الحوثيون يواصلون تنفيذ مخطط (الدويلة الإيرانية) من صعدة إلى ميدي في ظل غياب الدولة
عدن بوست - صنعاء: الأحد 21 أكتوبر 2012 02:52 مساءً
يواصل الحوثيون سعيهم الدءوب في تنفيذ مخططهم المستمد من النهج الإيراني – الذي كان يسمى يوماً من الأيام تكهنات رأي عام – والتي ظهرت منذ حوالي سبع سنوات عندما بدأ التحرك من جبال مران شمالاً إلى سواحل وجزر ميدي غرباً لتشكل هذه الرقعة من الأرض في مجملها ما يجري الإعداد له تحت مسمى "دويلة للمذهب الإيراني في المنطقة".
حيث تجري على قدم وساق على مدى السنوات الماضية تنفيذ تلك المخططات على طول المسافة الواقعة بين مران وميدي، ويظهر ذلك من خلال جملة من الأحداث التي نرقبها وتشهدها المنطقة بين الحين والآخر، الغريب في الأمر أن تلك الأحداث تتم في ظل غياب للدولة وصمت لسلطاتها سواء المحلية أو المركزية،
وهو ما أثار الشكوك حولها – أي الدولة- في أنها إما متواطئة في تنفيذ هذا المد الإيراني الخطير في المنطقة الشمالية الغربية للوطن والحساسة في ذات الوقت، أو أن هناك ضبابية تحلق على نظر السلطات وخاصة المركزية بحيث لا تصل إليها المعلومات الحقيقية حول ما يجري على أرض الواقع، الأمر الذي يتطلب التعامل مع الأحداث والمستجدات بجدية أكثر.
آخر التحركات التي تقوم بها جماعات الحوثي المسلحة في منطقة مستبأ بمحافظة حجة، وصول مزيد من التعزيزات المسلحة مع كميات من الأسلحة بشكل يومي منذ ما يزيد عن أسبوع، حيث وصل عدد العناصر المسلحة التابعة للحوثي حتى أمس بحسب مصادر ميدانية يتجاوز الألف مسلح، تم نشرهم في مختلف مناطق المديرية معظمهم على الحدود مع عاهم بكشر التي سبق لهم الدخول في مواجهات مسلحة مع القبائل كبدتهم خسائر فادحة.
وللتوضيح أكثر فإن المسلحين الحوثيين الذين وصلوا إلى مستبأ قدموا من محافظة صعدة، ولكثرتهم في مديرية مستبأ التي سلمت لهم بتواطؤ من النظام السابق فقد تم توزيعهم في المدارس والوحدات الصحية والمراكز الحكومية التي أصبحت بمثابة ثكنات مسلحة للحوثيين الذين يمارسون ألوان القمع والتهديد للأهالي في مستبأ التي غابت عنها السلطة تماماً.
التواجد الحوثي المسلح في منطقة حجور بشكل عام منذ ما يقرب من العام حتى الآن، عمل على قتل الحياة وفي مقدمتها الإنسان، وبحسب ما ذكرت عدد من المنظمات الحقوقية فقد عمدت تلك الجماعات على قتل المئات من أبناء المنطقة(عاهم وكشر ومستبأ) فيما ازدادت أعمالها الهمجية واعتداءاتها على أبناء المحافظة على تشريد أكثر من خمسة آلاف أسرة يعيشون في العراء، بلا مأوى أو غذاء، كما قطعت الطريق وخلقت الخوف بدلاً من الأمن، كل ذلك من أجل يحكمون قبضتهم على المنطقة بقوة السلاح..
تجري هذه الأحداث خاصة الأخيرة منها، من تعزيزات مسلحة وبحسب مراقبين في المنطقة بهدف الاستعداد للهجوم على عاهم والسيطرة على جبل المديرية كشر الذي يطل على وادي عاهم ومستبأ امتداداً إلى ميدي وسواحلها غرباً، هذه الاستعدادات المكثفة تأتي بعد أن صدتهم قبائل حجور بقوة ودحرتهم ومنعتهم من الدخول إلى كشر أو السيطرة عليها غير أن هذه المرة ومما يبدو أن الاستعدادات الحوثية كبيرة للقيام بتنفيذ الهدف بأي وسيلة كانت ومهما كانت التكاليف.
إزاء ذلك حذر مصدر قبلي بمديرية كشر الحوثيين من مغبة التمادي في غيهم والاستمرار في تهجير أو قتل الناس في المنطقة لأنهم سيكونون لهم بالمرصاد إذا ما سولت لهم أنفسهم العودة في الاعتداء عليهم من جديد، إلا أن المصدر استغرب استمرار الدولة في غيابها عندما يجري في المنطقة من عبث بالحياة بشكل عام من قبل هذه الجماعات المسلحة،مطالباً السلطة المركزية والمحلية بفرض هيبة الدولة في المنطقة وإعادة الوضع كما كان قبل اعتداءات الحوثيين القادمين أصلاً من صعدة....
تجدر الإشارة إلى أن الحوثيين كانوا قد وقعوا صلحاً مع قبائل حجور قبل ما يقرب من شهرين تضمن عودة المسلحين الحوثيين الذين قدموا من خارج محافظة حجة، إلا أن ما يحدث اليوم عكس ذلك وهو ما يؤكد نكوص جماعة الحوثي وتنصلها عن المواثيق والعهود التي يتم توقيعها معها، والتي لا تزال مستمرة في استقدام مسلحيها من صعدة إلى مستبأ يوماً بعد آخر، مما يزيد من تأجيج الوضع في المنطقة.