منذ الحرب الأهلية في صيف 1994 (دارت بين القوات المسلحة التابعة ليمن الشمال والقوات المسلحة الانفصالية في يمن الجنوب)، ظلت السلطات العامة تهمل موقع صهاريج عدن مثله مثل بقية المعالم التاريخية في تلك المحافظة.
وتعد صهاريج عدن من أقدم المعالم التاريخية الشاهدة على الابتكار وحسن التدبير. وتقع مسؤولية صيانتها وترميمها على عاتق السلطات المكلفة بالمعالم التاريخية في صنعاء وليس على عاتق المتاحف أو هيئات صون الآثار في عدن. ولكن الأجهزة الحكومية في عدن لا تهتم والسلطات المحلية لم فعل شيئا حتى الآن لتسوية هذا الوضع.
كراسي موضوعة في الموقع.
عندما شرعنا في حملتنا، كان الموقع في حال يرثى لها. فالإضاءة الليلية لم تكن تعمل ولم يكن هناك ولو حتى كرسي لجلوس الزوار، ولم يكن هناك اهتمام بنظافة المكان والممرات ليست خالية ونظيفة، إذ كان الورق منثورا على الأرض هنا وهناك، وبعض الأماكن أصبح من غير الممكن المرور منها. ولم يكن هناك أي لافتة تشير إلى مكان الموقع عند المدخل. ومن ناحية أخرى، فقد تآكلت الصهاريج بفعل الزمن والتعرية وكل ما تم بناؤه على الموقع. ولا بد اليوم من ترميم هذه الصهاريج.
"الاضطراب السياسي لا ينال من عزيمتنا"
قررنا أن نقوم بحملة لدى السلطات المحلية المختصة من أجل تنظيف صهاريج عدن وصيانتها وإعادة تأهيلها. وتلقينا تدريبا كان مفيدا جدا بفضل دعم المؤسسة الأمريكية NED (الصندوق الوطني للديمقراطية). وقد سعينا في البداية إلى طلب دعم ممثلي المجتمع المدني العاملين على إعادة تأهيل وترميم التراث التاريخي والثقافي اليمني. ثم قابلنا المسؤولين الوطنيين والمحليين وخصوصا الهيئة العامة للآثار وممثلي العمدة ومحافظة عدن.
ورصدت لنا فيما بعد إمكانيات من أجل تنظيف الموقع وإعادة رونقه. وتكلف عمال النظافة الحضرية لبلدية عدن بهذه المهمة لمدة ثلاثة أيام. ونظرا لكمية النفايات، يمكن القول إنه ما زال هناك عمل كثير وعلينا إعادة تنظيم المكان.
إضاءة خارجية في موقع الصهاريج.
لم تنته الحملة بعد. وما زالت عزيمتنا ثابتة حتى في ظل الأحداث السياسية الأخيرة [ميليشيات الحوثيين أجبرت الرئيس على الاستقالة في نهاية كانون الثاني/ يناير]. نحن اليوم اعتدنا على عدم الاستقرار في عدن، وأصبح إطلاق النار والتفجيرات والاغتيالات أمورا شبه يومية. والعديد من أعضاء هذه المبادرة حاليا يجتازون فترة الامتحانات الجامعية، وحالما يفرغون سنستأنف عملنا في الدفاع عن هذا الموقع لدى السلطات لجعله مكانا جميلا من أجل الزوار.
ومن المقرر أيضا أن نقابل من جديد المسؤولين المحليين لمناقشة المراحل المقبلة، وخصوصا وضع الأضواء وتأثيث الموقع. وسنطلب تعيين حارس للموقع لأن بعض الأشخاص استغلوا إهمال السلطات العامة لكي يبنوا بطريقة عشوائية على أرض الموقع.
وحالما ننتهي من هذا العمل ننوي التوقف عند هذا الحد. علما أن هناك مواقع أخرى تحتاج إلى كل اهتمام السلطات العامة.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها