أوﻟوﯾﺎت اﻟﺷﺎرع اﻟﯾﻣﻧﻲ.. اﻟﻣﺎء واﻟﻛﮭرﺑﺎء واﻷﻣن واﻟﻌﯾش اﻟﻛﻔﺎف
ﯾﻌﯿﺶ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﯿﻤﻨﯿﯿﻦ ﺣﺎﺿﺮھﻢ اﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻧﺎة، ﻻ ﺗﻨﺘﮭﻲ، ﺗﻼﺣﻘﮭﻢ اﻟﮭﻤﻮم اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ واﻟﻀﺮورﯾﺎت اﻟﻤﻌﯿﺸﯿﺔ اﻟﻤﻨﻌﺪﻣﺔ ﻓﻲ أﻏﻠﺐ أﯾﺎﻣﮭﻢ، ﻓﻌﺒﺪ اﻟﺤﻤﯿﺪ اﻟﺒﻜﯿﻠﻲ ﯾﻨﺘﻈﺮ ﻣﻨﺬ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم ﻋﻮدة اﻟﺘﯿﺎر اﻟﻜﮭﺮﺑﺎﺋﻲ ﻟﻤﻨﺰﻟﮫ، اﻟﺬي ﯾﻨﻘﻄﻊ ﻣﺮارا، ﻋﻦ ﻣﻌﻈﻢ ﻣﺤﺎﻓﻈﺎت اﻟﯿﻤﻦ ﺑﺴﺒﺐ اﻻﻋﺘﺪاءات اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺮض ﻟﮭﺎ اﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﻮطﻨﯿﺔ اﻟﻤﺘﻮاﺿﻌﺔ، ﻧﺘﯿﺠﺔ ﺿﻌﻒ اﻟﻘﺒﻀﺔ اﻷﻣﻨﯿﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ، ﺑﯿﻨﻤﺎ ﺗﻨﮭﺾ أم ﻋﻤﺎر ﺻﺒﺎح ﻛﻞ ﯾﻮم ﻟﺠﻠﺐ اﻟﻤﯿﺎه ﻟﻤﻨﺰﻟﮭﺎ - ﺷﺮق اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺻﻨﻌﺎء - ﻣﻦ إﺣﺪى اﻵﺑﺎر اﻷھﻠﯿﺔ، ﺑﻌﺪ اﻧﻘﻄﺎع ﻣﺸﺮوع اﻟﻤﯿﺎه اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ﻣﻨﺬ أﺳﺒﻮع، وﺗﺰداد ھﺬه اﻟﻤﻌﺎﻧﺎة ﻓﻲ اﻷرﯾﺎف واﻟﻘﺮى اﻟﯿﻤﻨﯿﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﻌﯿﺶ ﺑﻌﺾ ﻣﻨﮭﺎ ﻓﻲ ﻋﺰﻟﺔ ﻋﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ، وﻏﯿﺎب اﻟﺪوﻟﺔ ھﻨﺎك، وﯾﻠﻘﻲ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﯿﻤﻨﯿﯿﻦ ﺑﺎﻟﻠﻮم ﻋﻠﻰ ﺳﻮء ﺣﻜﻢ اﻟﺮﺋﯿﺲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪ ﷲ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺬي أطﺎﺣﺖ ﺑﮫ ﺛﻮرة ﺷﻌﺒﯿﺔ، ﺑﻌﺪ 34 ﻋﺎﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ. ورﻏﻢ اﻣﺘﻼك اﻟﯿﻤﻦ ﻣﺨﺰوﻧﺎ ﻣﺘﻨﻮﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻮارد اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ، اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻐﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﯿﺪ ﺣﺘﻰ اﻵن، ﻟﻜﻦ اﻟﻨﻔﻂ اﻟﻀﺌﯿﻞ ﯾﻤﺜﻞ اﻟﻤﻮرد اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻻﻗﺘﺼﺎده اﻟﻘﻮﻣﻲ، إذ ﯾﻨﺘﺞ ﺣﺎﻟﯿﺎ ﻧﺤﻮ 220 أﻟﻒ ﺑﺮﻣﯿﻞ ﯾﻮﻣﯿﺎ، ﺑﯿﻨﻤﺎ ﯾﻌﯿﺶ ﻧﺤﻮ 40 ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻜﺎن ﻋﻠﻰ أﻗﻞ ﻣﻦ دوﻻرﯾﻦ ﻓﻲ اﻟﯿﻮم.
ﯾﻘﻮل اﻟﻤﺤﻠﻞ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻧﺼﺮ طﮫ ﻣﺼﻄﻔﻰ، إن «أوﻟﻰ اﻷوﻟﻮﯾﺎت اﻟﺘﻲ ﯾﺤﺘﺎﺟﮭﺎ اﻟﯿﻤﻦ، ﺗﺘﻤﺜﻞ ﺑﺎﻷﻣﻦ واﻻﺳﺘﻘﺮار، ﻓﻔﻲ ﺑﻠﺪ ﻛﺎﻟﯿﻤﻦ ﯾﻌﺘﺒﺮ اﻟﻤﺪﺧﻞ اﻟﻤﻨﻄﻘﻲ واﻟﻄﺒﯿﻌﻲ ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺑﻘﯿﺔ اﻻﺧﺘﻼﻻت، وﯾﺸﻤﻞ ﺗﺜﺒﯿﺖ اﻷﻣﻦ ﻣﺤﺎرﺑﺔ ارھﺎب إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺑﻘﯿﺔ اﻻﺧﺘﻼﻻت اﻷﻣﻨﯿﺔ اﻟﻤﺴّﯿﺲ ﻣﻨﮭﺎ وﻏﯿﺮ اﻟﻤﺴّﯿﺲ». وﯾﺆﻛﺪ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﯾﺢ ﻟـ«اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ» أﻧﮫ ﻣﻊ اﻟﺘﺮﻛﯿﺰ اﻟﺸﺪﯾﺪ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻌﺎدة اﻷﻣﻦ اﻟﻌﺎم ﯾﺠﺐ أن ﺗﻤﻀﻲ ﺑﻘﯿﺔ اﻟﻤﺴﺎرات ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻮاز ﻛﺎﻟﺴﯿﺎﺳﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎد واﻟﺨﺪﻣﺎت واﻹدارة وﺳﺎﺋﺮ اﻹﺻﻼﺣﺎت.
وﺑﺤﺴﺐ ﻣﺼﻄﻔﻰ، ﻓﺈن «اﻟﻤﺪﺧﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ اﻷﻣﻦ واﻻﺳﺘﻘﺮار ﯾﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﺳﺘﻌﺎدة ھﯿﺒﺔ اﻟﻘﻀﺎء وإﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ آﻟﯿﺎت ﻋﻤﻠﮫ، ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﻤﺜﺎل ﻟﻮ أن ﻣﺤﺎﻛﻢ ﻣﺴﺘﻌﺠﻠﺔ ﺗﻢ ﻋﻘﺪھﺎ ﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﻣﻦ ﯾﻘﻄﻌﻮن اﻟﻜﮭﺮﺑﺎء وﯾﻔﺠﺮون أﻧﺎﺑﯿﺐ اﻟﻨﻔﻂ ﻻرﺗﺪع اﻟﺠﻤﯿﻊ وﺗﻮﻗﻔﺖ ھﺬه اﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﺣﯿﺎة اﻟﻤﻮاطﻨﯿﻦ اﻟﻤﻌﯿﺸﯿﺔ».
وﺧﻼل أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺎم وﻧﺼﻒ اﻟﻌﺎم ﯾﻌﯿﺶ اﻟﯿﻤﻨﯿﻮن ﻓﻲ أزﻣﺎت ﻣﺘﻼﺣﻘﺔ وﻣﺘﻮازﯾﺔ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﮭﺎ اﻟﺒﻌﺾ، ﺳﻮاء ﻓﻲ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ أو اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ أو اﻷﻣﻨﯿﺔ، ﻟﻜﻨﮭﻢ ﯾﺤﺎوﻟﻮن اﻟﺘﻜﯿﻒ ﻣﻊ ذﻟﻚ، وﯾﻨﺘﻈﺮون ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﮭﻢ ﻓﻲ اﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﯿﮭﺎ، ﻓﺒﺤﺴﺐ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﯿﻤﻨﯿﺔ ﻓﺈن اﻟﯿﻤﻦ ﯾﺤﺘﺎج إﻟﻰ 2.17 ﻣﻠﯿﺎر دوﻻر، ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﺟﻞ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻻﺳﺘﻘﺮار وﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﻤﺘﺸﺪدﯾﻦ وﺗﺨﻔﯿﻒ اﻷزﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ، وﯾﺤﺘﺎج إﻟﻰ 5.8 ﻣﻠﯿﺎر دوﻻر أﺧﺮى ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻟﺘﻄﻮﯾﺮ اﻻﻗﺘﺼﺎد واﻟﺒﻨﯿﺔ اﻟﺘﺤﺘﯿﺔ، ﻣﻨﮭﺎ 3.7 ﻣﻠﯿﺎر دوﻻر ﻗﺒﻞ ﻋﺎم 2014.
ﯾﻘﻮل أﺳﺘﺎذ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺪﻛﺘﻮر طﮫ اﻟﻔﺴﯿﻞ: «اﻟﺸﻌﺐ اﻟﯿﻤﻨﻲ ﯾﺮﯾﺪ أن ﯾﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﮫ اﻟﺘﻲ أﺛﺮت ﻋﻠﻰ ﺣﯿﺎﺗﮫ اﻟﻤﻌﯿﺸﯿﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﺳﻠﺒﺎ، ﯾﺮﯾﺪ أن ﯾﺠﺪ ﺗﺤﺴﻨﺎ ﻓﻲ ﺑﻠﺪه، وأﻋﺘﻘﺪ أن اﻷھﻢ ﻓﻲ ﻛﻞ ذﻟﻚ ھﻮ ﺗﻮﻓﯿﺮاﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﻜﮭﺮﺑﺎء اﻟﺘﻲ ﯾﺆﺛﺮ ﻏﯿﺎﺑﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺘﺼﺎد ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم».. وﯾﻀﯿﻒ اﻟﻔﺴﯿﻞ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﯾﺢ ﻟـ«اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ»: «وﯾﺒﻘﻰ اﻷﻣﻦ واﻻﺳﺘﻘﺮار ھﻮ اﻷﺳﺎس ﻓﻲ ﺗﺤﺴﻦ اﻟﻈﺮوف اﻟﻤﻌﯿﺸﯿﺔ ﻟﻠﯿﻤﻦ، ﻓﮭﻮ ﯾﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻮاﻧﺐ ﻛﺎﻓﺔ، وإذا اﺳﺘﻄﺎع اﻟﯿﻤﻦ اﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻓﺈن ﺑﻘﯿﺔ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ واﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﯾﻤﻜﻦ اﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﯿﮭﺎ».. ﻣﺸﯿﺮا إﻟﻰ أن «اﻟﺼﺮاع اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ اﻧﻌﻜﺲ ﺳﻠﺒﺎ ﻋﻠﻰ اﻷوﺿﺎع اﻷﻣﻨﯿﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﯾﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﯿﺸﺔ اﻟﻤﻮاطﻦ».
وﯾﻌﺘﺒﺮ اﻟﻔﺴﯿﻞ أن «اﻟﺤﻠﻘﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﻟﻸﺳﻒ اﻟﺸﺪﯾﺪ ھﻲ اﻟﺤﻠﻘﺔ اﻷﺿﻌﻒ ﻟﻠﺪوﻟﺔ، وھﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺆدي إﻟﻰاﻧﺘﺸﺎر اﻟﻔﺴﺎد واﻟﻔﻮﺿﻰ، وﻟﮭﺬا ﯾﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل إن اﻟﯿﻤﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ إﻏﺎﺛﺔ ﻋﺎﺟﻞ، ﻓﺎﻹﺣﺼﺎﺋﯿﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻋﻦ اﻟﯿﻤﻦ ﺗﺸﯿﺮ إﻟﻰ ﺗﺪھﻮر اﻟﻤﻌﯿﺸﺔ وﺗﺤﺬر ﻣﻦ اﻟﻔﻘﺮ اﻟﻐﺬاﺋﻲ، وھﻮ ﯾﻌﯿﺶ ﻓﻲ وﺿﻊ ﺳﯿﺎﺳﻲ واﻗﺘﺼﺎدي وإﻧﺴﺎﻧﻲ وأﻣﻨﻲ ﺧﻄﯿﺮ وﺻﻌﺐ وﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﯾﻢ اﻟﻌﻮن واﻟﻤﺴﺎﻋﺪة».
وﯾﺆﻛﺪ اﻟﻤﺤﻠﻞ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺎري طﺎھﺮ أن «أوﻟﻮﯾﺔ اﻟﻤﻮاطﻦ اﻟﯿﻤﻨﻲ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ أوﻟﻮﯾﺎت اﻟﻨﺨﺐ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ واﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ، ﻓﮭﻲ ﺗﺘﻠﺨﺺ ﻓﻲ اﻷﻣﻦ واﻟﺴﻼم واﻻﺳﺘﻘﺮار واﻟﻌﯿﺶ اﻟﻜﻔﺎف».