(الثورة في الحرس) ضباط وجنود ألوية الحرس يتمردون على قادتهم
يبدو أن حذلقة العميد أحمد علي صالح قائد الحرس الجمهوري وقائد القوات الخاصة أمام اللجنة الوزارية المكلفة بحصر قوة الجيش اليمني لم تجدي نفعاً بعد الغليان الذي يتنامى كل يوم لدى منتسبي الحرس الجمهوري،حيث استبق نجل صالح اللجان المكلفة بعملية انتقاء وتغييرات واسعة داخل الألوية الأمر الذي زاد من حدة الغليان وصعد من مطالباته برحيله وطرد قادة ألوية موالين له.
وشهدت معسكرات بوسط وجنوب وشرق العاصمة صنعاء قبل أن تمتد إلى جنوب اليمن احتجاجات طالبت بتسوية أوضاع مالية وإدارية وهتفت ضد عبثية قائد الحرس وانهاء الفساد وبيع ارقام التجنيد، وتظاهر ضباط وجنود معسكر الضبوة حرس جمهوري في احتجاجات وصلت إلى أمام مكتب قائد الحرس الجمهوري أحمد علي صالح في معسكر السواد.
وجند قائد الحرس الجمهوري الألاف الذين أطلق عليهم "بلاطجة" لقمع الثورة السلمية وهو الأمر الذي اعتبره مراقبون عبئا على وزارة الدفاع وعائقا أمام الهيكلة .
ويطالب الضباط والجنود المحتجون بقلب العاصمة صنعاء بإقالة قائد القوى البشرية بالحرس الجمهوري العميد عبدالله البزاعي وضد ممارسات قائد الحرس في تجنيد الالاف وعدم صرف استمارات لهم وحالة العبث الذي يمارس بحق المجندين الجدد والقدامى.
وأشارت المصادر إلى ان قيادة الحرس استدعت قوات لمحاصرتهم وفرضت طوقاً عليهم قبل أن تتحاور معهم وتضيف أسماءهم الى الكشوف التي سيتم تقديمها للجنة الحصر، وبعتبر معسكري السواد والضبوة أبرز معسكرين في الحرس قام صالح بتفريغ دار الرئاسة بالعاصمة صنعاء واللواء الأول حرس وسحب الدبابات والمصفحات إليهما.
اللواء 63 مشاة جبلي حرس جمهوري في بيت دهرة بأرحب لم يكن بمنأى عن الإحتجاجات حيث قام الجنود والضاط بطرد قائد اللواء العقيد أحمد الجاكي وإغلاق بوابة اللواء، ورفع المحتجون شعارات تطالب اللجنة العسكرية بسرعة إقالة الجاكي أحد رجالات المخلوع وتعيين قائد جديد له، ولم يتمكن الجاكي من العودة لقيادة اللواء حتى كتابة هذا الخبر، ويتهم ضباط وجنود اللواء العقيد الجاكي بعرقلة سير عمل لجنة الشؤون العسكرية بمديريتي أرحب ونهم "شرق صنعاء " وتلقي الأوامر من صالح ونهب حقوقهم.
ويبعد اللواء 63 حرس 70 كيلو متر شمال صنعاء ، وقام العام الماضي بقصف أحياء وقرى أرحب ودارت اشتباكات عنيفة بينه وبين رجال القبائل نتيجة منعهم له من دخول العاصمة وقمع الثورة، وشن رجال القبائل هجوماُ على المعسكر أدى لمقتل قائد اللواء العميد الكليبي، وبعد يوم واحد من تعيين قائد جديد للمعسكر العميد حميد القاضي انفجر لغم بسيارته.
وتمددت الإحتجاجات إلى معسكر "المنار" التابع للحرس الجمهوري غرب العاصمة صنعاء وهو معسكر قام بقصف قبائل الحيمة بداية الثورة وشهد الأربعاء المنصرم احتجاجات هتفت ضد قائد الحرس وطالبت بمحاكمة فاسدين وتثبيت جنود جدد استقدمهم صالح لقتال رجال القبائل في فترة الثورة ، وكان معسكر المنار تابعاً لقوات الفرقة الأولى مدرع قبل أن تنزل فيه حملة عسكرية تابعة للحرس وتسيطر عليه قبل أكثر من عام رافضة الخروج منه.
اللواء الثالث حرس جمهوري مشاة جبلي المرابط في أرحب المطل على مطار صنعاء والملحق بقيادة المنطقة العسكرية الوسطى محور عتق بقرار الرئيس هادي لم يسلم أيضاً من الإحتجاجات حيث طرد ضباط وجنود بطرد العميد الركن حسين الروحاني ومنعوه من الدخول ولم يتمكن من العودة إلى مقر القيادة حتى صدور الصحيفة.
قصر المكلا الرئاسي والذي تغيب عنه قوات الحماية الرئاسية والتي شكلها الرئيس هادي لحماية القصور والمنشئات الرئاسية ، وتحضر فيه قوات تابعة لنجل صالح تطورت الإحتجاجات إلى اشتباكات أدت إلى سقوط قتيلين داخل مقر الحرس الجمهوري بالقصر، وحسب مصادر إعلامية فإن أفراد كتيبة قوات خاصة بالقصر الرئاسي بالمكلا قامت بطرد قائدهم "يحيى الشنبري" المقرب من صالح.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط " أن إضراباً يشهده معسكر طارق في تعز للضباط والجنود للمطالبة بإقالة نجل صالح.
مدير مركز أبعاد للدراسات أرجع في حديث ل"الناس" الإحتجاجات المتكررة في معسكرات الحرس لعدة اسباب تتمثل في تمرد قيادات تلك المعسكرات على قرارات الرئيس هادي ، مشيرا إلى حالة من الضعف الذي وصلت اليه تلك القيادات وفقدان السيطرة على الأمور في المعسكرات وهي تنبئ عن عدم ثقة بين الجنود والقيادة، منوها إلى أن هذه الإحتجاجات تنبئ عن ثورة تحرر ورغبة في التغيير داخل تلك الوحدات العسكرية.
وأضاف محمد " هذه رسالة قوية رافضة للمتمردين والمعرقلين لهيكلة الجيش وتحذيرية بأنهم سيطردون في حال تعنتهم أورفضتهم ، وتؤكد على ولاء تلك الوحدات للوطن وقيادته الشرعية المنتخبة"..
الناشط في الثورة الشبابية محمد المقبلي علق على هذه الإحتجاجات بأنها غليان طبيعي في انتظار قرار رئاسي يعجل من توحيد الجيش وينهي إشكالية الإنقسام لإنه يلد إلى تراخي قد يفككك بعض بنية ما تبقى من مكونات الجيش.
وبوافق المقبلي عبدالسلام محمد القول باتساع الفجوة بين قيادة الحرس والطاقات البشرية المنضوية تحتها، منوهاً أن حنين الإنسان في الجيش إلى مؤسسة وطنية يتبعها بعد أن ظل حبيس الفرد لأكثر من ثلث قرن هي التي دفعته ايضاً للإحتجاج.
وكانت وزارة الدفاع اليمنية قد بدأت الأسبوع الماضي حصر وفحص القوة البشرية والجاهزية الإدارية في الجيش اليمني بعد تصريحات لوزير الدفاع طالب فيها نجل المخلوع بإعادة ماتم نهبه من لواء الحماية الرئاسية الأول، وتشمل عملية النزول الميداني حصر للقوى البشرية العاملة في القوات المسلحة في اليمن وفق خطة أعدتها وزارة الدفاع، والتي شكلت بموجبها لجاناً كلفت مهام النزول الميداني إلى مختلف المناطق والقوى والمحاور والوحدات العسكرية ، والتي وقعت عليها مختلف الأطراف السياسية في البلاد العام الماضي.
وبدأت اللجان الاحد الماضي نزولها الميداني إلى مختلف المناطق والقوى والمحاور والوحدات العسكرية لإعداد البيانات ومعرفة التخصصات والكوادر والمهن داخل صفوف القوات المسلحة، و سيستمر عملها لأسبوعين، ومن المقرر أن تشمل عملية الحصر كل الصنوف البرية والبحرية والجوية بهدف معالجة الاختلالات القائمة في أوساط القوات المسلحة والعمل على معالجة السلبيات بصورة صحيحة ودقيقة.
وأكد الرئيس هادي الأسبوع المنصرم على ضرورة أن تكون المؤسسة الامنية والعسكرية مبنية على اسس حديثة ومتطورة ، مشيراً ان الجيش مهته سيادية وليست سلطوية ، وتطرق هادي في لقائه مع الوفد العسكري الامريكي برئاسة مساعد وزير الدفاع شينن والذي يضم سكرتير مساعد وزير الدفاع سبنس والادميرال هارورد والعميد جروفر والبعثة العسكرية الاردنية برئاسة اللواء محمد فرغال وبعثة الاتحاد الاوروبي برئاسة نائب رئيس البعثة إلى الحاجة للمساعدات الفنية والتقنية لإعادة الهيكلة، معتبرا أن القوات المسلحة واستقرار بنيتها "اساسا متينا وقويا للوحدة الوطنية التي تتجسد فيها قوة اليمن ومكانته وسبيلا لا يستهان به في سبيل الاستقرار والامن والوحدة وتدفق الاستثمارات واعادة بنية المجتمع ثقافيا واجتماعيا ومعيشيا.
وسيساهم الوفدان في موضوع اعادة هيكلة القوات المسلحة والامن وفقا لمقتضيات المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة.