنجليس تايمز الأميركية: إن مدينة عدن تعاني أوقاتا صعبة وتسودها مشاعر الانفصال مع ترنح اليمن نحو حرب أهلية وانقسام محتمل، حتى مع عودة الرئيس اليمني المطاح به عبدربه منصور هادي الذي لم تسهم عودته في تخفيف صخب الانفصاليين.
وأشارت الصحيفة إلى المظاهر المؤيدة للانفصال كانتشار أعلام دولة اليمن الجنوبي السابقة، وتدفق قطعان المحتجين المؤدين للانفصال في الشوارع، وامتلاء الجدران بالشعارات الانفصالية، وغزارة الحديث عن تمرد.
ونقلت الصحيفة عن محمد ناصر حطب الذي يرأس ميليشيا «اللجنة الشعبية» قوله: إنه في حالة عدم انفصال جنوب اليمن» فإن المنطقة ستشهد أكبر صراع في الشرق الأوسط، بشكل يفوق سوريا والعراق»، مشيرا إلى أن الموقف وصل إلى نقطة لا عودة.
ولفتت الصحيفة إلى أن اليمن ذا الـ26 مليون نسمة والذي يعد أفقر بلدان العالم العربي به كثير من المناطق الساخنة خاصة في أعقاب سقوط العاصمة صنعاء على يد الحوثيين الشماليين الشيعة.
وأضافت الصحيفة أن بزوغ الحوثيين حلفاء إيران يهدد بتحويل اليمن إلى ساحة أخرى للمعارك الجيوسياسية بشكل يلقي بتداعيات كبيرة على السياسة الخارجية الأميركية، رغم أن اليمن ما زال خاليا حتى الآن من العنف الطائفي الذي مزق العراق وسوريا.
هذا التهديد كان الهدف الرئيسي لمحاولات دعم استقرار اليمن من قبل إدارة الرئيس أوباما، الذي وصف اليمن بأنه نجاح لاستراتيجيتها في مكافحة الإرهاب.
وأشارت الصحيفة إلى وجود تنظيم القاعدة في اليمن والذي يعد بين أكثر فروع التنظيم خطرا، والذي تواصل الإدارة الأميركية قصف مواقعه بطائرات من دون طيار حتى مع سيطرة الحوثيين.
ولفتت الصحيفة إلى تعهد الحوثين بتدمير تنظيم القاعدة الذي طالما استهدفهم، لكن آخرين يشيرون إلى أن تقدم الحوثين أصبح المسوغ الذي تستخدمه القاعدة في تجنيد أتباع جدد خاصة من الشباب السني ورجال القبائل.
وأضافت الصحيفة أن القبائل العربية السنية شرقي صنعاء، والتي يتحالف بعضها مع القاعدة، تقوم بتسليح أفرادها للتصدي لتقدم حوثي محتمل في محافظة مأرب الغنية بالموارد والتي تعد مصدرا لكثير من واردات الغاز والنفط اليمنية والتي تؤوي أيضا كثيرا من البنى التحتية الطاقوية.
وأشارت إلى أن زعماء القبائل السنية، التي تفيد تقارير بتلقيهم مساعدة من السعودية التي تبدي قلقا حيال جارتها الجنوبية، تعدوا بالتصدي لأية تقدم للحوثيين.
وأضافت أن الحكومة المركزية في صنعاء فقدت على ما يبدو كثيرا من هيمنتها على الجنوب، الذي توحد مع الشمال عام 1990، لكن التوترات بين المنطقتين المختلفتين لم تختفي تماما، لكن الاضطراب السياسي في اليمن أعطى دفعا جديدا للأجندة الانفصالية.
هذا ولا يتمتع الحوثيون بدعم كبير في جنوب اليمن، الذي يبدي سكانه استياء إزاء ما أطلقوا عليه استحواذ الجماعة على السلطة، رغم إصرار الحوثيين على أن هدفهم هو إيجاد يمن ديمقراطي موحد يمثل جميع المناطق.
وقالت الصحيفة: إنه بعد فرار الرئيس هادي من صنعاء، أعرب كثير من الجنوبيين عن غضبهم إزاء عدم تبني هادي نزعة انفصالية عقب لجوئه إلى عدن، لكنه تعهد بدلا من ذلك بالعمل على إيجاد تسوية سياسية لإبقاء اليمن موحدا، وهو الهدف الذي تسعى لأجله الأمم المتحدة عبر ممثلها جمال بن عمر.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها