منير الماوري: الحوثيين يتباكون على أبين خوفا على صعدة
لم أكن أعلم أن التحالف الأسري الوراثي الأسري العفاشي سوف يحاول اختراق جامعة هارفارد. ولكن الرؤيا اتضحت وساعدني حضوري لمؤتمر هارفارد عن اليمن الحصول على إجابات عن أسئلة لم يكن يعلم باجاباتها على ما يبدو حتى بعض المنظمين للمؤتمر.
نعم لقد كنت أحد أعضاء مجموعة العمل اليمنية المنظمة للمؤتمر، وبدأنا في مناقشة فكرته منذ شهور، مع كل من الزميلين خالد العامري وعبد الكريم اليوسفي، ولكن الخطوات اللاحقة أخفيت عني عن عمد، لأن أول عمل يمكن أن
أقوم به هو رفض أموال سيدة الاعمال هدى الشرفي. وكنت سأرفض أيضاً اي تمويل من حميد الأحمر او شاهر عبد الحق او عبدالواسع هائل سعيد.
ومن سوء حظ المنظمين انهم أخفوا كل تفاصيل المؤتمر عن بقية أعضاء اللجنة بمن فيهم صحفي متخصص في التحقيقات الاستقصائية.
وبعد الاعلان عن المؤتمر كان من اللافت أن من بين أهم المتحدثين ناشطة حوثية عاطلة عن العمل تجول العالم بخمس جنسيات وخمسة جوازات سفر، ولكن ولاءها الوطني الثابت هو للحوثي فقط. جوازات السفر التي لا تنكرها هي اليمني والسعودي والامريكي والفرنسي، فقد نشرت في صفحتها على الفيسبوك صورا ضوئية لبعض هذه الجوازات، ولكن جواز السفر الوحيد الذي تخفيه حتى عن الحوثيين أنفسهم هو جواز السفر الإسرائيلي الذي اكتسبته عن طريق زوجها الإسرائيلي الفرنسي.
هذه الناشطة عادت إلى اليمن فجأة في بداية الثورة الشبابية ظنا منها أن الحوثي سيخطف الثورة وسوف تصبح هي وزيرة خارجية في حكومته.
وعندما فشل الحوثيون في خطف التورة صبوا جام غضبهم على قبائل اليمن وعسكرها وقضاتها وثوارها الفاعلين لأنهم أحبطوا مشروع عودة الإمامة على ظهور الشباب.
وفي الوقت الذي يعجز فيه جرحى الثورة الشبابية عن السفر لمداواة جرحاهم فإن الناشطة الحوثية لا تعجز عن توفير التمويل الخفي لرحلاتها المكوكية الى عواصم العالم المختلفة من أجل الترويج لشعار الموت لزوجها ولأمريكا التي احتضنتها وعلمتها معنى الحرية.
هذه الناشطة تعيش على التناقضات فهي تقدم نفسها كناشطة سياسية وحقوقية وتشارك في ذات الوقت بمؤتمر يقدمه أصحابه على أنه أكاديمي لا مجال فيه للناشطين.
هذه الناشطة الحقوقية لم تفتح فمها بكلمة واحدة دفاعا عن ضحايا المعجلة الذين سقطوا ضحايا لقصف الطائرات الامريكية في عهد علي عبدالله صالح ولكنها قطعت آلاف الأميال للتباكي على أبين لمجرد أن الطائرات بدون طيار بدأت تحلق في سماء صعدة عقب اقتحام السفارة الأميركية بصنعاء.
لقد ظهرت في المؤتمر رحيمة رؤوفة بأهل أبين أكثر من عبدربه منصور هادي الذي يهمه أكثر منها تحرير أبين من القتلة.
ولأنها ناشطة وليست باحثة ولا أكاديمية فقد فقد قدمت في ورقتها التي أقرت أن زوجها ساعدها في إعدادها معلومات تناقض حجتها لأن البيانات التي جاءت بها تعود إلى ٢٠٠٩ أو إلى ما قبل مقتل جابر الشبواني في مارب.
الاستناء الوحيد في بياناتها عن الفترة التي تولى فيها عبدربه منصور هادي المسؤولية هي الخطأ الذي أسفر عن مقتل ١١ شخصا في منطقتي رداع. وكوني من أبناء منطقة الضحايا فأنا مدرك انها تبكي عليهم وقلبها على مران وليس على رداع. أما أبناء المنطقة فهم موجوعون حقا لسقوط الأبرياء ولذلك تدافعوا لإخراج عناصر الشر من أراضيهم وهي نتيجة إيجابية تجاهلتها الناشطة الحوثية في ورقتها مثلما تجاهلت الأرقام التي أعلنها الرئيس هادي عن خسائر القاعدة جراء ضرب الطائرات بدون طيار.
أنا هنا لا انفي معارضتي الشديدة لاستخدام الطائرات بدون طيار ولكني استطيع ان افرق بين رأيي القائم على مبدأ أخلاقي وبين تناول القضية في بحث أكاديمي غير سياسي حسب إدعاء المنظمين للمؤتمر. وأعتقد أنه كان مفيد جداً الاستعانة بالباحث في شؤون القاعدة عبدالرزاق الجمل لان كتاباته اكثر علمية وأكاديمية من الآراء الشخصية التي أطلقتها ناشطة حوثية في مؤتمر هدى الشرفي.
هدى الشرفي تمثل قمة التعاون بين النظامين الوراثيين الإمامي والفاشي عفوا أقصد العفاشي ولكن هذا التحالف لم ينجح في الهيمنة على المؤتمر لان بعض أعضاء مجموعة العمل اليمنية لم يكن لديه أجندا حوثية على الإطلاق ومن بين هؤلاء الدينامو المحرك للمؤتمر شاكر الأشول الذي تمكن من إقناع السفير الصايدي بالمشاركة وأنا هنا لا أبرئ شاكر من الأخطاء الأخرى ولكن إصراره على مشاركة الصايدي وكذلك الدكتور عبدالله الفقيه ساعد كثيرا على تخفيض صوت الحوثي والتقليل من توجيه الإهانات للثوار من أبناء القبائل. أما الامر الذي قلب الطاولة على أصحاب الأجندات السياسية لصالح أصحاب الأجندات الثورية في اليوم التالي والأخير فهو حضور رأس المال الوطني ممثلا في رجلي الاعمال احمد بازرعة وجمال المترب وهذه قصة اخرى سأرويها لاحقا رغم ان حجم الحضور ونوعيته كان يحتم على المنظمين ان يعقدوه في مطعم الوحدة او اليمن السعيد في نيويورك، وليس في جامعة هارفارد.
من صفحة الماوري على الفيس بوك*