الآلاف في ساحة حرية بعدن يحتفلون بذكري ثورة أكتوبر ويكرمون المناضلين واسر الشهداء(صور)
قال المناضل عبد القوي رشاد رئيس مجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية أن ثورة الرابع عشر من أكتوبر لم تكن وليدة اللحظة و إنما تراكم لنضالات شعبنا اليمني منذ أن وطئت بريطانيا أقدامها في الجنوب أواخر القرن الثامن التاسع عشر.
و أوضح رشاد أن الجبهة القومية ومعها كل فصائل العمل الوطني قد فجرت الكفاح المسلح في ثورة عظيمة سطر فيها أبناء اليمن بشطريه آنذاك ملحمة الاستقلال الوطني المجيد و إجبار الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس عن الرحيل عن عدن والمحميات الشرقية.
و استدرك لكننا بعد ذلك تنامى داخل نفسيات القيادات للدولة الوليدة ثقافة خطيرة و هي ثقافة الإقصاء والتهميش التي جلبت لنا الطامات الكبرى في حق هذا الشعب و دمرنا كل المكتسبات التي حققناها بعد الاستقلال للأسف الشديد.
و تساءل رشاد ما لذي جرى لنا في الجنوب حين تخلينا عن التسامح و لغة الحوار و القبول بالجميع؟ وسيطر صوت واحد وحزب واحد على البلاد والعباد، واليوم نرى بوادر نفس الصراع و أسبابه.
و عدد المناضل رشاد محاسن مدينة عدن التي لم نرد لها الجميل –حد قوله- داعياً كل القوى الوطنية والفصائل و الأحزاب إلى إشاعة ثقافة الحوار و التعدد و عدم الضيق و نشر ثقافة الكراهية التي تهدد المستقبل الذي نحذر فيه من مآسي الماضي.
و طالب الجميع إلى الوقوف خلف القيادة السياسية بقيادة المشير عبدربه منصور هادي، لإخراج البلاد من مرحلتها الدقيقة والحساسة.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها رئيس مجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية في مهرجان ساحة الحرية بكريتر عدن إحتفاءً بذكرى ثورة أكتوبر وحضره الآلاف من الثوار.
وفي كلمته باسم الشباب قال الناشط الشبابي باسم الشعبي مخاطبا الجماهير: إنكم أمام مناسبة عظيمة فيها الكثير من الدروس والعبر،أمام ثورة جعلت من اليمنيين شعباً واحدا ومن اليمن وطناً كبيراً يتسع للجميع ،يكفي ثورة 14 أكتوبر أنها أول من رفعت راية اليمن واسمه خفاقا في سماء ووديان وشوارع وقرى ومدن الجنوب، لتعيده بعد طول كفاح ونضال إلى وضعه الطبيعي ومساره التاريخي وتقطع الطريق على كل من أراد لهذا الوطن أن يظل مشطراً ومتناثراً من قبل ومن بعد.
وأضاف الشعبي: تأتي هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا وبلدنا يمر بأهم وأخطر وأعقد مرحلة في تاريخه المعاصر، ألا وهي مرحلة الانتقال التاريخي من اللادولة إلى الدولة عبر ملحمة بطولية سطرتموها أنتم وكل شباب اليمن بصدور عارية وأعناق مشرئبة إلى المستقبل عبر الثورة الشبابية الشعبية العظيمة ومن قبلكم إخوانكم في الحراك الجنوبي السلمي الذي استطاع بتضحياته أن يؤسس الانطلاقة الأولى لثورات الربيع العربي الحضارية السلمية.
وتابع بالقول: أيها الشباب الثائر في ساحات الحرية والتغيير تبدو عدن اليوم وقد لبست حلة جديدة زاهية فرحة متطلعة إلى المستقبل تهفو إلى تحقيق حلمها القديم في واقعنا الجديد،فعدن مصنع الثورات، اختمرت فيها أفكار الحرية والتحرر، امتزجت فيها أفكار التغيير والتحول،لكم الحق أن تفخروا بعدن اليوم وتكرموا عدن،لأنها مدينة الإلهام،مدينة الله التي تخلقت فيها الأفكار العظيمة،الأفكار التي أراد الله أن يخرج بها الناس من ظلمات الاستبداد والاستعمار إلى نور الحرية والعدالة والمساواة والمواطنة الحقه.
و في البيان الذي صدر عن الفعالية قال مجلس قوى الثورة الجنوبية إن الحوار لغة وثقافة العصر ولا يمكن المرور إلى المستقبل إلا به فهو الطريق الآمن الذي سيجنب شعبنا وأمتنا مزالق الفوضى والعودة إلى دوامات العنف والصراعات التي طالما عانى منها شعبنا منذ ما بعد الاستقلال الوطني.
وأشار المجلس في بيان تلاه الشاب الثائر محمد وجيه في المهرجان الحاشد الذي حضره الآلاف من أبناء عدن في ساحة الحرية إحياء لثورة 14 أكتوبر إن (ثورتنا الشبابية السلمية اليوم ما هي إلا صدى وترجمة لأهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين وتجديد لمعالمها وتصحيح للمسار الذي أراده الثوار ومن أجله قدموا كل التضحيات00000).
موضحا أن القضية الجنوبية تمر اليوم بأخطر مراحلها على الإطلاق ويتحتم على جميع القوى الفاعلة في الساحة الجنوبية تحكيم العقل والمنطق وقراءة المتغيرات الإقليمية والدولية بشكل جيد لتتمكن من التوافق على الحلول المناسبة والممكنة اليوم والبناء عليها مستقبلا وعدم تفويت فرصة حرص وإجماع الإقليم والعالم على تقديم أفضل ما يمكن للقضية.
داعيا جميع القوى الفاعلة والحريصة على مستقبل أبناء الجنوب لتوقيع ميثاق شرف جنوبي يكفل للجميع حرية اختيار ما يريدون من مشاريع وأفكار تخدم وطنهم وتجريم كل أشكال العنف وثقافة الإقصاء والإلغاء لعدم جدواه في فرض أي مشاريع سياسية0
فنانو وشعراء أكتوبر في حضرة ثورة فبراير
في المهرجان جرى فيه تكريم الشهداء الأوائل والفنانين والشعراء الذين صاغوا ملحمة الثورة ، في مشهد جسد وفاء ثوار فبراير الشباب للآباء والأجداد الذين قدموا التضحيات في مسيرة ثورة في القرن الماضي وروح أهدافها تنبض بالحياة بين الشباب اليوم.
الأناشيد الثورية بالأنشودة الرائعة هتاف النصر لإبن عدن المنشد محمد الشعبي وقد تركت الانشودة أثراً طيباً في نفوس الثوار حيث كل من في الساحة قد تفاعل كثيراً معها لما لها من كلمات تحاكي نصر الثوار في ثورة فبراير.
كعادته قدم شاعر الثورة أبو حمدي شعراً أثلج به صدور الثوار لما يتمتع به الشاعر من اداء رائع وكلمات راقية.
وتم في ختام المهرجان تكريم المناضلين والشهداء في ثورة الرابع عشر من أكتوبر وعلى رأسهم أ ول شهداء 14 أكتوبر الشيخ غالب بن راجح لبوزة والشهيدة الفدائية مريم سلمان الوحدي، وأول شهيد في الحركة الطلابية قاسم هلال ثابت سعد وقائد جيش التحرير الشهيد عبدالله محمد المجعلي وأول رئيس بعد الإستقلال المناضل قحطان الشعبي و المناضل الفنان محمد مرشد ناجي والمناضل الفنان محمد سعد عبدالله والمناضل الفنان محمد محسن عطروش والمناضل الفنان أحمد بن أحمد قاسم والمناضل الشاعر لطفي جعفر أمان والمناضل الشاعر عبدالله هادي سبيت وكذا العائلة العدنية المناضلة عائلة خليفة عبر الدكتور عزام خليفة.
كما تم تكريم الفريق الحائز على بطولة دوري 14أكتوبر التي نظمه منتدى صيرة للتغيير