هادي يحرك البوصلة إلى الجنوب تمهيدا لتقسيم اليمن
الرئيس اليمني يأمر بتجهيز موازنة لأربع محافظات جنوبية وتحويل الأموال إلى البنك المركزي في عدن تحضيرا لتجزئة البلاد إلى عدة أقاليم.
يحاول الرئيس اليمني عبدربه منصور التخلص من الحصار الذي تفرضه جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء بالتحايل وتجهيز موازنة خاصة بمحافظات الجنوب تُصرف من البنك المركزي في عدن بغية عدم التعرض لمضايقات الحوثيين وهو ما اعتبره مراقبون بداية التمهيد لانفصال الجنوب وتقسيم اليمن.
وتقوم جماعة الحوثي بالتشكيك في كافة العمليات المالية التي تقوم بها السلطة اليمنية وتتهمها باستشراء الفساد داخل دواليب الإدارة اليمنية لتبرير استحواذهم على خيرات البلاد.
وفي هذا الإطار قال مصدر سياسي مطلع إن رئيس الجمهورية، عبدربه منصور هادي، أمر بتشكيل لجنة تُشارك فيها قيادة وزارة المالية من أجل العمل على تجهيز موازنة لستة أشهر لمحافظات عدن، لحج، الضالع، وأبين، وتحويل هذه الموازنة إلى البنك المركزي في عدن.
ونقلت صحيفة "الشارع"، عن المصدر توضيحه، أن رئيس الوزراء خالد بحاح، شارك في هذا التوجيه، الذي يتضمن تحويل موازنة لهذه المحافظات الأربع لمدة ستة أشهر، مشيراً إلى أن هذه الموازنة ستتضمن جميع البنود، وقد تم تحويل مليار دولار كدفعة أولى تحت هذا المبرر.
وقال خبراء أن هذا الإجراء يحمل في طياته مغزى واضحا الا وهو بداية العمل بتفكيك اليمن والتمهيد لانفصال الجنوب، عبر خطوة ضمان الاستقلالية المالية أولا باعتبارها لاعبا رئيسيا في تسيير الدولة المنشودة في الجنوب، ثم المرور الى مرحلة الانفصال السياسي عن سلطة القرار في صنعاء.
وأكد المصدر الحكومي إصدار الرئيس هادي هذا التوجيه غير المعلن، الذي قال إن رئيس الجمهورية أصدره "بذريعة تسهيل العمليات المالية في هذه المحافظات الأربع، وتقليص مركزية العاصمة صنعاء، استعداداً لتنفيذ الأقاليم ضمن فيدرالية سيعاد فيها تقسيم اليمن إلى عدة أقاليم".
وحذر عبدالملك الحوثي من تنفيذ مشروع الستة أقاليم التي نص عليها مؤتمر الحوار، معتبرا أن تضمين الدستور تقسيم البلد إلى 6 أقاليم مسعى لتدمير اليمن.
ودعا زعيم الحوثيين كل القوى الى الحفاظ على استقرار الوطن ووحدته والحذر من الانجرار وراء المساعي الخارجية التي تريد اليمن بلدا غارقا في الفتن والازمات.
وكانت مصادر مقربة من الرئاسة اليمنية أوردت في وقت سابق أن الضغوط التي تمارسها جماعة الحوثي على الرئيس اليمني تتمثل في حثه على منع تنفيذ مشروع الاقاليم الستة، مقابل ضمان استمراره على رأس السلطة.
ودأب الحوثيون منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء على فرض مواقفهم بالقوة حتى على رئاسة الجمهورية لذلك لم يعرف المغزى من قبولهم هذه المرة بالتفاوض.
وقال رئيس الحكومة خالد بحاح في وقت سابق إنه "يجب أن يعترف الجميع بأن القضية الجنوبية كانت وما تزال محور العملية السياسية وتشكل محور الارتكاز في مؤتمر الحوار الوطني ومخرجاته، وحولها وعليها بُنيت تصورات اليمنيين فيما يخض شكل دولتهم التي توافقوا على أن تكون اتحادية".
ويرى مراقبون ان تنامي الاقتتال بين الحوثيين وتنظيم القاعدة في اليمن وسيطرة الملفات الامنية والسياسية على أعمال السلطة السياسية أجج مطالب الجنوبيين بالانفصال.
وتنطوي خطوة بداية ضمان استقلالية مالية للجنوب انطلاقا من عدن، على رؤية جديدة لكسب ود الجنوب في ظل هيمنة الحوثيين على منافذ صنعاء وتضييق الخناق على العمليات المالية والسياسية والامنية في صنعاء.
وقال متابعون أن السلكة اليمنية أصبحت عاجزة عن إدارة الدولة في العاصمة، لذلك بدأت بالبحث عن ملاذ جديد يجنبها سطوة الحوثيين وقوة سلاحهم.
كما وردت تقارير اعلامية في وقت سابق تفيد بوجود تحركات إيرانية للسيطرة على ميناء عدن في جنوب اليمن والتي تعتبر من أهم الموانئ العالمية، في ظل وجود نشاطات مريبة يقوم بها للسفير الإيراني لدى اليمن سيد حسين نام، بمدينة عدن.
ويرى متابعون للشأن اليمني أن طهران ستكلف الحوثيين بمهام تسهيل الطريق لها للدخول في مفاوضات جدية، وإقناع االمسؤولين اليمنيين بضرورة عدم اغلاق الابواب في وجه الاستثمار الخارجي.
ميدل ايست أونلاين
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها