عدن.. هل تكون نهاية الحوثيين؟
المراقبون أكدوا لـ"مصر العربية" أن زحف الحوثيين نحو عدن تهور كبير، قد تكلفهم الكثير، مشيرين إلى أن فتح جبهة معارك جديدة في الجنوب قد تؤدي إلى حروب أهلية ضخمة تطيح بالحوثيين جانبا.
هلاك الحوثيين
الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، قال إن جماعة أنصار الله (الحوثي) سيطروا حاليا على مقدرات الدولة، وأصبح لهم الكلمة العليا هناك، ومن ثم يتحركون بشكل موسع للتقنين أوضاعهم بالشكل الجديد.
وأضاف الخبير السياسي لـ"مصر العربية" أن عدن تعد عاصمة الإقليم الجنوبي، والحراك الجنوبي المطالب بالانفصال غير متوافق مع الجماعة الشيعية، فهو يسعى فقط للانفصال بالإقليم، على عكس الحوثيين يسعون للسيطرة على اليمن بأسرها.
وتابع الخبير السياسي بأن دخول الحوثيين مدينة عدن، تعد بمثابة استفزاز للحراك الجنوبي، ومن ثم ستفتح الجماعة الشيعية على نفسها جبهة صراع جديدة، بجانب جبهة صراع القاعدة والقبائل، مؤكدا أن الجبهة الجديدة قد تؤجج لحرب شعبية، تضعف الحوثيين وتؤدي إلى هلاكهم.
واستطرد الخبير السياسي قائلا: أعتقد أن الحوثيين يعلمون جيدا خطورة التدخل عسكريا في مدن الجنوب، ولا أتوقع منهم احتلال عدن، على الأقل في هذه المرحلة، بل سيسعون لتوطيد أقدامهم في المدن التي وقعت تحت سيطرتهم مثل الحديدة، وباقي مدن الشمال.
أهمية تجارية
سعيد اللاوندي بدوره قال الخبير في العلاقات الدولية، الدكتور سعيد اللاوندي، إن جماعة أنصار الله (الحوثي)، تحاول أن تسيطر على محافظة عدن اليمنية، لما لها من أهمية تجارية ضخمة، خصوصا في ظل مطالب اليمنيين بنقل العاصمة إلى عدن بعد احتلال الحوثيين صنعاء.
وأضاف اللاوندي لـ"مصر العربية" أن الحوثيين يسعون حاليا إلى السيطرة على اليمن، بكل محافظاتها، ومدنها، ومن ثم ستشهد الأيام القليلة المقبلة، تحرك حوثي مكثف على كل الأصعدة اليمينة، للسيطرة على مجريات الأمور هناك، خصوصا مضيق باب المندب.
وأكد اللاوندي أن الحوثيين يسيطرون على مؤسسات الدولة في اليمن، بمباركة الولايات المتحدة الأمريكية، والتي ترى أن الجماعة الشيعية، تحقق مرادها في المنطقة، في ظل سعي الحوثيين لتقسيم اليمن، وإضعاف قوتها.
وقال الخبير في العلاقات الدولية، إن زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، يسعى استنساخ تجربة حسن نصر الله في لبنان، مؤكدا أن الجماعة ستسعى للسيطرة على اليمن بأكمله في القريب العاجل، بمساعدة إيران والولايات المتحدة الأمريكية.
وعن الحراك الجنوبي، أكد اللاوندي، أن الحوثيين سيواجهون معارك طاحنة، حال محاولتهم التقدم في مدينة عدن.
تسلل حوثي
وكانت قد أفادت مصادر يمنية أن اللجان الشعبية منعت عناصر حاولوا التسلل إلى عدن من جهة الغرب دون أسلحة، حيث يعتقد أنه تم تخبئة أسلحة لهم في مدينة عدن خلال الفترة الماضية، بتواطؤ من بعض قادات الجيش والأمن المقربين من الحوثيين.
وأوضحت مصادر محلية أن اللجان الشعبية اعترضت أعضاء المجموعة وهم على متن سيارتين في نقطة صلاح المدخل الغربي لعدن، وتم منعهم من الدخول، وإجبارهم على العودة من حيث أتوا.
وتأتي هذه الخطوة في ظل تهديدات حوثية ظهرت في الاجتماع الموسع الذي عقده أنصار الحوثي في صنعاء خلال اليومين الماضيين، بالتوجه لاقتحام عدن عاصمة الجنوب.
وقالت مصادر إعلامية إن عددا من الضباط الموالين لجماعة الحوثي في محافظة عدن بدأوا بالتحرك وعقد لقاءات سرية لبحث سبل إدخال مسلحي الحوثيين إلى المحافظة وإخراج اللجان الشعبية منها.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصادر عسكرية لم تسمها، أن "قائدا عسكريا كبيرا في محافظة عدن تعهد بإخراج اللجان الشعبية في أقرب وقت ممكن وعن طريق أبناء عدن", وكان قد منع الحوثيين صرف رواتب هذه اللجان التي تتسلمها من وزارة الدفاع واتهموا هادي الذي شكلها في الحرب على القاعدة في ابين وشبوة أن أغلب أعضاء اللجان ينتمون لتنظيم القاعدة.
استقالة هادي
الرئيس اليمني ومن جانبه رهن الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، قرار الرجوع عن الاستقالة التي كان قد تقدم بها بتغير الظروف الأمنية وبنقل الحوار إلى تعز عوضا عن صنعاء التي تخضع لسيطرة مسلحي جماعة عبد الملك الحوثي.
وعقب لقاء بين ممثلين عن أحزاب يمنية وهادي، قال أحد المشاركين في الاجتماع، إن النقاش تناول صعوبة عقد الحوار بصنعاء "كونه يجري تحت تهديد القوة".
وكانت جماعة الحوثي طرحت تشكيل "مجلس رئاسي" ليدير البلاد، الأمر الذي رفضه تيار في الحراك الجنوبي وأصر في المقابل على "ضرورة إزالة أسباب استقالة" هادي وبحاح قبل أن يعلن انسحابه من المباحثات.
والمؤتمر الشعبي العام، الذي يقوده علي عبدالله صالح، يصر على ضرورة التوجه إلى البرلمان لحسم استقالة الرئيس ورئيس الحكومة، في وقت تطالب بعض تيارات الجنوب بالانفصال, يشار إلى أن هادي ورئيس الحكومة قدما استقالتهما إلى البرلمان إثر إقدام الحوثيين على اقتحام مقرات رئاسية ومحاصرة منزلهما، وذلك بعد أشهر على سيطرة الجماعة المسلحة على صنعاء ومناطق متفرقة باليمن.
ومنذ استقالة هادي ورئيس الحكومة في 22 من الشهر الجاري، تحاول القوى السياسية برعاية الأمم المتحدة إيجاد مخرج لهذه الأزمة الطارئة، إلا أن تباين المواقف وتمسك الأطراف بشروطها حال دون ذلك.
وسيطر الحوثيون على دار الرئاسة والقصر الجمهورية وأحاطوا منزل الرئيس هادي في 19 و20 من الشهر الجاري بعد اشتباكات استخدمت فيها مختلف الاسلحة. وأسقط الحوثيون العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر الماضي، وسيطروا على المؤسسات الحكومية والأمنية، وتوسعوا إلى محافظات شمالية وغربية.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها