ناشط جنوبي يتساءل ..هل سُرقت الثورة الجنوبية؟.. مظاهرات من أجل الرئيس لا من أجل الجنوب
هل تم سرقة الثورة السلمية الجنوبية فعلاً؟ بدأ هذا السؤال يطرح نفسه بقوة في اوساط الشعب الجنوبي , ولاسيما في اوساط المثقفين.
ولكننا لن نجيب عليه وندع الاجابة عليه لهؤلاء المثقفين انفسهم . فهم اجدر مني قدرة وارفع مني علما , فأنا لا زلت في بداية مشواري العلمي ولاسيما انني اكتشف كل يوم أن مكامن الضعف عندي مازالت كبيرة. ولكني سوف اطرح ملاحظة لفتت انتباهي , وهي أن المظاهرات في الجنوب انحرفت عن مسارها الشعبي العفوي المخلص من اجل وطننا الجنوب وقضيته العادلة إلى مسار آخر , فقد اصبحت مظاهرات من أجل الرئيس القائد الملهم الذي بدونه لا يمكن ان تنتصر قضية شعب الجنوب , وأن العالم يجب أن يرى أن تلك الحشود إلى تخرج إلى ساحات النضال الجنوبي , إنما تخرج لتقول أنه هو الممثل الشرعي والوحيد لشعب الجنوب وقضيته العادلة.
وهنا تم تغييب دور شعب الجنوب وقواه الفاعلة الرئيسية التي كانت تقود نضاله السلمي طوال السنوات الماضية تلبية لإرادة هذا الشعب وليس وفقا لإرادتها الخاصة , لأنها لا تملك الأموال التي تنفقها على نقل المواطنين وشراء قماش الاعلام واللافتات ومكبرات الصوت واقامات المنصات ...الخ. إضافة إلى شراء الذمم . وما أكثرها هذه الايام , فأصبحت هذه الأموال تعز الاراذل وتهين الشرفاء , في سبيل الرئيس الملهم.
معظم الجنوبيين تساءلوا عن سبب تجاهل كل وسائل الاعلام العربية والدولية دون استثناء لمظاهرات يوم 14 أكتوبر رغم الحشود الكبيرة ولاسيما في العاصمة عدن؟ الاجابة الصادقة عن هذا التساؤل تكمن في التالي:
أولا: أنها مظاهرات لم تعد لها الطابع العفوي الجماهيري المخلص لقضية شعبنا , وإنما مظاهرات مسخرة لخدمة شخص وتياره , هذا التيار الذي اصبح يستخدم الامكانيات التي يمتلكها لتهديد القوى الجنوبية الأخرى وعرقلة كل فعالياتها النضالية إذا رفضت ان تخدم أهدافه وفي مقدمتها رفع صورة الرئيس الملهم والاعتراف بشرعيته التي لا نعرف من اين استمدها؟.
ثانيا: اقامة هذه الفعاليات النضالية لا توجه لخدمة قضايا تهم شعب الجنوب , وما اكثرها , ويمكن أن تجعل العالم يتعاطف معنا. فالمنظمين للفعاليات لهم هدف واحد سبق ذكره.
ثالثا: ايهام الجماهير وكأن الاستقلال على الابواب , وهذا سوف تكون عواقبه وخيمة على شعب الجنوب في الفترة القادمة. فشعب الجنوب صحيح أنه الفاعل الرئيسي والأول في فضيته , ولكن هناك اطراف اخرى عربية واقليمية ودولية هي فاعلة ايضا في القضية الجنوبية. وينبغي العمل معها بكل الوسائل المتاحة واستعطاف نظرتها.
رابعا: ارتباطات التيار المنظم لهذه الفعاليات بأطراف اقليمية معروفة صحيح وفرت له الأموال الكافية ليلعب دوره المؤقت في اوساط الجماهير الجنوبية , لكنه بالمقابل ادخل شعب الجنوب في نفق خطير , فقد أصبحت كل الأطراف العربية والدولية الفاعلة ترى أن شعب الجنوب دخل معها في مواجهة , وهي مواجهة خاسرة بالنسبة لشعب الجنوب , وما تجاهل العالم لفعليات 14 أكتوبر هذا العام إلا خير دليل. حتى الاقلام والصحف ووسائل الاعلام التي كانت بدأت تكتب وتتحدث عن قضية شعب الجنوب توقفت . وهذا يعني ان هنالك خطأ كبير وقعنا فيه.
وهناك قضايا أخرى لا نريد التحدث عنها , لكننا نقول لهذا التيار سوف ينفضح امرك قربيا وسوف تجد شعب الجنوب في يوم قريب يرفع شعارات ضدك مضاهية لشعاراته التي يرفعها ضد سلطات الاحتلال في صنعاء. بل قد يضطر شعب الجنوب إلى طلب الحماية الدولية من تصرفات التيار الجنوبي المتطرف. فلا تدفعوا بشعب الجنوب إلى ذلك.