ماذا يعني قدرة قبائل مأرب على كسر شوكة الحوثيين؟
تتحضر مأرب لارتداء بزة الحرب ومواجهة جماعة الحوثي التي تحشد مقاتليها من معقل الجماعة صعدة وصنعاء ومختلف المحافظات التي سقطت في قبضة عناصرها المسلحة باتجاه محافظة مارب النفطية .
وتعد محافظة مارب اليمنية عاصمة لإقليم سبأ وفيها ترتكز معظم الثروات التي تشكل عصب الاقتصاد الوطني .
ويسعى الحوثي الذي اطلق عناصره من كهوف صعدة لابتلاع المحافظات الى السيطرة على محافظة مارب ذات الاهمية الاستراتيجية لجماعة الحوثي ، فالجماعة تراهن على احكام قبضتها على البلاد وثرواته واخضاع الجميع للاعتراف بها كقوة وحيدة مخولة برعاية شؤون اليمنيين من خلال فرض واقع بقوة السلاح .
وتقطن مارب قبائل تتجاذبها الاستقطابات السياسية في صنعاء وهي تنتمي الى اكثر من لون سياسي وايدلوجي في البلاد غير ان الاحداث الاخيرة وتداعيات سقوط العاصمة في يد جماعة الحوثي دفعت باتجاه خلق كتلة قبلية عريضة ومتماسكة في محافظة مارب خشية ان يمثل تفرقها عامل ضعف يستغله الحوثي لاختراق مكوناتها كطريق لبسط نفوذه وهيمنته على المحافظة .
وكشفت الايام الاخيرة متانة الوعي لدى قبائل مارب بضرورة التوحد في مواجهة المد الحوثي وهي مأخوذة بهاجس المناطق التي آلت الى نفوذ الحوثي بسبب الفرقة والانقسامات حيث تعرضت رموز قبلية واجتماعية للتنكيل والاهانات على يد مسلحي جماعة الحوثي بعد ان تمكنت الجماعة من بسط سيطرتها على مناطقهم ومديرياتهم ، بل وتعدى الاستهتار بهم الى تعيين حكاما على هذه المديريات محسوبين عليها من معقل نفوذ الجماعة في محافظة صعدة .
وكانت أكثر من عشر محافظات يمنية قد سقطت في يد جماعة الحوثيين المسلحة خلال اقل من عام واحد بما في ذلك العاصمة صنعاء حيث تمارس الجماعة الان السلطة عمليا وتسيطر على القرار السياسي وتقوم باصدار قرارات شبه يومية بتعيينات لعناصرها في معظم مؤسسات الدولة بمن فيها مؤسستي الجيش والامن .
وخاضت جماعة الحوثي المسلحة حروب مريرة مع مكونات قبلية وعسكرية ومجتمعية ضمن خارطة المحافظات التي استهدفتها الا انها كانت تحقق الانتصار في النهاية رغم الخسائر الفادحة في صفوف عناصرها وتمكنت من اسقاط عشر محافظات ما يعني ان نصف البلاد تخضع الان لوصايتها وهيمنتها .
وكان شيخ قبلي بارز في مدينة مأرب قد هدد بدفن الحوثيين في مارب متوعدا بأن تكون مارب مقبرة لهم في حال اقدموا على اجتياح المدينة .
وقال مبخوت الشريف،وهو شيخ قبلي مناوئ للحوثيين ويرأس فرع حزب التجمع اليمني للاصلاح في المحافظة إن “رجال القبائل في المحافظة مستعدون للإحتمالات كافة لمواجهة مسلحي جماعة الحوثي إذا ما ركبوا رؤوسهم وقرروا مهاجمة مأرب للسيطرة عليها”.
وكشف الشريف في تصريحات نشرتها صحيفة "السياسة" الكويتية، أن نحو 30 ألف مسلح من قبائل مراد والجدعان وبني جبر وعبيدة جاهزون لهذا الأمر وقد احتشدوا في مناطق التماس مع الحوثيين الذين حشدوا خمسة آلاف من مقاتليهم في منطقة حريب القراميش ومفرق الجوف.
وتعهد الشريف أن تكون مأرب مقبرة لمسلحي الحوثي وهزيمتهم وهزيمة كل من يفكر في غزوها، لافتاً إلى أن “كل المؤشرات تدل على أن الحوثي يريد المشكلات لأبناء مأرب والسيطرة على المحافظة اليوم قبل غد, ولولا خوفه من الهزيمة لكان فعلها”.
وحذر الشريف من اي محاولات للتآمر على مارب في رسالة يعتقد انها موجهة لرئاسة النظام وحلفاء الحوثي في صنعاء .وقال ان ذلك سيدفع قبائل مارب الى الرد بقوة وحسم وان الحوثي لن يهنأ بثروات مارب في اشارة الى احتمال قيام رجال القبائل بتفجير انابيب النفط والغاز .
ونفى الشريف اي تواجد لمسلحي تنظيم القاعدة في مارب ، واعتبر أن هذه الاتهامات تندرج ضمن المؤامرة على مأرب حيث يسعى الحوثي لالصاق تهمة الارهاب بأهالي مارب لكسب موقف العالم في اطار تحركه العسكري للسيطرة على المحافظة .
وتشهد مارب حالة من الاستنفار حيث تقوم القبائل بحشد مناصريها وتدريبهم على القتال في معسكرات تابعة لها في بعض مديريات المحافظة استعدادا لاي مواجهة مسلحة مع الحوثيين .
وكشف تقرير مقتضب موازين القوة العسكرية لدى جماعة الحوثي في مقابل حشود قبائل مارب التي جهزت نحو 13 الف مقاتل من أبنائها للدفاع عن المدينة وفقا للتقرير بالاضافة الى مئات المقاتلين القادمين من محافظتي الجوف والبيضاء والذين يتوافدون حاليا الى مدينة مارب للمشاركة في الحرب القادمة مع مليشيا انصار الله الحوثيين .
ونوه التقرير الى تفوق كبير لجماعة الحوثي في العتاد العسكري حيث يعرف عن الحوثيين امتلاكهم لمختلف انواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والعتاد العسكري الحديث والذي استولت عليه من معسكرات الجيش ابان اجتياح العاصمة صنعاء من قبل تشكيلاتها المسلحة والتي باتت تعرف " بالمليشيات " ،
الا ان التقرير عاد وأشار الى امكانية تعطيل هذه القوة من قبل قبائل مارب الملمة بالطبيعة الجغرافية للمحافظة وبل ويمكنها قلب المعادلة وكسر شوكة الحوثيين .
وكانت احزاب المؤتمر الشعبي العام وحلفائه والمشترك وشركائه قد أصدرت بيان موحدا تضمن رفض هذه الاحزاب مساعي اسقاط المحافظة بيد الحوثيين .
واكد بيان صادر عن القوى السياسية في مارب رفض الاحزاب الكامل لاي محاولة لاجتياح المحافظة ووقوفها الى جانب قبائل المحافظة لما من شأنه درء الخطر الحوثي عنها .
ويعكس موقف الأحزاب السياسية في مارب حالة الاجماع والتلاحم الذي تشهده المحافظة ضد المد الحوثي ويمكن ان يشكل حافز لبقية المحافظات خصوصا وقد شهدت محافظة تعز اللحمة عينها وتمكنت عبر موقفها الموحد من درء الخطر الحوثي بعد ان كانت المؤشرات تفيد بحالة من التحشيد تقوم بها مليشيات الحوثي بغرض السيطرة على المدينة .
وينتظر اليمنيون ما ستؤول اليه المعركة القادمة في محافظة مارب ، حيث يرى غالبية المواطنين ان انتصار الحوثي سينعكس سلبا على مستقبل الدولة وفي المقابل يعتقدون ان قدرة القبائل على كسر شوكة الحوثيين سيفتح الطريق امام حركة تحرر وطنية شاملة لاستعادة الدولة من قبضة المليشيات .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها