صالح والحوثي: الطريق الاجباري الى الصراع (تقرير)
تعيش اليمن فراغا دستوريا اثر استقالة رئيس الجمهورية وحكومته وتركه البلد لسلطة الامر الواقع الذي فرصته جماعة الحوثي بقوة السلاح بعد ان كسرت سلطة الدولة وقوة الجيش وتمكنت من اسقاط المحافظات ضمن محيطها الجغرافي وصولا الى العاصمة التي سقطت بيد تشكيلاتها المسلحة مؤخرا لتبدو الجماعة كقوة ضاربة ومخيفة يتحاشى الجميع بما في ذلك مؤسسة الجيش والامن الدخول في مواجهة معها او حتى استنكار سلوكها الذي يحمل كافة صفات " المستعمرين " .
ويشكك الكثير من اليمنيين في قدرات جماعة الحوثي ويشيرون الى منظومة الحكم السابق التي يتربع عليها صالح باعتبارها صاحب الدور المحوري في اسقاط العاصمة والانقضاض على حكومة هادي ومحاصرتها وصولا الى اجبارها على الاستقالة .
وتشهد اليمن حالة غليان مع تفاقم ازمة الفراغ الدستوري حيث تتباين مواقف المكونات ورؤاها ازاء ما يمكن اتخاذه لتلافي حالة الفراغ .
وكانت حركة الحوثي المسلحة - وهي حركة اثنية - تحمل صفات الحركات المتمردة قد أعطت مهلة للقوى السياسية مدتها ثلاثة ايام بايجاد مخرج لازمة الفراغ الدستوري الذي تعيشه البلاد مهددة بالأقدام على خطوات منفردة لتلافي الفراغ وملوحة بمجلس رئاسي من جانب واحد في حال تعثر الاتفاق مع المكونات السياسية لايجاد مخرج عاجل للازمة .
وتراهن الجماعة على قبضتها العسكرية والأمنية في الذهاب الى تشكيل مجلسا رئاسيا حيث تخضع كافة المؤسسات الحكومية بمافيها الجيش واجهزة الامن والاستخبارات لهيمنة الجماعة ، فضلا عن تحريك قواعدها الجماهيرية في المحافظات الخاضعة لها للخروج تأييدا للخطوة باسم " الجماهير " والشعب وهما المصطلحان التي باتت تستخدمهما كلافتة في التسويق لمشروعها الانقلابي القائم على فكرتي الاستحواذ والغلبة القهرية .
ورغم تهديد جماعة الحوثي بتجاوز المكونات الاخرى الا ان محللين يرجحون عجز الجماعة عن القيام بأي خطوة منفردة في هذا الاتجاه خصوصا وان ابرز حلفائها " منظومة صالح " تسعى لانهاء الازمة عبر مؤسسة البرلمان التي تخضع لهيمنةشووية المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرجل.
وتشهد اليمن على الصعيد الميداني حراك جماهيري متصاعد ضد جماعة الحوثيين حيث ترى أغلبية الجماهير ان الجماعة تقود مشروعا انقلابيا يستهدف عملية التحول السياسي ويتجاوز في غاياته حد الرغبة في الانقضاض على النظام الجمهوري والعودة بالبلد الى ما قبل سبتمبر من العام 62 .
ويعزز من مخاوف الجماهير غلبة الخطاب العنصري والظلامي لدى جماعة الحوثيين وتجلي نزعة في السيطرة على السلطة بوصفها حقا الهيا مغتصبا من قبل الجمهوريين .
وتشهد ساحات وميادين البلاد احتجاجات متصاعدة لمئات الألوف من اليمنيين المناهضين لجماعة الحوثي وهناك حالة رفض شعبي لمشروع الجماعة يتشكل بسرعة على الارض .
ويرى مراقبون ان اقدام جماعة الحوثيين على تشكيل مجلسا رئاسيا قد يضعها في مأزق مواجهة شاملة مع الشعب ومختلف المكونات السياسية في البلاد بمن فيها حليفها الابرز صالح الذي يعتقد بعض اليمنيين انه استطاع أن يجعل من الجماعة أداة لتحقيق طموحه في العودة الى السلطة وقد بدأ عمليا في اجراءات الشروع بالامر عبر توحيد منظومته العسكرية والامنية ووضعها في حالة الجاهزية والاستعداد تفاديا لاي تداعيات قد تحدث نتيجة الهيمنة على السلطة مجددا.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها