صحيفة أمريكية.. الحوثيون أقصوا الجميع وأيامهم معدودة

قالت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور الأميركية إنه في حالة عدم نيل جماعة الحوثي المسلحة دعما سياسيا داخليا وخارجيا، فإنهم قد لا يبقون كثيرا في السلطة، ويخاطرون بوضع اليمن كله على حافة حرب أهلية شاملة.

ونقلت الصحيفة عن تشالز شميت عالم شؤون الجغرافية اليمنية بجامعة ميريلاند قوله إن انقلاب الحوثيين أقصى الجميع، وإن القيادة السياسية لحركة الحوثي ترغب بالهيمنة على البلد غير ملتزمين بالقواعد المعروفة.

ولفتت الصحيفة إلى القرارات التي اتخذتها الجماعة الجمعة الماضية من حل للبرلمان وإعلان مجلس رئاسي يدير مرحلة انتقالية مدتها عامان، مشيرة إلى أن اليمن يفتقر لحكومة فاعلة منذ الـ22 من يناير الماضي عندما استقال الرئيس اليمني وحكومته بعد مواجهة حادة مع الانقلابيين، الذين عزلوه عن العالم الخارجي ويخضعونه للإقامة الجبرية.

ولفتت الصحيفة إلى ردود أفعال جيران اليمن المتأثرين، مشيرة إلى رفض مجلس التعاون الخليجي ما اعتبره انقلابا في اليمن، فيما واصلت الولايات المتحدة عمليات مكافحة الإرهاب في اليمن رغم الاضطراب السياسي، وكانت أقل حدة في انتقادها للحوثيين واصفة ما فعله بأنه «لم يلب معايير حل مجمع عليه من اليمنيين للأزمة السياسية».

وحول تفاعل اليمنيين مع انقلاب الحوثيين، أشارت الصحيفة إلى الانتقادات الحادة التي وجهت لهم في مدن مثل الحديدة وإب وتعز، التي انطلقت فيها مظاهرات مناهضة، فيما حذر قادة المدن اليمينية الجنوبية والمدن الشرقية الغنية بالنفط من أنهم لن يتعاملوا مع الحكومة الجديدة.

ونقلت الصحيفة عن حكيم المسمري رئيس تحرير صحيفة «يمن بوست» قوله إن عدم تلقى الحوثيين دعم من أي من الفصائل، يجعل حكمهم عرضة للانتهاء بشكل سريع، مشيرا إلى أن الحوثيين ربما عقدوا اتفاقات خاصة مع بعض الأحزاب، الأمر الذي قد يمنحهم بعض الوقت في السلطة.

ولفتت الصحيفة إلى أن الانقلاب أثار مخاوف واسعة من حدوث صراع مفتوح بين مؤيدي الحوثيين وخصومهم، حيث يحذر بعض الخبراء من أن يلعب تنظيم القاعدة الورقة الطائفية لإذكاء معارضة متمردي الحوثي وتجنيد السنة العرب الساخطين على الانقلاب.

ويزعم كثير من المراقبين أن طهران توفر المال والسلاح للحركة الحوثية، التي تستخدم خطابا مناهضا لأميركا، لكنها تضع حرب القاعدة في قمة أولياتها.

وأضافت الصحيفة أنه رغم انجذاب كثير من اليمنيين الفقراء لخطاب الحوثيين المناهض للفساد، فإن عدم التسامح مع المعارضين أضعف الدعم لها داخل العاصمة، التي يحكمون قبضتها عليها، لكن كثيرا من محافظات اليمن تبقى خارج نطاق سيطرتهم.

وأوضحت الصحيفة أن تلك الظروف قد رآها بعض الانفصاليين الجنوبيين فرصة مواتية لاستقلال، إلا أن الشقاق بين صفوف الأحزاب الجنوبية منعهم من اتخاذ مثل تلك الخطوة.

ولفت حكيم المسمري إلى أن الحوثيين ليس لهم تأييد في الجنوب، وإذا كان مؤيدوهم بالآلاف في العاصمة صنعاء، فإن المحافظات الجنوبية تخلوا من الداعمين، وهو أمر لا يعد كافيا لحكم دولة.