قيادي يمني في تنظيم الدولة يكشف سبب إقدام "داعش" على حرق الطيار الأردني (تفاصيل)
نشر المنبر الإعلامي التابع لتنظيم الدولة الاسلامية مقالاً بعنوان «لماذا أحرقنا معاذ»، برر فيه القيادي اليمني أبو خباب عملية حرق داعش للطيار الاردني والذي اتهمه بارتكاب جرائم ضد المدنيين في سوريا والعراق.
كما شن الكاتب اليمني هجوما لاذعا على المتباكيين على حرق الطيار الاردني و وضع تساؤلات عدة كان أهمها: أين أنتم عندما أحرق السيسي العشرات من المسلمين أحياء في رابعة !؟.
«الخبر» ينشر مقال القيادي في تنظيم الدولة الإسلامية «أبو خباب اليماني» كما ورد..
«الحمد لله ربّ العالمين، والعاقبة للمتّقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وصلّى الله وسلّم على خاتم الأنبياء والمرسلين محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
منذ أسر الطيار معاذ، واشتعلت حرب إعلامي بين الدولة الإسلامية، ونظام الأردن.. لعبت فيها الدولة نوعاً جديداً وخاصاً بها في الدبلوماسية السياسية التفاوضية فربطت النظام الدولي ببعضه..
اليابان كداعم مالي ولوجستي، ونظام الأردن كداعم ( محارب، واستخباراتي، ولوجستي ) والولايات المتحدة كقائد عام لـ «التحالف الدولي الصليبي» أرادت أمريكا إفشال “التفاوض” من أجل أن لا يتم “الاعتراف ضمنياً” بالدولة الإسلامية.
دولة تقارع كبار الدول، ولا يهم أمريكا لا الجاسوس الياباني ولا الطيار الأردني..
وجاء رد الدولة سريعاً فذبحت الجاسوسين اليابانيين.. واشتعل الرأي العام الياباني، وانشغل الأردن بقضية معاذ والجاسوس الياباني، وفي ذلك “انتصاراً” سياسياً للدولة الإسلامية، انتهى بتعليق اليابان دعمها لـ “التحالف الدولي الصليبي” وفي ذلك رسالة واضحة أن الدخول لهذا التحالف، ليس كالدخول لنادي رياضي، بل كل من سيدخل فيه سيدفع ضريبة باهظة إن عاجلاً أو أجلاً.. إن شاء الله.
وأما الطيار معاذ، فكان له قصة أخرى:
لعب “نظام الأردن” لعبة “الحرب الإعلامية” فتم تسليط “الأضواء” على والد ووالدة معاذ.. وأهل وعشيرة معاذ.. إنهم – فيما يبدو – مثلنا ! إن معاذ – كما يقولون عنه – يصلي ! ووالده يقول: “إنه مسلم مثلنا وخرجت والدته تسترحم الحفاظ على حياة ابنها، وتظهر والدته كأي أم لنا، هذا التأثير الإعلامي الخطير، والذي يجعل عموم المسلمين يتشكك في “عدالة” قضية الدولة الإسلامية.
هل فعلاً معاذ مسلم مثل عموم المسلمين، إن أهله – فيما يبدو – مثلما عليه بقية المسلمين، فما الفرق ؟!
ولأن “الحرب الإعلامية” هي من أخطر الحروب، و”اغتصاب العقول” هو أشرس جزء في المعركة، ردت الدولة على هذه الحرب بـ ( يا أهل الأردن.. معاذ جاء ليقتلنا ) ! وهو فيلم يشرح أبعاد القضية من كافة أطرافها.
إذ أن “مشاهدة” – من طرف واحد – والدة معاذ تبكي ابنها، يجعل ملايين المسلمين تتعاطف معها ولا شك، وطلب الرحمة إن كان ثمة خطأ..! وهذا دأب الحرب الإعلامية دوماً..
ولكن عندما يشاهد المسلمين آلاف الأمهات وهي تبكي أبنائها الذي قتلوا تعذيباً وحرقاً.. تحت نيران التحالف الصليبي، وعندما يشاهد مئات النساء التي اغتصبن في سجون الطواغيت، برعاية الصليب، وعندما يشاهد آلاف المسلمين الذين تم أسرهم، واغتصابهم في سجون الصليب.. عندها ستكون “دموع” أم معاذ.. كالنقطة في بحر دموع ملايين المسلمين !!
فلماذا معاذ مرتد ؟
هل لأنه قتل مسلماً ؟ كلا ! مجرد قتل المسلم، لا يجعله مرتداً، ولكن ما جعل معاذ مرتداً، وكذلك “النظام الأردني” – وكل من شارك في التحالف الدولي بلا استثناء – هو “الدخول” تحت راية الصليب الأمريكي، وإعانتهم على قتل المسلمين..
هذا هو “مناط الكفر” – وكذلك نبذ شرع الله – بل لو كانت المشاركة مجرد “دعماً لوجستياً” – أي خدمات تموينية وغيرها – يدخل في تعداد أهل الردة.
حتى ولو كان معاذ يشهد الشهادتين، حتى ولو كان يصلي الفجر ! فإن الدخول تحت راية الصليب وإعانتهم على قتل المسلمين “فعل” يخرج صاحبه من الإسلام.
وإننا لا نقول هذا الكلام من غل أو غضب، فهذا ما قرره الأئمة الأعلام، وكبار الفقهاء – بلا خلاف – قبل أن أُولد، ويولد أبي ! ولمن شاء فليراجع كلامهم في كتب الفقه المقررة قديماً وحديثاً.
وأما مسألة التحريق بالنار: فما عليه بعض الفقهاء أنه لا يجوز ابتداء العقوبة بالنار، إلا في حالات “المعاملة بالمثل، والقصاص” ومعاذ حرّق أطفال المسلمين، ونسائهم، ورجالهم.. بنيران قاذفات طائرته !
إن على أهل معاذ التبرأ منه، لأنه عمل غير صالح ! وذلك لأن “الولاء والبراء” – وهو من أصول الإيمان – ليس على رابطة الدم أو العشيرة أو القبيلة أو القوم أو حدود الأرض..
إنما الولاء والبراء على “الإسلام” وضرب القرآن الكريم أمثلة لذلك، فسمى ابن نوح – عليه السلام – “عمل غير صالح” ولم يقبل الله شفاعة نبي دعى قومه ألف سنة إلا خمسين عاما – وهو من أولي العزم من الرسل – لم يقبل شفاعته في ابنه، وقال تعالى: { إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ } [هود : 46] وضرب مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون.. الذي قال: { أنا ربكم الأعلى } فالقضية هي “قضية الإيمان” لا “قضية الأوطان والأنساب”..
وهنا نرُد على من يقول لماذا حرقتم معاذ ولم تقتلوه وأنهث لايجوز حرقه بالنار !!
قبل أن أرد لماذا أُحرق معاذ؟ سأطرح تساؤلات لمن كان له قلبٌ يعقل بِه..
هل تعلمون ماذا فعل معاذ بأهل الشام والعراق من قصفٍ وتدمير قتل الأطفال والرُضع والنساء والشيوخ الذين لا ذنب لهم إلا أنهم قصفوهم إرضاءَ لأسيادهم الأمريكان؛ ناهيك عن قصف المساجد وانتهاك حرمات الله وإلى المتباكين على مقتله أين كنتم عندما قتل بشار الأسد الألاف من المسلمين بالغازات السامة والقصف المتواصل إلى يومنا هذا !؟
أنسيتم الحِمم التي كان يُنزلها معاذ على المسلمين المستضعفين في العراق والشام !! أنسيتم كم قتل معاذ وكم يتم معاذ من طفل وكم أرملت امرأة بسببه وكم وكم وكم…الخ
أين أنتم عندما أحرق السيسي العشرات من المسلمين أحياء في رابعة !؟
أين أنتم مما يجري للمسلمين المستضعفين في بورما وشمال أفريقيا!؟
وما فعلته القوات الفرنسيية بالمسلمين في مالي !؟
أين أنتم مما فعله الجيش الأمريكي بالمسلمين في العراق اغتصبوا النساء وأحرقوهن أمام أهلهُن!؟
والآن أرد على من قال بعدم جواز الحرق بالنار من كلام العلماء وإجماع السلف.
قال الإمام الشوكاني رحمه الله : ( قال المهلب ؛ ليس هذا نهي على التحريم بل على سبيل التواضع ، ويدل على جواز التحريق فعل الصحابة ) [ ].
قال الشوكاني رحمه الله: ( وقد حرق أبو بكر بالنار في حضرة الصحابة، وحرق خالد بن الوليد بالنار ناسا من اهل الردة، وكذلك حرق علي كما تقدم في كتاب الحدود ) [
فثبت أن أبا بكر رضي الله عنه حرق فجاءة بالبقيع، وكذا خالد بن الوليد فقد ضرب عنق مالك بن نويرة وأمر به فجعل مع حجرين وطبخ على الثلاثة قدرا.
وأمره إلى خالد فيمن ابى وحارب أن يحرقهم ويقتلهم كل قتلة، وايضا تحريق علي رضي الله عنه الغالية الرافضة الذين اعتقدوا فيه الإلهية – كما ذكره شيخ الإسلام عليه رحمة الله – وعبد الله بن جعفر رضي الله عنه مع عدو الله عبد الرحمن بن ملجم حيث قطع أطرافه ولسانه وحرقه بالنار.
وكل ذلك فعله الصحابة رضي الله عنهم، كما قال ابن كثير رحمه الله: ( كل هذا ليعتبر بهم من يسمع بخبرهم من مرتدة العرب ).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( وهكذا قال كثير من الفقهاء ؛ إذا قتله بتحريق أو تغريق أو خنق أو نحو ذلك فإنه يفعل به كما فعل، مالم يكن الفعل محرما في نفسه، كتحريم بيع الخمر واللواط به ، ومنهم من قال ؛ لا قود عليه إلا بالسيف، والأول أشبه بالكتاب والسنة والعدل ) [ ].
حديث النبي صلى الله عليه وسلم : (( من غرض غرضناه ، ومن حرق حرقناه ، ومن غرق غرقناه )).
وذهب الجمهور إلى جوازه حال القصاص، واستدلوا بقوله تعالى : {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به} ، وقوله : {فاعتدوا بمثل ما اعتدوا عليكم}.
قال الحافظ ابن حجر [9] معلقاً على تبويب البخاري لهذا الحديث “باب لا يعذب بعذاب الله”: (هكذا بت الحكم في هذه المسألة لوضوح دليلها عنده، ومحله إذا لم يتعين التحريق طريقاً إلى الغلبة على الكفار حال الحرب).
ثم بين مذاهب أهل العلم في التحريق قائلاً: (واختلف السلف في التحريق، فكره ذلك عمر وابن عباس وغيرهما مطلقاً، سواء كان ذلك بسبب كفر أوفي حال مقاتلة، أوكان قصاصاً، وأجازه علي وخالد بن الوليد وغيرهما.. قال المهلب: ليس هذا النهي على التحريم بل على سبيل التواضع، ويدل على جواز التحريق فعل الصحابة، وقد سمَّل النبي صلى الله عليه وسلم أعين العرنيين بالحديد المحمى، وقد حرق أبوبكر البغاة بالنار بحضرة الصحابة، وحرَّق خالد بن الوليد بالنار ناساً من أهل الردة، وأكثر علماء المدينة يجيزون تحريق الحصون والمراكب على أهلها، قاله الثوري والأوزاعي، وقال ابن المنير وغيره: لا حجة فيما ذكر للجواز، لأن قصة العرنيين كانت قصاصاً، وقصة الحصون والمراكب مقيدة بالضرورة، إذا تعين طريقاً للظفر بالعدو، ومنهم من قيده بأن لا يكون معهم نساء وصبيان كما تقدم، وأما حديث الباب فظاهر النهي التحريم).
لهذا أحرقت الدولة الإسلامية معاذ وعاملته بالمثل كما فعل بأهل الشام والعراق
قال تعالى : (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ ۖ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ) [سورة النحل : 126
هل تعلموا أن طائرة معاذ سقطت صباح ليلة قُصف فيه مكان وقتل فيه أكثر من 36 مسلم !
وجاء القصاص بنفس المكان!
وكم قُتل وحرق أطفال ونساء ولم نرى أحداََ يستكر عليهم أما إذا عاقبت الدولة الاسلامية من اعتدى على رعيتها فهذا إجرام واستنكار وتُصلط الأضواء والقنوات تستنكر وشيوخ العار ولحى السوء تستنكر !!
{{تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ }}
قد يكون هذا الكلام غريباً مستهجناً على سمع البعض، وتلك غربة الإسلام، وتلك هي الحقيقة.. التي عملت العلمانية على إحفاءها من ضمير وعقول وقلوب المسلمين..
تلك العلمانية التي جعلت من النظام الأردني عاهرة قذرة للنظام الصليبي الأمريكي.. به أفحش جهاز للاستخبارات يفعل ما يتعفف الصليب عن اقترافه.. هذه الحقيقة التي أخفاها علماء السلطان وجعلوا للطاغوت لحية، وشهدوا له بالإسلام، فضاع دين الناس..!!
يا أهل الأردن ويا أمتي: المعركة لم تبدأ بعد، والفتن لم تأت بعد !! وإني أكتب الآن.. لأحذر كل مسلم أن يراجع دينه، فسوف ينفصل العالم كله إلى فسطاطين: “فسطاط إيمان لا نفاق فيه”، و”فسطاط نفاق لا إيمان فيه”.. فالسعيد من نجى بنفسه، وإنها لفتن كقطع الليل المظلم يُمسي الرجل مؤمناً ويصبح كافراً، ويصبح الرجل مؤمناً، ويُمسي كافراً.. فاشغلوا أنفسكم بالبحث عن “طريق النجاة” فإن الدنيا ساعة من نهار؛ لاختبار حقيقة الإيمان..
لا مجرد ادعاءه !! ومن أدخل الحسابات القومية، وروابط الدم والنسب في “مسألة إيمانه” وجعلها محل “الولاء والبراء” فقد هلك.
فتوبوا إلى الله جميعاً – أيها المسلمون – لعلكم ترحمون »..انتهى كلامه.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها