كواليس الصراع الخفي بين صالح والحوثيين بسبب أحمد علي
ذكر مصدر عسكري رفيع أن أزمة حادة نشبت بين الرئيـــس السابــــق علي عبدالله صالح ومندوبي جماعة الحوثي المسلحة في العاصمة صنعاء حول تقاسم السلطة بين الجانبين، حيث بدأ الطرفان توزيع تركة (الرجل المريض) الذي يطلقه البعض على الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي.
ونقل موقع «القدس العربي» عن المصدر العسكري قوله ان «الرئيس السابق علي صالح دخل في صراع مرير وأزمة حادة غير مسبوقة مع مندوبي جماعة الحوثي، اضطر معها صالح إلى إرسال وفد رفيع إلى صعدة للقاء بزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي».
وأوضح أن صالح اضطر لارسال الوفد إلى صعدة في محاولة منه لحلحلة الأزمة الطارئة بين الجانبين حول عملية تقاسم السلطة. مؤكدا أن في «مقدمة النقاط الخلافية مقترح صالح بتسليم السلطة لنجله الأكبر أحمد علي، الذي كان يتقلد منصب قائد الحرس الجمهوري في عهد رئاسة والده حتى انتقال الرئاسة للرئيس هادي»، حيث عيّنه الأخير سفيرا لليمن لدى الإمارات العربية المتحدة، كنوع من النفي الدبلوماسي.
وأشار إلى أن الأزمة التي وصلت أمس أعلى مستوى لها بين صالح والحوثيين كادت أن تؤدي إلى مواجهات مسلحة بين أتباع الجانبين، وأن بعض العقلاء نزعوا فتيل الأزمة من الاشتعال في اللحظات الأخيرة، بعد فشل اجتماع ساخن بين مندوبي الطرفين عقد في منزل أحد كبار القادة العسكريين بصنعاء.
وعبرت مصادر سياسية عديدة عن مخاوفها من اشتعال مواجهات مسلحة عنيفة بين أتباع صالح وأتباع جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء، بعد ان نجح تحالفهما في الاطاحة والانتقام من كل الخصوم المشتركة بينهما، وأن عملية (تقاسم السلطة) بين الحوثي وصالح قد تفجر أزمة عسكرية أكثر عنفا من كل المواجهات السابقة التي شهدتها العاصمة صنعاء، مع امتلاك الطرفين مقدرات عسكرية كبيرة.
وبدأت التسريبات الإعلامية لأتباع صالح تنشط بشكل واسع خلال اليومين الماضيين حول المساعي لتكليف نجل صالح برئاسة البلاد في ظل الفراغ الدستوري الراهن، وقاموا بتسريب رسالة منسوبة إلى رئيس مجلس النواب (البرلمان) يحيى الراعي يكلف فيها أحمد علي صالح برئاسة البلاد لمدى 90 يوما حتى يتم إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، رغم أن قرارا من هذا النوع يحتاج إلى الاجماع من أعضاء مجلس النواب، وهو الذي من المقرر أن يجتمع لأول مرة اليوم الأحد لمناقشة الوضع السياسي المنهار في البلاد، إلا إذا كانت الأغلبية البرلمانية لحزب صالح قد تلقت قرارا حزبيا مسبقا بذلك سيتم تمريره شكليا اليوم في مجلس النواب.
وشهدت العاصمة اليمنية صنعاء والعديد من المدن الجنوبية الرئيسية أمس مظاهرة شبابية نظمتها (حركة رفض) والتي تأسست مؤخرا للتنديد بالتمدد الحوثي المسلح، واستنكرت في مظاهرة أمس ما أسمته الانقلاب الحوثي المسلح على الرئيس هادي وعلى المؤسسات الشرعية في البلاد وفي مقدمتها مؤسسة الرئاسة والحكومة، والتي نتج عنها تقديم الرئيس هادي ورئيس الحكومة خالد بحاح إلى تقديم استقالتهما، لوصولهم إلى طريق مسدود مع الحوثيين.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها