الكشف عن دول خارجية وقوى داخلية تهدف لتوقيف مسودة الدستور الاتحادية
نقلت صحيفة القدس العربي عن مصدر سياسي رفيع القول إن هادي لجأ إلى زيارة قطر قبل ستة اشهر من أجل تخفيف الضغط عليه من قبل المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة بعد مطالب «ثقيلة» منه من أجل وأد المشروع الفدرالي في اليمن، ومضاعفة الضغوط عليه عقب سقوط نظام محمد مرسي في مصر.
وحسب الصحيفة تلقى هادي اتصالين هاتفيين عقب سقوط نظام مرسي بيوم واحد، الأول من رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والثاني من ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز، قال المصدر إنها تتعلق بهذه المطالب الثقيلة.
وأوضحت الصحيفة أن فحوى الضغوط السعودية-الإماراتية تتمحور حول تضييق خناق مشروع الدولة الاتحادية في اليمن، ومحاولة سحب البساط من تحت ارجل الرئيس اليمني ، عبر دعم بقايا نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح ومشائخ مواليه له والتيارات السياسية المناهضة للتيار الزيدي.
ونقلت الصحيفة ذاتها عن مصدر قالت إنه وثيق الاطلاع ان الإمارات العربية المتحدة وعدت بدعم أتباع صالح بمليار دولار لتمويل ترشيحهم في الانتخابات الرئاسية والنيابية القادمة، وأنها رصدت لكل دائرة انتخابية تابعة لأتباع صالح بنحو نصف مليار ريال يمني (حوالي مليونين ونصف مليون دولار).
وأشار إلى أن السفير اليمني في أبوظبي العميد أحمد علي، نجل علي عبدالله صالح، تفرغ تماماً لملف الدعم الاماراتي لبقايا نظام صالح، وأنه لم يداوم في مكتبه بأبوظبي سوى يوم واحد، فيما يقضي أغلب أوقاته في إقامة حملة علاقات عامة مع الشيوخ المؤثرين في دولة الامارات.
وبحسب الصحيفة فإن هادي توجه نحو الدوحة لإيصال رسالة سياسية عبرها للرياض بأنه لم يعد بمقدور الرياض التحكم بكل الأوراق السياسية في اليمن كالماضي ، خاصة بعد التغيير السياسي، الذي حصل كنتاج للثورة الشعبية ضد نظام صالح عام 2011.
ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي قوله إن الرياض تمارس ضغوطاً كبيرة على الرئيس هادي قبل اشهر عديدة لاتخاذ قرار رئاسي بعدم التنقيب النفطي في محافظة الجوف اليمنية، التي يعتقد أنها تربض على كميات كبيرة من النفط، لكنه رفض بشدة هذا الطلب السعودي واعتبرهما خارج صلاحياته، مبرراً ذلك بأنه رئيس انتقالي.
ونقلت الصحيفة عن مصادر خاصه ان هناك معلومات ان صالح ونجله أحمد والنظام الامني السابق «كانوا ينسقون مع الايرانيين بشكل متواصل ومع الحوثيين»، وان مسؤولين اماراتيين «شكلوا حلقة وصل بين الاطراف الثلاثة، صالح والحوثي وايران، بهدف الانقضاض على الرئيس هادي الذي رفض طلباً اماراتياً مباشراً بإبعاد الاخوان المسلمين من السلطة نهائياً، كشرط لوقف دعم الامارات لعلي صالح ولتقديم دعم اقتصادي ومالي لليمن».
وكان وفد امني اماراتي زار صنعاء سرّاً قبل شهرين والتقى الرئيس اليمني السابق وأبرزمعاونيه كمهدي مقولة، وقادة من جماعة الحوثي في مقدمهم صالح هبره رئيس المجلس السياسي لـ»أنصار الله» ومحمد مفتاح، للتنسيق بشأن التحرك الذي أسفر عن السيطرة على صنعاء.
وأفاد مصدر مطلع للصحيفة ان «الخلية» التي خططت للسيطرة على صنعاء بدأت التحرك من الامارات حيث المقر الرئيسي لأحمد نجل علي صالح الذي قاد خطة من اسقاط المواقع والنقاط العسكرية والتنسيق مع قيادات في الجيش وتكوين خلايا للسيطرة على الاذاعة والتلفزيون وايقاف الحركة في مطار صنعاء وتسليمها الى جماعة الحوثي وضرب جميع محطات توليد الكهرباء ومواقع محددة بقذائف صاروخية.
وأضاف أن المخططين أعدّوا قائمة باسماء عشرات الضباط لاستهدافهم، اذ زوّدت «خلايا السيطرة» بصور من سجل الاحوال المدنية وسجلات عسكرية ومدنية ووظيفية وخرائط لمواقع منازل الضباط المستهدفين، وكلّف اللواء مهدي مقولة بتنفيذ هذا الجانب من الخطة بالتنسيق مع قيادات حوثية.
وتشير التقديرات الى اشتراك خمسة آلاف مقاتل تابعين لصالح، معظمهم من سنحان مسقط رأسه وبلاد الروس وبني بهلول في عملية صنعاء الأخيرة، وهو ما حدث أيضا في عملية إسقاط عمران حيث استعان صالح بقبائل موالية له، وواصل الاستعانة بها في إسقاط صنعاء.
المصدر: القدس العربي
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها