اليمن ينزف دمًا .. وهادي وصالح يلعبان بورقة الحوثي ويتصارعان على الحكم

دولة تحتضر وتقترب من السقوط، وجماعات مسلحة بداخلها تُصر على إعلانها شيعية، ورئيسان يتصارعان على الحُكم، يلعبان بورقة الحوثيين، حالٍ قدم جميع التنازلات السياسية، وسابقٌ يُصر على إنتاج نظامه من جديد، ومعارضة شيعية تطمح في تحويل العاصمة من إسلامية إلى شيعية.
إنه اليمن الجريح الذي يسير نحو الهاوية، تتمزق مُدنه واحدةُ تلو الأخرى، ويدفع الشعب ثمن صراعات قادته.
فبين نظامين، حاكم وسابق، وحوثي يتحكم في البلاد، وقاعدة وسعت نشاطها واتجهت إلى تفجير بعض البلدان الغربية.. اليمن التي تُفتتها الصراعات، بدت وكأنها علي اعتاب الانزلاق إلى حرب أهلية، مقولة عبرت عن الواقع المؤلم الذي تعانيه اليمن في الفترة الأخيرة.
وازدادت الأوضاع سوءًا للشعب اليمني، وسط الأزمة السياسية المتصاعدة، والقتال الدموي المتناحر بين الجيش، وتنظيم القاعدة، وجماعة الحوثيين، فلعنة الموت تُطارد الجميع، والانقسامات السياسية، وبوادر الانقلابات العسكرية التي بدأت تُطل برأسها أراضي اليمن.
القرار السياسي
وتُسيطر جماعة عبد الملك الحوثي علي غالبية المدن اليمنية، وكذلك مؤسسات الدولة، كما أنها تُسيطر علي صناعة القرار السياسي والعسكري، خصوصًا وأنها القوة العسكرية الأقوى المدعومة من إيران.
ففي الفترة الأخيرة بدأ الحوثي يتوغل في الجيش اليمني، بعدما بدأ الرئيس الحالي منصور هادي، بتعيين قيادات حوثية في الجيش، آخرها تعين العميد زكريا يحيى محمد الشامي صاحب الـ 42 عامًا نائبًا لرئيس هيئة الأركان العامة وترقيته لرتبة لواء.
ومن بعد الجيش، بدأ الحوثي يدخل أروقة الداخلية، فأصدر الرئيس اليمني منصور هادي قرارات بتعيين قيادات لقوات الأمن الخاصة، جميعهم محسوبون على جماعة الحوثي والرئيس السابق علي عبد الله صالح.
نظام علي عبد الله صالح
وقضى القرار بتعيين العميد الركن عبد الرزاق محمد إسماعيل المروني (محسوب على الحوثي) قائدًا لقوات الأمن الخاصة.
كما أصدر هادي قرارًا آخر قضى بتعيين كل من العميد الركن علي يحيى قرقر (محسوب على الرئيس السابق علي صالح) رئيسًا لأركان قوات الأمن الخاصة والعقيد ناصر محسن الشوذبي (محسوب على الحوثي) رئيسًا لعمليات قوات الأمن الخاصة.
المراقبون رأوا أن ثورة مُضادة تُدار ضد منصور هادى، يقودها نظام الرئيس السابق على عبد الله صالح، موضحين أن الانقلاب العسكري يُجهز له من قبل النظام القديم، مشيرين إلى أنَّ هادي وصالح يتصارعان علي الحُكم، ويتفقان في دعم الحوثيين.
وقود إيران
الدكتور محمد حسن الخبير في العلاقات الدولية، قال إنَّ الشعب اليمني يدفع فاتورة الصراعات السياسية التي تعصف بصنعاء مؤخرًا، مضيفًا أنَّ تساهل منصور هادي مع التمدد الحوثي في البلاد أضعف مؤسسات الدولة، وجعلها رهينة في أيدي مجموعات تمثل الوقود الإيراني في اليمن.
وأوضح الخبير في العلاقات الدُولية لـ"مصر العربية" أنَّ تغول الحوثيين ومواصلتهم رفع السلاح في وجه الدولة، سيقف حائلًا دون تحقيق استقرار سياسي وأمني، قائلًا إن اليمن يصعب قراءة مستقبلها الآن.
وتابع: أن هادي وصالح يلعبان بورقة الحوثيين، فكلا النظامين يتودد إليهم، استنادًا لقوتهم وسيطرتهم علي مفاصل الدولة اليمنية، دون النظر لمصير الشعب اليمني الذي لا يرغب في وجود الجماعات الحوثية المدعومة من إيران في صنعاء.
سيطرة الحوثي
وقال مستشار سياسي للرئيس عبدربه منصور هادي، إنَّ الدولة بهياكلها ووزاراتها ومؤسساتها "لا تحكم البلاد"، وجماعة أنصار الله الحوثيين هي من "تحكم".
وتطرق عبد الكريم الإرياني إلى الأسلحة التي يمتلكها الحوثيون، موضحًا أن "الحوثي يمتلك من السلاح والذخائر أكثر مما يمتلكه الجيش اليمني".
وذكرت تقارير صحيفة محلية في وقت سابق، أن الرئيس اليمني يعيش أوضاعا صعبة، بسبب بسط جماعة أنصارالله الحوثيين سيطرتهم على العاصمة صنعاء وإحلال أنفسهم بدلًا من الأجهزة الحكومية الرسمية خاصة في الأمن والقضاء وزيادة تدخلهم في عمل الوزارات والمكاتب الحكومية.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها