كاتب بريطاني يحذر فرنسا من محاولة غزو اليمن ردا على "هجمات باريس"
حذر الكاتب البريطاني بيتر ويبر في مقال له بمجلة (ذا ويك) اليوم الخميس فرنسا من التفكير في غزو اليمن ردا على الهجمات التي ضربت فرنسا الأسبوع الماضي والتي أعلن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية أمس الأربعاء مسئوليته عنها.
ويرى ويبر أن مثل تلك الهجمات تحتاج إلى رد، والرد قد بدأ فعليا من جانب الحكومة الفرنسية، فمثلما فعلت الولايات المتحدة في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية عام 2001، فقد تحركت باريس فعليا للحد من الحريات المدنية وزادت من الإجراءات الأمنية المشددة فضلا عن تصويت مجلس النواب الفرنسي بأغلبية ساحقة أول أمس الثلاثاء على استمرار المشاركة في غارات التحالف الدولي على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العراق وسوريا.
ويوضح ويبر أن فرنسا توسع من حملتها الحالية على داعش، الذي يمثل تهديدا أكبر عليها وعلى جيرانها، لاسيما بعد ورود تقديرات تشير إلى سفر قرابة 5000 ألف من مواطني أوروبا إلى سوريا والعراق للقتال إلى جانب التنظيم، غير أن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند قد يميل إلى توسيع التدخل العسكري لبلاده في الشرق الأوسط عن طريق غزو انتقامي لليمن.
وشدد الكاتب على ضرورة رفض ذلك التوجه من قبل أولاند وحكومته، لسببين، الأول هو أن فرنسا ليست بحاجة لتوريط نفسها في "صداع" جديد، فاليمن في حالة فوضى، وتجتاحها حرب أهلية بين الحوثيين الشيعة، الذين سيطروا على العاصمة صنعاء، وبين تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية والفصائل السنية الأخرى، فضلا عن عدم وجود حكومة مركزية قوية ما سمح لتنظيم القاعدة بالتحرك بحرية في أجزاء واسعة من اليمن.
أما السبب الثاني فهو أن الإرهابيين سيردون على أي إجراء تقوم به فرنسا وقد يكون الرد عنيفا، وقبل أن توجه فرنسا الضربات العنيفة للقاعدة في اليمن أو أي مكان آخر، عليها التفكير جيدا في رد الفعل الذي سيتخذه التنظيم المتشدد، وبناء عليه عليها أن تتصرف بالشكل الذي يخدم مصالحها.
ويستشهد الكاتب البريطاني بما قاله رئيس تحرير السابق لصحيفة القدس العربي اللندنية عبدالباري عطوان في لقاء سابق مع شبكة (إيه بي سي نيوز) الأمريكية بعد لقاء أجراه مع الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن عام 1996: "يبدو لي وأن بن لادن لديه استراتيجية طويلة الأمد في التعامل مع أمريكا، فقد أخبرني شخصيا أنه لا يستطيع الذهاب ومقاتلة الأمريكيين داخل بلادهم، لكن إذا نجح في استثارتهم وجرهم للشرق الأوسط والعالم العربي، فسيلقنهم درسا قاسيا، ويبدو أن احتلال العراق حقق أمنيته".
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها